بنت الرافدين

ياجابر .. ليتك شاهدت (الشرقية)!!

صباح زنكنة

كلما يمضي عام على قناة الشرقية اقول في قرارة نفسي لعل الله سيهديها العام المقبل الى الكف عن برامجها الرمضانية التي تحاول خلالها ضرب الشعب بالحكومة وبالكيفية التي تتوق لها رغبة بعض المواطنين، وتتمادى في ضرب القيم الدينية والسلوكية عرض الجدار للهدف ذاته ... ولكن للاسف لا اجد سوى ان العام السابق كان افضل من اللاحق الامر الذي يدفعنا للاعتقاد ان العام الحالي هو افضل من الاعوام القادمة اذ انها ستكون مليئة بالتجاوزات تحت يافطة ترويح الصائم وتخفيف عبئ نهاره القاسي من خلال خلق ليالي ترفيهة قد لاتختلف عن الليالي الحمراء وسهرات السكر والرقص والعربدة !!..الامر الذي يدفعنا للسؤال التالي :هل ان ليالي رمضان بمفهوم الشرقية ضمن الليالي الحمراء وانها لا تحمل في مدولاتها اية حرمة او قداسة!؟ ...

لا نعلم ربما كنا مخطئين في فهم الحديث النبوي الشريف الذي يقول (ايها الناس قد اقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة واالمغفرة ايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات ....) الا اذاكانت الشرقية قد اوجدت تفسيرا آخر ودلالات اخرى لفهم هذا الحديث المسند بان افضل ليالي شهر رمضان تلك التي تقضيها امام شاشه الشرقية وافضل الساعات تلك التي نضحك فيها على تلك ذقون تعتقد انها تضحك لنا او بسببنا ! وكأن لسان حالها تقول:الفارق بين ما يريده الحديث الشريف وما نريده نحن اننا سنخرجكم من الشهر اسوأ مما دخلتم به لا ان نخرجكم بصوم مقبول وذنب مغفور كما في مضمون الاحاديث!!.

من المتناقضات التي يقع بها بعض صيام شهر رمضان هو قراءة القرآن قبل الفطور ومشاهدت الرقصات الشرقية من على شاشات التلفزة بعده رغم انفه بعد ان يجد نفسة قد التصق بالشاشة لدرجة لا تسمح له المشاهد المثيرة مغادرتها للتعبد في المسجد او تلاوة القرآن وقراءة الادعية الرمضانية ،وادراك نقطة مهمة بان الشهر اُنزل فيه القرآن هدى للناس لا الرقص والغناء وهز الخصور،ليذهب الى اهمال الامر فتكون ليالي رمضان المباركة ليس للعبادة بل غناء هي حتى مطلع الفجر وليس سلام!.

وللحقيقة لايراودني ادنى شك من ان الشرقية على دراية بالحديث الشريف (ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحدها فاذا صمتم فاحفظوا السنتكم عن الكذب وغضوا ابصاركم كما امركم الله...) ومانتلمسه منها ان بعض حقائقها الدرامية مكذوبة رغم ان الابصار تتشضى للمشاهد الجنسية وسيل اللعاب لايتوقف كلما لاحت على القناة شقراوات وسمراوات شاميات وعراقيات يهزن بطونهن ويبرزن سيقانا براقة بطريقة تسقط المشاهد الضعيف ارضا بالقاضية على ايقاعات شرقية ساخنة !! ... وحتى لا اذهب بعيدا واخرج عن جادة الموضوعية فقد ذكرت الشرقية نموذجا ليس لانها الوحيدة في هذا الميدان بل لتفردها في عنصر تجاوز الاطر الاجتماعية والدينية دون رادع ذاتي بما تحمل في برامجها الرمضاني الدرامي من انتقادات للواقع العراقي جلها صحيحة ألا ان اسلوب الطرح، والتسويق في هذا الشهر تحديدا هو مدار النقد.

ختاما اذكر حديثا شيقا روي عن رسول الله ص انه قال لجابر الانصاري: ياجابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه يخرج من ذنوبه كما يخرج من الشهر..فاندهش جابر وقال يارسول الله مااحسنة من حديث فالتفت اليه الرسول وقال : (وما اصعبها من شروط !.)...جعلنا الله من الملتزمين بهذه الشروط النبوية من منطلق القيم الشرقية لاقيم (الشرقية) ...آمين!.

العودة الى الصفحة الرئيسية