ألمنطق المقلوب لحاكم سوريا بعد أن مات ألأسد رحمه الله

 

طعمة السعدي/ لندن  

talsaadi815@yahoo.co.uk

ذكرت في مقالتي السابقة في التاسع والعشرين من آب الماضي ألرئيس المغفور له حافظ الأسد وموقفه الأخلاقي النبيل اتجاه العراقيين جميعا" وتوفير ألملجأ لهم بعد أن انقطعت بهم السبل بسبب جرائم صدام حسين وعصابته المجرمة . وقلت أن المرحوم لم يفرق بين عربي وكردي، شيوعي أو اسلامي، مسلم أو مسيحي في ذلك.  وكنت أتنقل بين مكاتب المعارضة العراقية عند زيارتي لدمشق بصحبة السيد ماجد الأسدي ممثل تنظيمنا في سوريا ولبنان وقتئذ*، فنزور الأخ ابا اسراء - جواد المالكي ممثل حزب الدعوة (دولة رئيس الوزراء، نوري المالكي حاليا")   وألأخ بيان جبر( باقر جبر صولاغ ممثل المجلس الأعلى في سوريا ولبنان ووزير المالية حاليا")  وألأخ عادل مراد ممثل الأتحاد الوطني الكردستاني وغيرهم، كما نزور السيد مهدي العبيدي (أبو صالح) مسؤول حزب البعث،  الجناح السوري، فنجد دمشق حاضنة للمعارضة العراقية بكافة أطيافها بفضل رعاية الرئيس المرحوم حافظ الأسد الذي لم يجعل بلاده ساحة للبعثيين المعارضين لصدام فقط .  ولا يمكن أن ننسى فضله على العراقيين، لأننا أوفياء ولسنا من ناكري الجميل . أو ممن يغدر ويطعن في الظهر مقابل الدولارات التي تدفع للرؤوس ألكبيرة أو الصغيرة في البلدان الفاسدة. وأستمرت هذه الرعاية بمستوى أقل ومتراجع حتى سقوط نظام المجرم صدام وعصابته من البعثيين المجرمين وأقربائه ألمنحطين.

ورغم أن حزب البعث السوري (تنظيم العراق) بقيادة أبي صالح، السيد مهدي العبيدي كان على عداء ظاهر ومرير مع حزب بعث صدام – عفلق في ذلك الوقت، كما كان صدام معاديا" لهم،  ويستخدم كل الوسائل بما فيها الأرهاب لأسقاط البعث السوري وضم سوريا الى العراق،  لم تقم المخابرات السورية  أو غيرها آنئذ بتدريب بعثييي السيد مهدي العبيدي أو غيرهم على الأعمال الأرهابية لأسقاط نظام صدام حسين وحزبه الصدامي العفلقي كما تفعل الآن في اللاذقية ضد ألحكم الديمقراطي التعددي الفدرالي الذي يقض مضاجعهم بسبب انفرادهم في السلطة ورعبهم من الديمقراطية التي تطيح بهم ان تحققت، لا بالمدافع والدبابات، بل بصناديق الأقتراع الوديعة المسالمة المتحضرة. ولم تسمح لهم بارتكاب تلك الأعمال المشينة التي تستهدف المواطنين الأبرياء كما تفعل الحكومة السورية الآن بقيادة بشار الأسد الذي لا بد أن يكون مشاركا" أساسيا" بالجرائم . وهذا تحصيل حاصل بصفته القائد العام للقوات المسلحة والمدير الفعلي لجهاز المخابرات السورية، ورئيس حزب البعث، ويجب أن يلقى عليه القبض ويحاكم دوليا" في لاهاي كما حوكم المقراحي الليبي الذي فجر طائرة بان أميركان في لوكربي في ثمانينات القرن الماضي وغيره من داعمي ألأرهاب وألتطهير العرقي والقتل الجماعي على الهوية او القومية والدين. 

