|
الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية .. (17)
هلال ال فخر الدين مبدئية أئمة اهل البيت وعلى الضفة المقابلة نرى شيأ اخر مغاير وعكسا ما في الضفة الاخرى نلاحظ ان التلازم لاينفك بين أئمة اهل البيت ومباديء الرسالة لكونهم الامناء عليها والوارثين لها بل للرسالات السابقة ايضا وهذا ما يؤشر للحقائق التالية : اولا :ان ائمة اهل البيت قدموا انفسهم قرابين في سبيل بقاء الاسلام نقيا وجعلوا من ارواحهم دروع لحماية الشريعة بعكس خلفاء مدرسة السقيفة الذين جعلوا من الرسالة سياج يحتمون به ومن الشريعة جسر للوصول الى المأرب وتحقيق المطامع ثانيا:تشدد الائمة في حماية الشريعة وبقائها سليمة نقية من التغير صيانة الرسالة من التحريف والغلو وذلك أول ماالتزم به الامام علي واخذه على نفسه بعد وفاة الرسول (ص) على ان لايخرج من بيته حتى يجمع القران خوفا وحرصا من ايادي العبث والعابثين ..وما انتهجه الائمة من الحفاظ على السنة الشريفة وايصالها للامة كاملة صحيحة من غير عوج او وضع وفي هذا الصدد يقول الامام الباقر نحن نحافظ على حديث جدنا رسول الله (ص) كما تحافظون انتم على ذهبكم وفضتكم لهذا من اراد السنة الصحيحة اغترف منهم معينها ثالثا:ان أئمة اهل البيت التزموا التزاما صارما بالخلق الاسلامي الرفيع وفي اشد الظروف خطرا ليكونوا مؤشرا صحيحا وواضحا للنهج القويم كمعاملة الامام على لمحاربيه في الجمل بالحفاظ عليهم وايصالهم الى مأمنهم ..واباحة الماء لجيش البغاة بقيادة الباغي معاوية في صفين بعد ان ملك الفرات ومنعه عن الامام علي واصحابه ..وما قام به الامام الحسين في طريقه الى العراق باطعام واسقاء جيش بني امية المشرف على الهلاك الذي جاء لمحاصرته واسره ..وفي يوم عاشوراء الامام الحسين يبكي فلمل سؤل عن بكائه قال :سيدخل هؤلاء بسببي الى النار ..وما عمله الامام علي بالحسين ببني امية وقاتلي ابية –سيد الشهداء الامام الحسين واخوته واعمامه وباقي الذرية الطاهرة في مذبحة مروعة وتقطيع رؤوسهم وسبي نساء أهل البيت- من حمايتهم وايوائهم في ثورة المدينة وكذلك ماقام به زيد الشهيد من الحفاظ على المسلمين في الكوفة بامتناعه من دخولها وفي هذا النبل يقول المفكر الاسلامي العقاد :ان خلق اهل البيت جنى عليهم ...فهم يدرؤون بالحسنة السيئة ....والكاظمين الغيظ..والعافين عن الناس..والمعرضين عن الجاهلين مظهرين سموا الاسلام الاخلاقي في اجلى صورها قال تعالى:((لاتستوى الحسنة ولا آلسيئة آدفع بآلتي هي أحسن فإذا آلذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* وما يلقاها إلا آلذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) )فصلت :34و35 (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون آلميثاق*وآلذين يصلون مآأمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب*والذين صبرواآبتغاء وجه ربهم وأقاموا آلصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أوائك لهم عقبى الدار) الرعد 20و21 و22 المفكرون والامام علي فى العصر الحديث او(الامام على في الفكر المسيحي) مما هو معلوم ان غالبية علماء واعلام الامة وأئمتها يطأطؤ رؤوسهم احتراما وتقديرا وعرفانا بقدسية سيد الاوصياء أمام ألأئمةرباني هذه الامة وسيد الساجدين الامام علي وان كانت قد ظلمته ولازالت في غيها سادرة من ظلمه وظلم اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .. وكان ائمه اهل البيت (ع) مدرسه اخلاقيه متكامله في تجسيد المبادئ الانسانيه الرفيعه والاصيله للرساله الاسلاميه .