حكايات أبي زاهد .. (97) .. (محو الأمية)

 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid1@yahoo.com

أحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لمحو الأمية وبينت الدول انجازاتها في هذا المجال وما وصلت إليه جهودها في القضاء على هذا الداء الوبيل الذي من بعض إرهاصاته التخلف المريع لمن يجهلون القراءة والكتابة.

والعراق العظيم من الدول التي كان لها أسهامها في محو الأمية عبر مراحل متعددة من تاريخ حكمها الوطني فالعهد الملكي المباد كان يحمل أجندات معروفة في نشر التخلف خشية النهوض الثوري وانتشار الوعي الذي يسهم بشكل أو آخر في "فتح العيون"على ممارسات السلطة الحاكمة لذلك كانت السلطة وراء التلكؤ في إنشاء المدارس ونشر التعليم بين القطاعات الشعبية الفقيرة ،وبعيد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وبداية النهوض الثوري في العراق وسعي القوى الوطنية الفاعلة آنذاك تقدم التعليم خطوات كبيرة في هذا الجانب وأنشأت صفوف محو الأمية وخصصت الأموال اللازمة في هذا المجال وأشرك الملايين في تلك الحملة التي أوتيت ثمارها ونجحت بشكل منقطع النظير بفضل الوعي الذي كان عليه معلمي تلك الأيام وما يحملون من أفكار ثورية وطنية هادفة الى التغيير والبناء،وعندما جاء غربان البعث وأديلت سلطة القانون وأنتشر الحرس القومي بغداراته المصرية أطلق طلقة الرحمة على جميع المشاريع النافعة التي كانت سلطة تموز ورائها وعادت بالشعب العراقي الى الوراء وأسهمت في نشر التخلف والضياع ليسير على خطاها الأخوين عارف بما عرف عنهم من ميوعة سياسية وارتباطات قومية مشبوهة فكان أن ألغيت مدارس محو الأمية وعادت عقارب الساعة الى الوراء وما أن جاء انقلاب البعث في تموز 1968 حتى بدء عهد جديد نتج عن التحالف الجبهوي فكانت عودة مكثفة لتعميم تجارب محو الأمية وقوانين التعليم الإلزامي حتى أصبح التعليم إجباريا وهو من البصمات الواضحة للشيوعيين عند أسهامهم ولو بشكل محدود في السلطة ولكن ما أن انفرط عقد التحالف حتى عادت حليمة الى عادتها القديمة وعاد العراق الى سابق عهده في التشتت والضياع وانصرف نظام البعث لدعم آلته الحربية تاركا الأمور الأخرى لرحمة الأقدار فبدأت أمارات التخلف تغزو المجتمع العراقي وانصرفت العوائل عن تعليم أبنائها لتوفير ما يسد رمقهم فكانت الردة الكبرى التي مهدت لبناء مجتمع ما بعد الاحتلال حيث مدت الأمية أطنابها وشملت قطاعات واسعة حتى أصبحت بنسب غير مقبولة وخصوصا بين النساء حيث تجاوزت نسبة ال60% وبين الرجال بنسبة أدنى ولو كان الأمر توقف هنا لهانت المصيبة وسهلت المشكلة ولكن الأمية الكبرى التي نعاني منها في الوقت الحاضر هي الأمية السياسية وغياب الوعي بالمهام المرحلية فقد أنصرف حتى ما يسمى بالطبقة المتعلمة عن طلب العلم ومتابعة ما يستجد في عالم الفكر والثقافة وأصبح الجميع في مركب واحد أميين حتى النخاع في الثقافة العامة وما تتطلبه من قراءة ومتابعة لذلك فالعراق ليس بحاجة لمحاربة الأمية بمفهومها السائد فحسب بل بحاجة الى حملة مكثفة للقضاء على أمية المتعلمين الذين أصبح أكثر ضحالة من أميي الستينات لأنهم يجهلون الكثير مما كان الأمي السابق يدركه من خلال استماعه لمن يزوده بالمعرفة والثقافة وأصبح جل متعلمينا اليوم لا يختلفون عن المرحومة جدتي في تمسكها بالأوابد والموروثات التي تجاوزها العالم بكثير وأصبح بعض أساتذة الجامعة أو المحامين والمهندسين والأطباء لا يجدون غضاضة في الذهاب الى فتاحات الفال لمعرفة مستقبلهم وأعرف أحدهم كان يعد لرسالة دكتوراه استعان بحجاب ليساعده في مواجهة الأساتذة المناقشين ولا يتورع بعضهم عن اقتناء كتب السحر والشعوذة أو التمسح بقبب الأولياء لطلب المساعدة في الامتحان وفي أيام الامتحانات تجد طلبة العلم يتلمسون العون بزيارة قبور الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين لتكون إجاباتهم وافية تؤهلهم العبور.......قاطعني سوادي الناطور ضاحكا" عمي أتريد الصدك تره أيامنه أحسن من أيامكم هاي وثقافتنه أحسن من ثقافة هالآيام وآنه وأعوذ بالله من كلمة آنه تعلمت بمحو الأمية بزمن الزعيم وكمت أقره الجرايد والمجلات والكتب واليومك هذا ما عفت القراية واذا ما قريت أشوف روحي بذاك اليوم ناسي شي وصارت النه القراءة مثل الزاد ما يستغني عنه الإنسان ،ومعلمين ذيج الأيام مو مثل معلمين هذا الزمن بقريتنه عدنه معلم أسمه (حسن البياتي) من أهالي الحلة كان يبقه بعد الدوام حتى يعلم الفلاحين العصر وفتح صف محو أمية على حسابه لكن حكومة نوري سعيد حاربته واتهموه شيوعي لأن يريد يفك عيون الفلاحين،بويه والما يعرف يقرا أعمى وهسه أكو هوايه مفتحين عيونهم لكن همه عميان ،بروح أبوك شلون تقبله اذا أم حسين واستاذ راضي يرحون للكشافة سوى هو راضي معلم روحه حتى يعلم الناس ولو بيدي جان أفتح مدارس محو أمية لليقرون ويكتبون وأخليهم يتعلمون شلون يصيرون مثقفين لأن الثقافة موبلبس البنطرون الثقافة ان تعرف تحجي وكل أحجاياتك عدله ، لكن وين اليحجي الحجاية العدله اليوم،بس تحجي يكولون شيوعي وتعال يا عمي شيلني ..!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com