الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية .. (16)

 

هلال ال فخر الدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

الجحود بعد الاستيقان

جاء في الذكر الحكيم قوله سبحانه:(وجحدوا بها وآستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف عاقبة آلمفسدين) النمل:14

فقد ستمرت حملات الحروب الضروس على الرسالة والرسول (ص)وال بيته الاطهار حتى بعد ان ضرب الاسلام بجرانه لكن وتائرالمكر تتعمق واليات الصراع تتطور وسبل الحرب تستمر وبحقد اشد وعنف اقوى وطغيان وجبروة اعمى لايبقى ولايذر رغم تاليف قلوبهم وتظاهرهم بالاسلام لكن بقى يتاجج الحسد في صدورهم ويغلي الحقد في نفوسهم الشريرة المريضة الجاحدة فاشعلوا نيران وسعروا حروبا هوجاء اطفاء صماخها الامام عي حيث كان النبي يقذب به في لهواتها وردهم الله بكيدهم لم يظفروا بشيء لمحوا الرسالة واطفاء نور الله وطمس الاسلام وبادة ال الرسول بشتى الطرق وبمختلف الاساليب ..وبعدان استتب لهم الامر وتقمصوا الخلافة ركزو سعيهم على خطوط استراتيجية خطيرة جدا منها :

اولا:منع ال الرسول من حقهم والحيلولة دون وصل اهل البيت الى القيادة باي شكل كان ومحاولات الغاء دورهم في الامة والتعتيم عليه وحتى محاربتهم وقتلهم...والنبي اوصى باتباعهم فقد جاء عن النبي (ص)انه قال:(من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتى ويسكن جنة الخلد التي وعدنى ربي فليتول علي بن ابي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج3ص128 وجاء في مسند الامام احمد ج4ص218 عن رسول الله (ص)قال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )

وثانيا:منع رواية ونشر الحديث (السنة) بحجج واكاذيب كثيرة منها ان لايختلط الحديث بالقران –وطالما هطرت درة ابن الخطاب صدر شيخ محدثي اهل السنة ابو هريرة لمنعه من رواية الحديث النبوي وكان ابو هريرة يصدح قائلا:لو حدثت باحاديث – تثبت حقائق تخالف اراء الساسة - لقطع مني البلعوم ويشير الى رقبته بالذبح - ..لاجل دروس السنة وطمس ما جاء فيها من احكام موضحة وشارحة ومبينة لكثير من النصوص القرانية المختصرة..

وهنا اود التعرض لحديث وان كان موضوعا ومكذوب وساقط سندا ومتنا وكثيرا يركز عليه القوم وبالخصوص اعلام السلف ومن قول المصطفى :(اني مخلف فيكم كتاب الله وسنتي ان تمسكتم بهما فلن تضلوا ابدا ) فاذا كان هذا الحديث صحيحا ولا يحصل الضلال الابتطبيق الكتاب مع السنة ؟فلماذا الغى ابن الخطاب السنة وعاقب على من يقول بها او ياخذ بها

ولماذا لاينكرون عليه فعلته تلك ...!!

لكن في الوقت نفسه الذي يمنع فيها عمر رواية السنة او الحديث النبوي الشريف يمكن الخليفة عمرالحاخام كعب الاحبار اليهودي الذي ادعى الاسلام في زمنه من تولي صعود المنبر الشريف في المسجد وقص الاسرائيليات ويجلس عمر تحت منبره مشجعا على روايات الخرافات قائلا :خوفنا ياكعب انظر حلية الاولياء لابي نعيم في ترجمة كعب وكذلك تهذيب الكمال للمزي وغيرها

وثالثا: الافتاء حسب الهوى ووفق الطلب والمصالح من دون تورع او تقوى الذي زعموا به(الاجتهاد) فان اصاب فله اجران وان اخطاء فله اجر ما اكثر الاخطاء التي جرت المصائب واسفرت عن كوارث كفعلة خالد مع مالك بن نويرة واجتهاده فيها بقتل المسلمين وجعل رؤسهم اثافي لقدور الطبخ والزنا بأمرة مالك بعد ذبح زوجها صبرا ..وما شن من حروب للابادة والارهاب تحت عنوان الردة (حروب الردة) والكثير منهم لم يكونوا مرتدين بل رأوا ان الامور التبست عليهم وفق ما عرفوه وسمعوه من النبي ومن مجيء الاول وثانيا انهم فقط امتنعوا من اعطاء الزكاة لابي بكر وثالثا :لايوجد عندا البت حكم فقهي بقتل اردة الجماعي كول مايوجد فقهيا هو حكم حول ردة الفرد الواحد بالاستتابة ..الخ فان ماشن من مجازر واباده جماعية وتحريق ورمي في الابار والقاء الاحجار والتراب عليهم وهم احياء لالوف المسلمين بذرائع الردة تندى لها جبين الانسانية ..!! تاتي ظمن مسلسل الاجتهادات للخليفة بابادة معارضيه من المسلمين