فكانوا من جهه يدافعون عن الانبياء وعصمتهم ورسالاتهم مما كان يثيره البعض من اتهامات باطله حيال سلوكيات الانبياء وانحرافهم اوبأثارة الشكوك حول نبوتهم ورسالاتهم .كما كانو يلاقون الكثير من الاذى والعنت من لدن السلطات الحاكمه بسبب دفاعهم عن شعوب وامم واهل الاديان والمذاهب داخل المجتمع الاسلامي بسبب ما كانوا يلاقونه من اضطهار وجورمن طغاة الحكام . وكان الامام علي كثير ما يردد قائلا :لو ثنيت لي الوسادة –اي تمكنه من الحكم واستقرار الاحوال – لاافتية اهل التوراة بتوراتهم واهل الانجيل بانجيلهم واهل الزبور بزبورهم حتى يقولوا لقد عدل ابن ابي طالب ..اي كان الامام ينشد وهو قائد اعظم دولة ان خياره تمتع كافة مواطني المجتمع بحرية المعتقد فلا تفرقة ولاتميز في ظل الحكومة الاسلامية فالعادلة قدر الجميع ... لكن الملاحظة الملفتة للانتباه ان ترى حشدا من كبار علماء وفلاسفة المسيحيين يفتنون بحب وتقديس الامام علي ويقفون مبهورين بل تائهين في لجج افكار ومعارف ونظريات واهتمامات الامام الانسانية واخلاقة النبيلة وتطبيقاته العملية الفريدة حيال الاقليات الدينية ورعايته لها كموكونات اساسية في النسيج الاجتماعي الاسلامي فترى الاهتمام الكبير من المفكرين والعلماء المسيحين بشخصيه الامام علي (ع)الانسانية وبالخصوص جانب احترام حقوق الانسان وتأكيدهم على الجوانب الخلقيه الرفيعة وقد ضمنوها قسما من نظرياته وافكاره وتطبيقاته التي سبق بها زمانه بعصور متطاولة اي قبل 1400 عام يطرح الامام مفاهيم وتطبيقات تصبوا الانسانية للوصول اليها رغم ما شرع من قوانين وتشريعات حقوق الانسان الا انها لازالت بحاجة حقيقية لضمان هذه الحقوق وعدم المساس بعقائده واعرافه. فقد الف الشاعر المسيحي المصري (سلامه موسى) ديوان شعري كامل في بيان السيرة العطرة للامام باسم (الغدير) وكذلك الاديب والمفكر الكبير (جبران خليل جبران )الذي قال عن شهادته (ع) (انه شهيد عظمته)والف المفكر البناني (جورج جرداق )موسوعه في الامام (ع) كان احد اجزائها اسمه (علي صوت العدالة الانسانية). وألف داعيه حقوق الانسان في الاردن العلامة (ركس بن زائدة العزيزي )كتابا عن شخصيه الامام علي ضمنه قسما من نظرياته وتطبيقاته في مجال حقوق الانسان اسمه (علي اسد الاسلام وقديسه) كما الف الكاتب البناني المسيحي (سليمان كتاني) كتابا سماه (الامام علي مدراس ونبراس ) يقول عن الامام: اذن كان اصدق صوره عرفها التاريخ البشري لحب الانسان لاخيه الانسان واشعاره بكرامته وثقه الانسان بالانسان والتفاؤل الذي لا ينشاء عن غفله او ضعف او غرور وانما ينشاء عن معرفه وقوه وحسن تقدير ... فاذا وعى الناس هذه الدروس فقد ضمن له ما ضمن للانبياء من الخلود الذي ينفع الناس ويرقى بهم الى الخير فكان سلوكه هذا فذا ولم يشفع .ويقول المعتزلي في شرح النهج ج6 ص28 وقبل اكثر من الف سنه عن الامام (ما اقول في رجل تحبه اهل الذمه على تكذيبهم بالنبوه وتعظمه الفلاسفه على معاندتهم لاهل المله، وتصوره ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ،حاملا سيفه مشهرا لحربه) .. حتى احد المفكرين والادباء المسيحين يفصح عن مدى حبهم وولائهم لامام العدالة وصوت الحق الامام علي امام الكل صادحا: لاتقل شيعة هواة علي إن كل منصفا شيعيا جلجل الحب في المسيحي حتى عد من فرط حبه علويا ياسماء اشهدي وايارض قري واخشعي إنني ذكرت عليا
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |