|
الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية .. (20)
هلال ال فخر الدين ( الامام علي في الذكر الحكيم) الامام علي هو أذان من الله ورسوله ....رغم انف كل جاحد ومنافق وشقى ناصبى لايبلغ عن الله الا النبي(ص)اوعلى والائمة الاطهارمن اهل بيته فقط فقد اخرج شيخ محدثي اهل السنة الامام البخاري في صحيحه عن شيخ رواة السنة ابو هريرة الدوسى انه قال في تفسيرقوله تعالى في اول سورة (التوبة) اوبراءة :(وأذن من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبرإلى الذين عادتهم من المشركين) التوبة :1 :(فاذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة وأنه لايحج بعد العام مشرك ولايطوف في البيت عريان)صحيح البخاري ج5ص:37 اي بعد ان اخذ الامام على من ابن ابي قحافة تبليغ سورة براءة يوم الحج الاكبر لانه نفس النبي(ص) وصنوه ووصيه ..رغم انف كل جاحدا ومنافق .. واخرج الموضوع الامام اخطب خوارزم الحنفي في(المناقب) عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (ص) لعلي بن ابي طالب:(أنت الذي انزل فيك-وأذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر) المناقب ص :24 سياسة الامام مع الرعية.. امتازت سياسة الامام عن غيره من الخلفاء والساسة ببمميزات منها :حيث اتسمة سياسة الامام على مع الرعية بسمات الالتزام بالصدق والوضوح والشفافية والاشفاق والنبل والرعاية الكاملة لمصالح العباد ومقدرات البلاد حيث جسدت تلك الاهداف كل قيم السماء فلاختل ولامكر ولامصانعة اوتملق كاذب او مدارات مصالح ذاتية او فئوية على المباديء ومصالح الامة الكبرى والاهداف السامية الاصلاحية التي اعلنها الامام بمطارة المفسدين وان كبروا وقمع الفساد وان صغر لذلك اصبح الامام معيارالحق الصارم وبوصلة العدل القاطع..فلامهادنة الاعداء ولا مسايرة مع النفاق..وأول ما بدء الامام مشروعه الاصلاحى بالنفس لانها اس الشروروام الفساد ..فان صلحت السرائر صلحت الاحوال وان فسدت ... أذان الله ورسوله والنباء العظيم الامام علي يؤكد على الامة ومن يصل اليه خطابه :عليك بنفسك فانها عدوك الذي بين جنبيك حكمة بالغة طبقها الامام اولاعلى نفسه الشريفة ..لقد بدا الامام بنفسه قبل غيره فحاسبها قبل ان يحاسب الاخرين وقومها قبل ان يعمل على تقويم الاخرين وراقبها قبل ان يراقب الاخرين ولم يشيرعلى الناس بالنصائح ويوصيهم بالتقوى والزهد وهو يجترح المنكرات ويرتكب الموبقات ويسرف ويبذر وينهب وكله مفاسد ومعاصى.. قال تعالى:(أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وآتبعوا أهوائهم ) محمد:14 ولذلك لم يذكر اعداء الامام والحاقدين والحانقين عليه ولو بسقطة او زلة وكذلك لم تكتب لنا كل كتب التاريخ وجلها كان مترصدا بالامام انه تناقض مع نفسه ولو مرة واحدة ابدا فكان قوله وعمله واحد لا يختلفان ولا يتناقضان كما انه لم يامر بحسنة الا بعد ان يكون قد سبق الاخرين اليها ولم ينههم عن سيئة الا بعد ان يكون قد نهى نفسه عنها وقد اقسم على ذلك بقوله (ايها الناس، اني، والله، ما احثكم على طاعة الا واسبقكم اليها، وما انهاكم عن معصية الا واتناهى قبلكم عنها) ولذلك كان عليه السلام واضحا ومثالا يحتذى، وهو القائل :من نصب نفسه للنالس اماما فليبدا بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تاديبه بسيرته قبل تاديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها احق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم) كما انه عليه السلام هو القائل(من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف امن، ومن اعتبر ابصر، ومن ابصر فهم، ومن فهم علم).