ويذكر الامام عبد الرزاق في المصنف ترديد عمر قائلا :انا اخو محمد اي لافرق بيني وبيه فهو يفتي ويقول وانا افتى واقول لافرق

رابعا :اصبحت بدع الامراء واوامر الخلفاء سنن مقدسة تجب اطاعتها وتطبيقها ك(صلاة التراويح) و(الصلاة خير من النوم) و(اسقاط حق المؤلفة قلوبهم) او حتى تحدي الخليفة الثاني للسنة وعدم الاخذ بها بل ومعاقبة من يأخذبها او يطبقها بقوله (نعمتان كانتا على عهد رسول الله متعة الحج ومتعة النساء فانا امنعهما واعاقب عليها ) مما حدا بالخليفة العباسى المأمون ان يستنكرعلى ابن الخطاب تحديه ذك للسنة النبوية المطهرة رادا عليه مقولته تلك بقوله:ما انت ومنعك للسنة يالكع ..؟ ...الخ

خامسا:سنهم شريعة تمكين الطغاة والبغاة والغلاة من سدة الحكم وتقديسهم على انهم خلفاء الرسول و(ائمة المسلمين)فجأو بترثت الشجرة الملعونة في القران (بني امية)وتسلطهم بالقهر والمكر وتثبيت سلطانهم على رقاب الناس من غير مراقبة ولا زجر او اقالة وذلك ما سولة لهم به نفوسهم من تمكين حزب ابليس من رقاب المسلمين -واطمع كل من هب ودب بمنصب (الخلافة) او(الامامة) والزعامة وان كان افسق الناس واعتاهم اجراما واجهلهم جاهلية واستمر هذا المنوال حتى عصرنا الحاضر -ومهد وا(للطلقاء) واجلسهم على سدة الحكم ونزوهم على منبره(ص) نزوا القردة والخنازير (والشجرة الملعونة في القران ) وباتفاق المفسرين بني امية

خامسها:شن الغارات الارهابية بتعبئة جيوش الظلم وانتهاك الاعراض واستباحة الدماء والاموال وقطع الرؤس واغتيال ومطاردة واضطهاد وتعذيب وقطع العطاء لكل من تسول له نفسه ان يأمر بالمعروف او ينهى عن المنكر كإن من كان كواقعة (الحرة) في 82 ذو الحجة عام 63 هجرية التي حدثت في السنة الثانية من خلافة يزيد حيث قتل قائد جيش عصابة بني امية ثلاثة الالف وخمسماية رجل ومن الانصار ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وسبعمائة ومن قريش ألفا وثلاثمائة ودخل جنده المدينة فنهبوا الاموال وسبو الذرية واستباحوا الفروج واحضروا الصحابة والتابعين لمبايعة الفاسق يزيد بن معاوية على انهم عبيد ليزيد) الكامل في التاريخ لابن الاثير ج3 ص63 ..فبعد هجومهم على أل بيت المصطفى وترويع بضعة المصطفى وتكبيل المرتضى بالاغلال وضرب كبار الصحابة وايقاد النار على منزل الهدى ..!!فبعدها لايتورعوا ابدا عن قتل وابادة كل من يقف حجر عثرة في فرض سلطانهم ونشر ارهابهم وتعميم ظلمهم ..حتى لوكان سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين ...واستباحة مدينة الرسول (ص) ..وحرق وتهديم البيت الحرام ..حتى اصبح ارتكاب الفضائع شعارا يفتخر به ويمجد فاعله عليه وهذا المنهج الاستبدادي الارهابي لايزال مستمرا في ثقافة الامة بل وحتى من قبل النخب المثقفة المتمسكة بالعصبية والتطرف والجهل كمن يعون بتبجيل وتمجيد الاصنام كصدام واضرابه

وهذا ما يتغى به ويشيراليه شاعر النيل حافظ ابراهيم مفتخرا بالارهاب العمري

وقو لة    لعلي  قا لها   عمر         اكرم  بسامعها  اعظم    بملقيها

حرقت دارك لا أبقي عليك بها        ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها

ما كان غير ابي حفص بقائلها         امام   فارس  عدنان  و حاميها

فهذه في الواقع نخب ظلام ونخب دجل

وجاء في الفيض القدير ج1ص52 عن النبي (ص)قال:(إن افة الدين ثلاثة فقيه فاجر وامام جائر ومجتهد جاهل)