ان دماء مائتين وتسعة وخمسين قتيلا"، بينهم 189 أميريكيا"، في عملية ارهابية بشعة أدت الى  اسقاط طائرة بان أميركان أثناء قيامها برحلة بين لندن ونيويورك في الحادي والعشرين من كانون الأول 1988 في لوكربي في اسكتلندة، ليست أغلى على الأطلاق من دماء مئات الآلاف من العراقيين الذين قتلوا أو جرحوأ أو أصيبوا بأعاقات جسدية دائمة، أو تيتموا أو ترملوا في ألأنبار أو الموصل أو في بغداد او ديالى وكل أنحاء العراق، بسبب ألحكام السوريين بالدرجة الأولى والأيرانيين والسعوديين نتيجة دعمهم المتواصل للأرهابيين والقتلة بكافة الوسائل. ويجب عدم استثناء ملك السعودية، أو المسؤولين الأيرانيين من احالتهم الى محكمة العدل الدولية وكل من ثبت أو سيثبت تآمره على العراق بدعم الأرهابيين، عربيا" كان أو غير عربي، حاكما" أو محكوما". فالدم العراقي لا يقدر بثمن ويجب معاقبة المجرمين على جرائمهم التي لن تسقط بالتقادم، ان شاء الله. وسنكون وراء المجرمين حتى نعاقبهم جميعا" مهما طال الزمان.

 

سوريا بين الماضي القريب والحاضر: 

كتبت زوجتي، السيدة سهام مهدي السعدي، مقالة رائعة في جريدة ألأئتلاف الوطني التي كان يرأس تحريرها ألأخ ماجد الأسدي * في 30 حزيران عام 2000 عنوانها (لم يمت ألأسد، لأنه خلف أسودا") نحتفظ بنسخة منها في بيتنا في لندن وجاء فيها : لم يكن ألأسد أبا" للسوريين جميعا" وللعرب وأخص منهم مئات الآلاف من العراقيين الذين وجدوا فيه أبا" حنونا" عطوفا" خفف عنهم آلام غربتهم الأجبارية بسبب الظلم المبتلين فيه في بلدهم، وقد برهن هؤلاء جميعا" على عرفانهم بالجميل عندما" خرجوا عفويا" مع اخوتهم السوريين الى الشوارع وهم في أشد حالات الحزن باكين، نائحين على رئيسهم الذي اختاره العلي القدير الى جواره في هذه الظروف البالغة الصعوبة)**. 

ولكن ياخيبتنا جميعا"، خصوصا" بعد تحرير العراق حيث اختلطت الأوراق، ومات الأسد فعليا"   رحمه الله، لأن الخلف لم يكن كالسلف، وخاب أملنا ببشار الذي صدر الينا الأرهاب والنار والدمار بدل الزهور والعطور والأنوار. وتم أرتكاب ألأعمال ألجنائية ألأرهابية التالية التي يعتبر مسؤولا" عنها: 

1- فتحت سوريا حدودها ومنحت اللجوء السياسي والأقامة للمجرمين المطلوبين للقضاء العراقي  وبضمنهم اللصوص والقتلة البعثيين وغير البعثيين دون تمييز. 

2- احتضنت ارهابيي القاعدة في تآلف غريب عجيب بين متناقضين،  وأنشأت معسكرات تدريب لهم في اللاذقية بتنسيق بين ضباط المخابرات السورية وضباط مخابرات صدام الهاربين من وجه العدالة واشرافهما، اضافة" الى قياديي حزب البعث بجناحيه (كسرهما الله) جناح بياع أبرد ثلج بالعالم وجناح يونس ألأحمد. 

3- فتحت حدودها لتسلل الأرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات بكافة أنواعها الى العراق عبر الحدود السورية ألعراقية،  لقتل الأبرياء من ألأطفال والنساء والرجال والشيوخ دون تمييز في كافة أنحاء العراق وخصوصا" في المناطق المحاذية لها في الأنبار والموصل ولحد الآن. 

4- تسببت ألأعمال ألأرهابية والقتال الطائفي الذي شجعته سوريا لأضعاف الحكومة ألمركزية  واسقاطها، ووقع في فخه بعض المغفلين العراقيين من الجانبين، في هجرة مئات الآلاف من العراقيين الى سوريا والأردن بسبب الأعمال الأرهابية المنطلقة من سوريا أو من جارتنا الشرقية اللذوذه أو من السعودية وكان الدور السوري هو الأكثر اجراما".

ويجب ملاحظة أن ألغالبية العظمى من العراقيين لجأوا الى بلدان عربية ومنها مصر ولم يلجأوا الى ايران، علما" بأن غالبية المهاجرين من الشيعة، ومع ذلك يطلق عليهم التكفيريون والبعثيون وغيرهم من الكلاب السائبة صفة الصفويين والعجم وغير ذلك من الصفات . ولو كانوا كذلك لهاجروا الى ايران، لكن عروبتهم تأبى عليهم ذلك، ما لم يكونوا مضطرين انقطعت بهم السبل ألأخرى. 