ويقول عليه السلام متحدثا عن امكانية ان ينال ما يشتهي والوصول الى ما يريد فالطريق مفتوح امامه ولكن (ولو شئت لاهتديت الطريق، الى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات ان يغلبني هواي، ويقودني جشعي الى تخير الاطعمة، ولعل بالحجاز او اليمامة، من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، او ابيت مبطانا وحولي بطون غرثى، واكباد حرى، او اكون كما قال القائل: وحسبك داءا ان تبيت ببطنة وحولك اكباد تحن الى القد فالامام لم يكن مجبورا على الاستقامة كما ان الطرق لم تكن مغلقة بوجهه لنيل ما تشتهيه الانفس ابدا فلقد كان كل شئ طوع امره وكانت الدنيا طوع بنانه اذا اراد وصل واذا احب حقق الرغائب كما ان الحيل الشرعية كانت متوفرة عنده وجاهزة لديه ولذلك فاستقامته خيارا وبارادة وقراره عن وعي لم يجبر او يغصب على الالتزام كما هو حال الكثيرين ممن يتصنعوا الاستقامة اما خوفا من الرقيب او خجلا من الحبيب. والى من تسنم موقع المسؤولية بعد مكابدة طويلة وصراع مرير على السلطة لتبدا معه مرحلة الاسترخاء او التعدي على الاخرين او ظلم الناس، فتتحول السلطة عنده الى تشريف او الى اداة للعدوان على حقوق الاخرين يقول عليه السلام (ااقنع من نفسي بان يقال هذا امير المؤمنين، ولا اشاركهم في مكاره الدهر، او اكون اسوة لهم في جشوبة العيش، فما خلقت ليشغلني اكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة، همها علفها، او المرسلة شغلها تقممها، تكترش من اعلافها، وتلهو عما يراد بها، او اترك سدى، او اهمل عابثا، او اجر حبل الضلالة، او اعتسف طريق المتاهة). فالمنصب عند الامام مسؤولية عظيمة (من امروا عليهم امير ويوجد فيهم من هو احق منه فعليهم اللعنة الله) فلامنسوبية ولاتوريث ولا محاصصة بل ان ان يتمتع المتصدي لها الكفوء وهو عارف بقدرته على اعطائها حقها او لا يتصدى لها اذا راى في نفسه ضعفا وفي قدرته وارادته عجزا وفي دستوره لواليه على مصر مالك الاشتر (فليس عملك لك بطعمة انه المسؤولية)مصداقا(وان ليس للانسان إلا ماسعى) والى من يسخر النصوص الدينية والمطالب الوطنية كحجج شرعية يتلفع بها عند السرقة من بيت المال او يسطوا على حقوق العباد فتراه يرتشي باسم الهدية أو يسرق بعنوان انه اولى بها من غيره او يعتدي على حقوق الناس بنصوص شتى يقول الامام يصف حالة من هذا القبيل: (واعجب من ذلك، طارق طرقنا بملفوفة في وعائها، ومعجونة شنئتها، كانما عجنت بريق حية او قيئها، فقلت: اصلة، ام زكاة، او صدقة؟ فذلك محرم علينا اهل البيت، فقال؛ لا ذا ولا ذاك، ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول، اعن دين الله اتيتني لتخدعني؟ امختبط انت ام ذو جنة ام تهجر؟ والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها، على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وان دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل، وقبح الزلل، وبه نستعين). والى من يتحجج بتقاعسه عن محاربة الفساد المالي والاداري، باتساع الرقعة على راقعها تخادما للمصالح مع الشركاء في السلطة ووجوب التسترلمصالح عليا وان ما فات مات وعلينا بما هو آت وان من سرق من الماضين (امة قد خلت، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) وان تقادم الزمن يحلل المال المسروق او عفى الله عما سلف لانه يسقط التهمة والعقوبة عن المجرم يرفض الامام مثل هذه الاباطيل والكلام المعوج المخاتل لكن الامام يرفضه وانه يطالبه وان تزوج به الاماء وان من ضاق عليه الحق فالجور عليه اضيق لمن يريد ان يصلح الامور فعنده متسع من الوقت وان لا يخشى في الله لومة لائم فلا تقادم الزمن يبرر سرقة سابقة ولا مرور الوقت يسقط التهمة.. فالى المسؤول في الدولة الذي يظن انه فوق الاخرين وانه متميز عليهم في الحقوق والواجبات، فيمد يده الى بيت المال نهبا بما يسخط ربه ولا يرضي الرعية عنه لقد كان الامام شديدا في محاربة الفساد المالي والاداري فكان يبادر الى وأده فورا وهو في المهد حال ان يتناها الى سمعه معلومة عنه فلقد كتب مرة الى زياد بن ابيه وهو عامل امير المؤمنين يومئذ عليها وعلى فارس وغيرها :(واني اقسم بالله قسما صادقا، لان بلغني انك خنت من فئ المسلمين شيئا صغيرا او كبيرا، لاشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر، ضئيل الامر، والسلام). فلا تمييز عند ابي طالب بين المسؤول والمواطن العادي فكلاهما متساويان امام القانون الذي ينبغي ان يبقى فوق الجميع اما ان يعاقب المواطن العادي اذا سرق ولا يعاقب المسؤول اذا سرق فذلك ليس من العدل ابدا فالموقع لا يحمي المسؤول من توجيه التهمة اليه او معاقبته اذا ثبتت عليه كما انه ليس من حق المسؤول ان يحمي اقاربه ورفاق حزبه او اصدقائه الذين في موقع المسؤوية اذا ما اساؤوا فسرقوا مثلا او مارسوا الفساد الاداري. يقول الامام عليه السلام بهذا الصدد (ايها الناس، اني رجل منكم، لي ما لكم، وعلي ما عليكم، واني حاملكم على منهج نبيكم، ومنفذ فيكم ما امر به، الا وان كل قطعة اقطعها عثمان، وكل مال اعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فان الحق لا يبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الاماء وفرق في البلدان لرددته، فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه اضيق). اما من يوظف الموقع والمنصب للتعويض عن سابقته في الايمان وسنين الجهاد والنضال وايام الفاقة وكان تسنمه سدة المسؤولية فرصة للتعويض عما قدمه في السنين الماضية لدين الله وللبلاد التي احبها وللشعب الذي ناضل ضد الديكتاتورية من اجله فليتيقن بانه على خطا وما هي وساوس ابليس اذ ليس من حقه ان يستغل الموقع للتعويض عما فاته ولقد حذر امير المؤمنين عليه السلام من مغبة مثل هذا التفكير المنحرف بقوله (الا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار، وفجروا الانهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتخذوا الوصائف الروقة، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا، اذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه، واخرتهم الى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون: حرمنا ابن ابي طالب حقوقنا، الا وايما رجل من المهاجرين والانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يرى ان الفضل له على سواه لصحبته فان الفضل النير غدا عند الله، وثوابه واجره على الله، وايما رجل استجاب لله وللرسول، فصدق ملتنا ودخل في ديننا، واستقبل قبلتنا، فقد استوجب حقوق الاسلام وحدوده، فانتم عباد الله، والمال مال الله، يقسم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لاحد على احد، وللمتقين عند الله غدا احسن الجزاء وافضل الثواب، لم يجعل الله الدنيا للمتقين اجرا ولا ثوابا، وما عند الله خير للابرار). قد يغضب او ينقلب بعض من اصاب المال العام