وبتبني تلك الخطط الجهنمية والحروب المسعورة واجتهاد الضلالات ونشر الخرافات فزدهرت لذلك واستمرت دول الطغاة المتعاقبة آل حرب وبني مروان ومن لف لفهم بمن جاء بعدهم من الظلمة المتقمصين لمنصب الخلافة بالعسف والجبروة والفساد وتوريث السلطة فما يهلك قيصر حتى يأتي قيصر اخر كما قال ابن عمر ..وامعانهم في الغي والتعدي والشر بارتكاب فضع الجرائم بابشع الوسائل ارهابا وفتكا ..ابادة ..مجازر..اقبية .. ليس فقط اساءة الى الاسلام ونبيه (ص) واهل بيته والامة فقط بل تعدوا كل محظور ومحرم حتى وصمو الاسلام بالسيف ووشموه بالارهاب وصوروه بقمة الاستبداد والطغيان والبربرية التي لم يرتكب معشرا منها الفراعنة والجبابرة وتبديل نعمة الله كفرا وعلوا واستكبارا ..ونتيجة لافاعيلهم تلك ستبقى الرسالة اسيرة متهمه ومصفدة باغلال ماجترحوه من جنايات لاتعد ولاتحصى سودت الصحائف ..!!

ونلاحظ حتى زماننا الحاضر ووقتنا الرهن العصيب لازالت المطاردات والسجون والتهميش والطمس على النخب الصادقة والكفأة الخيرة من قبل السلطات الجائرة والاجهزة الحاكمة والاحزاب النافذة التي لاتلتقي الا لمن صفق وصرخ وسخر قلمه لاسدال المدائح وكيل التعظيم على نهج السلف من وعاظ السلاطين وشعراء الدواوين ومرتزقة المثقفين

قال تعالى:(وآلذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار)الرعد :25

التبراء من طغم الخلفاء

يفند الشيخ علي عبد الرزاق ببصيرة وموضعية ماقيل حول خلافة الجبابرة من تقديس باطل والخلاف حولها وعن شهوة الحكم التي تسلطت على على الخلفاء حتى جعلت ( الخلافة ) لاتقوم الا على القهر والظلم ( واذا كان في الحياة الدنيا شيء يدفع المرء الى الاستبداد والظلم ويسهل عليه العدوان والبغي فهو مقام الخليفة وقد رايت انه اشهى ما تتعلق به النفوس وا هم ما تغار عليه واذا اجتمع الحب البالغ وامدتها القوة البالغة فلا شيء الا العسف ولا حكم الا السيف ) علي الاسلام واصول الحكم ص28و جاء في كتاب جماعات التكفير في مصر د. عبد العظيم رمضان ص23هذا ما حدا بالشيخ علي من شن هجوم على فكره الخلافه كنظام سياسي في الحكم ونفي وجود سنه لها من القران او سنه النبي (ص) وندد بدورها في التاريخ الاسلامي ( شعائر الله تعالى ومظاهر دينه الكريم لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومه الذي يسميه الفقهاء خلافه واولئك لذين يسميهم الناس خلفاء فليس من حاجه الى تلك الخالافه لامور ديننا ولا لامور دنيانا ولو شئنا لقلنا اكثر من ذلك فانما كانت الخلافه و لم تزل نكبه على الاسلام المسلمين ينبوع شر وفساد )10 وان التاريخ لا يذكر لنا خليفه ( الا وقترن في اذهاننا بتلك الرهبه المسلمه التي تحوطه والقوه القاهره التي تظله والسيوف المصلته التي تذود عنه وقال ان التاريخ الاسلامي لا يكاد يعرف خليفه الا عليه خارج ولا جيل من الاجيال مضي دون ان نشاهد مصرعا من مصارع الخلفاء وانه على الرغم من ان الخلافه- من الناحيه النظريه تقوم عند المسلمين على اساس البيعه الاختياريه الا انها من الواقع لم ترتكز الا على اساس القوه والرهبه وحد السيف . قال تعالى:(ليكفروا بما ءاتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون)العنكبوت:66 وقال الشيخ عبد الرزاق ان :(المسلمين ليست بهم حاجه الى تلك الخلافه وان ينزه الله سبحانه وتعالى عن ان يجعل صلاح المسلمين وفسادهم رهنا بالخلافه او تحت رحمه الخلفاء وانما ترك الله للمسلمين الحريه في الاختيار النظم السياسيه التي تهدي اليها عقولهم وعلومهم ومصالحهم ) بل ان الشيخ يفرق بين ولايه الرسول وولايه الحاكم ( ولايه المرسل على قومه ولايه روحيه منشوءها ايمان القلب وولايه الحاكم ولايه ماديه تعتمد على الاخضاع الجسم من غير ان يكون لها بلقلب اي اتصال )11 المرجع السابق ص69

فكانت عصور الخلافه كما يقول الشيخ محمد الخضري في (اتمام الوفاء في سيره الخلفاء ) ص: 191 (وتنوسي الحال واستفحل الملك وكانت عروق الجاهلية تنبض ووجدوا الرياسة حكما مدنيا سياسيا قبليا. وليس له رابطة بصحيح الدين سوى ظاهر البرقع)

قال تعالى:(أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) النساء:52

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com