5- مما تقدم نستنتج  أن سورية هي السبب الرئيسي لهجرة العراقيين اليها والى غيرها بسبب موقفها الل اأخلاقي، الأجرامي، ألأرهابي المتمثل بدعم الأشرار من التكفيريين والبعثيين وجيوش ألبعث المتخفية تحت أسماء اسلامية . وعلى سوريا  اعالة العراقيين بدفع رواتب لهم وتوفير السكن والتعليم والرعاية الصحية  لهم مجانا"، كما تفعل دول ألأتحاد الأوروبي وغيرها من الدول المتحضرة التي تتمتع بمبادىء أخلاقية وانسانية . فهل أن هذه الدول أكثر عروبة وأخلاقا"  من بشار ألأسد وشعاراته في الوحدة والحرية والأشتراكية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 

6- هل يستطيع ( ألأسد) فتح حدوده لتحرير الجولان؟؟؟؟؟؟ ربما سيصاب بما لا يحمد، أو تحمد عقباه عند سماعه لسؤال مثل هذا، وتسيل سوائل في غير وقتها ولا في مكانها ألمناسب.

وهل أن عدم السماح بتحرير الجولان موقف أخلاقي يا (أسد) ؟ ولماذا لا تستطيع ذبابة واحدة، أو فأرا" عبور الحدود الى الجولان، وفي نفس الوقت تستطيع قطعانا" كبيرة من كلاب القاعدة السائبة وبعثيي عزت ويونس عبور الحدود الى العراق مع أسلحتهم ومتفجراتهم ؟؟؟؟؟؟  فهل هذا موقف أخلاقي، أم قلبت الموازين، وصارت البوصلة تؤشر نحو الشرق بدل الشمال المغناطيسي يا بشار؟

لو تجرأ ألأسد على مس أمن اسرائيل، ستقصر رقبته كثيرا"، اذا بقيت تحمل رأسه بعد دخولهم بيته بلمح البصر. 

7- كان ألأرهابيون والبعثيون وأمثالهم من الفصائل الكافرة اللا اسلامية يدعون كذبا" وبهتانا" كعادتهم،  أنهم يحاربون المحتل الأمريكي، فلماذا هذه التفجيرات في المدن العراقية بعد أن انسحب منها الأميركان وغيرهم؟؟؟؟  لا شك أنكم فضحتم أنفسكم أيها السفلة المنحطين، وهدفكم هو قتل العراقيين، كل العراقيين دون استثناء وليس محاربة المحتل سيدكم الذي أتى بكم الى السلطة أيها البعثيين في عامي 1963 عندما قتلتم الوطني الشريف الغيور عبدالكريم قاسم،  و1968 بأعتراف قادتكم المجرمين كعلي صالح السعدي وغيره.

وقب أن توجهوا أسئلتكم أقول لكم : ان الحكومة الحالية تبوأت السلطة بانتخابات حرة نزيهة لم يشهد لها العراق مثيلا" في عصره الحديث أوالقديم، ولم يفز بها أحد بنسبة 99.999999999%  كما كان يدعي صدامكم الغبي المغفل،  وحزبكم الفاشستي الذي كان يسير وراء صدام كما تمشي الكلاب السائبة خلف من يلقي اليها العظام. 

كيف نؤدب دول الجوار شعبيا" وحكوميا"؟ 

1- لا بد من السير قدما" في الطلب المقدم الى الأمم المتحدة لدعوة مجلس الأمن الدولي لأنشاء محكمة تحقيق وادانة دولية لمحاكمة حكام سوريا وغيرهم، وليس لأحد التنازل عن هذا المطلب أو تمييعه لأنه حق يعود للشعب، كل الشعب، وليس لحزب أو مسؤول حكومي وذلك بالرغم من أنه جاء متأخرا" جدا". وبعكسه سيستمر مسلسل ألأعمال الأرهابية والمتفجرات الى أمد غير معلوم ويسقط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين بسبب الأجرام السوري والسعودي والأيراني وغيره. ويجب اجراء تحرك مماثل ضد ملك السعودية وحكام أيران وكل دولة تدعم ألأرهاب تسليحا" أو تمويلا" أو تحشيشا"، أو بالدعم اللوجستي أو ألأعلامي الذي يحرض على ألأرهاب وقتل أبناء شعبنا ألأعزاء. 

