خصوصيات المجلس الأعلى الإسلامي من أسباب تماسكه الداخلي

 

عمار العامري

infoinfo11@yahoo.it

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي هو إحدى القوى السياسية ذات تاريخ الجهادي ومواقف وتضحيات ضد الأنظمة الحاكمة والذي لم يأتي نتيجة ظروف معينة تنتهي بمجرد زوال الأسباب، أنما هو تيار أسلامي امتداد للحركة الوجود الإسلامي السياسي عبر الأزمنة هو الحالة الإسلامية الموجودة في كل وقت، ولكنها في هذه الفترة الزمنية أطلق عليه هذه التسمية (المجلس الأعلى) وبعد الإعلان عن رحيل زعيمه السيد عبد العزيز الحكيم في الأسبوع الفائت بدأت بعض الوسائل الإعلامية وضع الفرضيات وفتح الحوارات حول الوضع الداخلي المجلس الأعلى الإسلامي بعد رحيل رئيسه وكأنما هذه الأطروحات هي قنابل مؤقتة يحاول صناعها استخدامها لتفجير أقاويل وزرع وشايات يراد منها زعزعة ثقة القاعدة الجماهيرية للمجلس الأعلى، وهذه التصرفات أسلوب استخباري دائما ما تستخدمه الجهات المعادية لخلق أجواء من عدم الثقة، وكأنما أصحاب الشأن في المجلس الأعلى يفكرون هكذا ولكن عند دراسة الوضع الداخلي والتركيبة التنظيمية للمجلس الأعلى ومؤسساته نجد أن هناك فرق كبير بين (التنظيمات الشبكية أو الخيطية) وبين (التنظيمات الجماهيرية) فالتنظيمات الخيطية والتي دائما ما تتعرض للانشقاق أو الانقلاب في داخلها فإنها معرضة لأي حالة من تلك الحالات في حالة وفاة رئيسها، ولكن ما نجده في التنظيمات الجماهيري فالأمر غير ذلك والسبب أن التركيب الداخلي لها غير مبني على الأطروحات الفردية التسلطية أنما هناك رأي موحد يساهم في إيجاد الانسجام والتفاهم البعيد عن التفكير التآمري أو الانشقاقي.

وعن الخصوصية التي يحملها المجلس الأعلى الإسلامي في ترتيب وضعه الداخلي والسرعة التي اتسم فيها بانتخابه للسيد عمار الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى بعد رحيل السيد الحكيم تعتبر الخطوة الأولى الناجحة من مسيرة ما بعد الرحيل ومدى تأثر الرحيل على أداءه في المجالين التنظيمي والسياسي في المرحلة المقبلة فقد تميز المجلس الأعلى عن غيره بخصوصيات منها:

1. ارتباط المجلس الأعلى الإسلامي بالمرجعية الدينية للأكثرية في العراق والعالم الإسلامي والتي يستلهم هذا التيار منها الرأي والمشورة ويسير على خطاها باعتبارها الامتداد الحقيقي للتحرك الإسلامي على كافة الأصعدة وهذا ما يعزز دوره بعيد عن الانشقاق والاختلاف ما دام العاملين عليه مناصرين ومؤيدين للمرجعية الدينية.

2. أن المجلس الأعلى يحمل مشروع سياسيا متكامل مبني على أساس العدالة والحرية بعيدا عن التسلط والاحتقان الطائفي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة إذ لم يسعى منذ دخوله العراق بعد التغيير في 2003 للحصول على المناصب ولم يماطل في نيل الغلبة على حساب المصلحة العليا للشعب العراقي ولم يحاول رفع الشعارات الوطنية الزائفة أنما تعامل بالوطنية الحقيقية وهي الدفاع عن العراق ولم يقدم مصالحه على مصلحة العراق.

3. أدى المجلس الأعلى منذ بروز قيادات في ساحة العمل الميداني (ادوار ترتيبية) فقد ساهمت قياداته في تشكيل أول خلايا العمل السياسي في العراق وتحفيز الشباب المؤمن على المشاركة في التحرك الإسلامي السياسي(1957-1982) حتى جاءت مرحلة الكفاح السياسي والعسكري في المعارضة العراقية للنظام العراقي (1982-3003) والتي لعبت فيها قيادات التيار الإسلامي الدور الكبير الذي تمخض عن تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي بعد مشاورات ومباحثات عديدة خرجت بتوحيد الرأي الإسلامي في المعارضة في أطار واحد كان خيمة لكل أبناء العراق في المهجر حتى جاء يوم التغيير وسقوط النظام بجهود ودماء العراقيين ليكون المجلس الأعلى قطب الرحى في العملية السياسية والبناء الحقيقي للعراق الجديد(2003- .....).

4. تتصف قيادات المجلس الأعلى بصفة حسنة قلة وجودها في تيار سياسي أخر وان وجدت فإنها في عدد قليل هذه الصفة أو السمة هي أن قيادات المجلس الأعلى لا يشعرون بعقدة (الأنا) التي يعاني من الكثير من الساسة في العراق والذين لا يفرقون بين جهودهم التي يقدمونها وبين وجودهم في تيار يساعدهم على تحصيل الحاصل وان سبب الاختلافات والانشقاقات التي ترافق بعض الجهات هي التأثر البعض بالعقد والإمراض النفسية التي تعاني منها ساسة هذه الجهات.

5. أن المجلس الأعلى يتمتع بعلاقات سياسية واسعة مع كافة الإطراف العراقية فهناك اتفاق إستراتيجي مع الأحزاب الكردية وتوافقات مع إطراف سنية وتأثير كبير في الوجود الشيعي وعلاقات طيبة مع الأقليات الأخرى من التركمان والصابئة والمسيح وغيرهم وهذه الأواصر والامتدادات تجذر العلاقات وتعطي تأثير كبير لقيادات المجلس الأعلى على التماسك والانسجام.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com