مجلس النواب يناقش تغيير تسمية وزارة الكهرباء؟!

 

هادي جلومرعي

hadeejalu@yahoo.com

حرائق كثيرة في القلب، ولا تكفى كل سيارات الاطفاء في العالم لاخمادها، او انقاذ شيء من القلب الذي التهمته نيران الوجد.

مقطع من قصيدة حب مهداة الى وزير الكهرباء .

البعض يتخيل ان مجلس النواب سيناقش في الفصل التشريعي الجديد مشروعا لتغيير تسمية وزارة الكهرباء الى اسم اخر يلائم طبيعتها وحجم وجودها وتاثيرها في حياة العامة.

المؤمل ان المجلس سيناقش ربما في الدورة البرلمانية المقبلة موضوعة الكهرباء لكنه لن يجنح الى تغيير التسمية ..

وفي الغالب فان من شان دوائر الكهرباء في كل العالم والشركات المتخصصة في هذا القطاع الحيوي العمل على استمرار تزويد الدور والمحال السكنية والمستشفيات ودوائر الدولة، والمرافق الحيوية وسواها بالطاقة اللازمة، ما دامت الكهرباء صنو الماء وكأن الاية المباركة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) قصدت الاثنين معا، فالمياه تساعد في توليد الطاقة الكهربائية، والكهرباء قد تساعد في الوصول الى المياه في البلدان التي تفتقر الى هذه الثروة سواء بالبحث عنها في جوف الارض، او تحلية مياه البحر لتكون صالحة للاستهلاك البشري ..

عندنا في هذه البلاد المنحوسة تختلف الامور فنحن لسنا بحاجة الى الكهرباء وهو ما يتلائم وثقافة التخلف السائدة في مجتمعنا السياسي والشعبي على السواء ومثلما ان المياه في نهري دجلة والفرات تهدر وتذهب الى غير محل الافادة منها، فان مطالبة بلدان المنبع بضخ المزيد منها ترقى الى درجة (الصفاقة المفرطة) . لسنا بحاجة الى كهرباء لاننا نبحث عن المياه الجوفية بطرق بدائية، ولسنا بحاجة لها لاننالاننوي على الاطلاق الافادة من مياه البحر .. لسنا بحاجة الى شيء من ذلك .

المهم عندنا ان يتصارع السياسيون وان يتقاتلوا على المكاسب حتى لو ادى ذلك الى حرمان الشعب من ابسط الحقوق، وما دام تعطيل المشاريع في مجلس النواب سيؤدي الى الاضرار بمكون سياسي مناوئ فلا باس من رفض المشاريع المقدمة والانتخابات على الابواب، واذن فلا ضير من ذلك، اما معاناة الناس فهي من الامور التي لم تعد تثير الكثير من الالم خاصة وانهم ابناء حضارة الذل والحرمان وعقد النقص والجوع والعطش، ومنذ الاف من سنين الحضارة الزائفة التي تسحق الانسان لتكون مجدا لحمورابي او نبوخذ نصر او لصدام او لاي عضو برلمان او رئيس حكومة او وزير اطفاء .

البنى التحتية في بلدنا لا تستحق الاهتمام لسبب بسيط مرتبط بفقدان الوازع، وانتفاء المصلحة، ولان السياسيين عندنا يقدرون مصالح البلاد بمقدار ما تعود بالمنفعة عليهم، وكان الصحيح ان يقدموا مصالح العامة، وهو الايثار المنتظر، لكنه المفقود ايضا للاسف،وما دام المسؤول سيحقق مكاسب شخصية يؤمن بها ويسعى لها فانه غائب عن الوعي وبعيد عن دائرة الاهتمام بمصالح المجموع .

الكهرباء واحدة من اخطر الحاجات العامة المفقودة، بل ان مناطق بأكملها لا تحصل على ساعة منها في مدى يوم وليلة، وصار الناس، يتندرون على وزارة الكهرباء ويطلق النكات فيقول(اتلوا الصلوات على روح الكهرباء واخر يتمنى ان تصيبه صدمة كهربائية لانه يشعر بالياس من قدومها)ومنهم من دعاني لتسميتها وزارة الاطفاء .. وهو وصف دقيق تماما فموظفو المحطات يطفئون الاف المرات يوميا ويمنعون الماعون .. يصيبهم طاعون .. انشاء الله .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com