اذا كانت دول الجوار غير متورطة بهذه الجرائم، فلماذا (تزعل) أو تخاف وترتجف من تدويل القضية؟؟؟؟؟

 ولو كانت بريئة لما أستنفرت كل قواها وامكانياتها لعدم تدويلها وراحت تتوسط هنا وهناك وصارت بغداد قبلة بعض الدول في هذا الشهر المبارك يتسابق اليها وزراء خارجية يخشون أن يلحقهم الدور في الملاحقة القانونية الدولية.  ولو اعتقدت أنها بريئة لرحبت بمثل هذا التدويل لأنه سيثبت براءتها ويعيد الكرة الى الملعب العراقي ان صح التعبير. لو لم يكونوا مذنبين (مع ايماننا المطلق بالقاعدة القانونية التي تقول أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته) لما فقدوا أعصابهم واتزانهم واتهموا الموقف العراقي بأنه لا أخلاقي.

أنا أتحدى من يثبت أن عدد العراقيين في سوريا وبضمنهم المجرمين البعثيين والأرهابيين الأسلاميين ولصوص المصارف وغير المصارف من (الحواسم)  يتجاوز الربع مليون أو ثلاثمائة ألف لاجىء أو مقيم منذ عشرات السنين . فكيف أصبح هذا الرقم مليونا" ومائتي ألف عراقي علما" بأن غالبيتهم العظمى تسكن في حي السيدة زينب على بعد حوالي 10 كيلومترات من دمشق؟ 

ان كل حزب سياسي أو عضو برلمان ( وخصوصا" من كان يتظاهر أنه معارضا" ويجتمع سرا" مع مخابرات صدام في تونس وفي رومانيا أو باريس كما أثبتت وثائق المخابرات التي حصلنا عليها بعد التحرير) أو تجمع يدافع عن ألنظام السوري أو غيره بأي شكل كان، يضع  يديه في يد الأرهابيين ويؤازرهم ويجب معاقبتهم من قبل أبناء الشعب في الأنتخابات ألقادمة ليتم طردهم من المسرح السياسي الذي صعد اليه الكثيرون بسبب القوائم المغلقة  أو الأدعاءات والوعود الكاذبة.  

2-  ان دول الجوار ومنها دول جوار السوء، تستفيد من تجارتها مع العراق الذي تصدر اليه كل شيء ولا تستورد منه شيئا" فيكون الميزان التجاري لصالح هذه الدول بمليارات الدولارات، ويجب معاقبة هذه الدول بمنع أستيراد البضائع بمختلف أنواعها منها بما فيها المنتجات الزراعية والصناعية  والمصانع والسيارات، ومنع مشاركتها في مقاولات اعادة الأعمار والمشاريع الأستثمارية. وعلى أبناء الشعب الغيارى تطبيق ذلك فعليا" ومقاطعة البضائع السورية والسعودية والأيرانية تجارا" كانوا أم مستهلكين وأن لا يتركوا ألأمر على عاتق الحكومة وحدها. 

3- ان أحد أهداف دول جوار السوء ابقاء العراق جريحا" ضعيفا" متخلفا" صناعيا" واقتصاديا" وزراعيا" ليبقى سوقا" رائجة لبضائعهم الصالحة والمنتهية الصلاحية يحصدون منها بضعة عشر مليار من الدولارات سنويا"  لعقود طويلة قادمة . فعلينا دحر أهدافهم الشريرة بمشاركتنا جميعا" بمكافحة الأرهاب وألأرهابيين ودعم الحكومة والمؤسسات ألأمنية الشريفة، وفضح ضباط الشرطة أو الدفاع  ألمتعاونين مع ألأرهابيين أو الفاسدين  بغض النظر عن اتجاهاتنا أو مذاهبنا أو قومياتنا أو أدياننا، لأننا هدف للأشرار الذين لا يفرقون بين عراقي وعراقي آخر.

-----------------------------------------

* كان لنا تنظيم مقره العام في لندن بأسم الأئتلاف الوطني العراقي (تم استعارته حاليا" من قبل الجماعة) كنت أمين السر فيه وكان المنسق العام فيه السيد الفريق الدكتور توفيق الياسري، ومسؤول أوروبا الأخ اللواء جلال محمد أمين، وكان ألأمين ألأقليمي لسوريا ولبنان ألأخ السيد ماجد ألأسدي وتجدون في موقعي ألألكتروني بعض أسماء ألأعضاء. ولم نكن دكانا" تدعمه أية دولة أو مخابرات كذلك الذي كان له علاقات مع 16 جهاز مخابرات عربية وغير عربية كما اعترف بنفسه وتأتيه.

** مات المغفور له حافظ الأسد في العاشر من حزيران سنة 2000،  وكان لمماته، رحمه الله أثرا" كبيرا" على وضعية المهاجرين العراقيين في سوريا، حيث لم يعد الأمر كما كان في زمن أبي باسل.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com