بالحرام من الحق والعدل الا ان رد الامام كان قاطعا فعندما فكر قادة الطبقة الثرية وزعماءها ان يساوموه قائلين له (يا ابا الحسن، انك قد وترتنا جميعا، بمساواتك ايانا مع الاخرين في العطاء، ونحن اخوتك ونظراؤك من بني عبد مناف، ونحن نبايعك اليوم على ان تضع عنا ما اصبناه من المال ايام عثمان، ويقصدون بذلك عهد الفساد المالي والاداري، وانا ان خفناك تركناك فالتحقنا بالشام، ويقصدون معاوية لانه كان يدفع لهم بلا حساب، وكان يميزهم في العطاء فرد الامام (اما ما ذكرتم من وتري اياكم فالحق وتركم، واما وضعي عنكم ما اصبتم فليس لي ان اضع حق الله عنكم ولا عن غيركم) اذ ليس من العدل ان يستعيد المال العام المسروق والماخوذ بغير وجه حق من اناس ويتركه بيد اناس آخرين. بل ان الامام يعتبر ان من العدل ان يتمتع كل المواطنين في ظل حكومته بخيرات البلاد وليس ان يكون للثلة العاكمة ترفل بكل النعم والامتيازات والخدمات بما ليس لهم وتحرم جموع الجياع من لقمة العيش وكافة الخدمات فيقول عليه السلام في معرض كلام كلم به عبد الله بن زمعة وهو من شيعته، وذلك انه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالا فقال عليه السلام :(ان هذا المال ليس لي ولا لك، وانما هو فئ للمسلمين، وجلب اسيافهم، فان شركتهم في حربهم، كان لك مثل حظهم، والا فجناة ايديهم لا تكون لغير افواههم).واخيرا فان هذه العصابات المتلفعة بالدين او الوطنية او الليبرالية ماهم الا حزب الشيطان لرتعهم في الافساد وجل همهم مصالحهم والولوغ في الاثام يشملهم قوله سبحانه:(آستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخسرون) المجادلة :20 سلام الله عليك ايها النفحة القدسية الهادية للبشرية فإذا كان غيرك قد زانته الخلافة فانت يامولاي قد زنت الخلافة واصبحت خلافتك هي المؤشر الصحيح للنظام الاسلامي ولولاك لما عرف صواب الحكم الاسلامي مطلقا بما لوثوه ...فكنت منار الهدى وعلم التقى وجسدت القران قولا وفعلا ومثلت الاسلام صدقا وعدلا وكنت مصداقا لقوله تعالى :(تلك آلدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولا فسادا وآلعقبة للمتقين) القصص:83 واخيرا يبقى الامام علي مدراس ونبراس وبالخصوص عند تفرق السبل في حلكة الظلام .. وان حياة مولى كل مؤمن ومؤمنة بوصلة الهدى ومعيار السراط المستقيم ورباني هذه الامة وناسكها وأعلمها وأقضاها وأزهدها وأعدلها ألقاسم بالسوية لاتاخذه في الله لومة لائم فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها واحرزت سوابقها وذهبت بفضائلها...ويأبى الله الا ان تكون خاتمتك سعادة بالشهادة (فزت ورب الكعبه)في محراب بيت الله على يدي اشقى الاولين والاخرين كما انبأ المصطفى(ص) بذلك كاحد معاجزه .. ومن الشقاء ان هوى سيف اشقى الاولين والاخرين سيف التطرف والارهاب والتخلف على راس الامام وهو يصلي مترنما بايات الذكر الحكيم يناجي الملكوت في خشوع الراهب المتحنث ويقين الحر العابد !! حتى ضج العالم العلوى لقد تهدمت والله اركان الهدى ونفصمت والله العروة الوثقى .. واخيرا كانت اخر وصايا الامام لاهله وامته والانسانية :(ان تكونوا للظالم خصما واللمظلوم عونا) .. فعلي ليس مقامه في الجنة كما يظن البعض كلا بل علي مقامه عن مليك مقتدر (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) القمر:55 ..لكن الامة ضيعت حظها واصبحت بفقدك كالهمل السائمة تتقاذفها الاهواء ويتحكم فيها الادعياء ... فسلام الله عليك ياسيد الموحدين وامام المتقين يوم ولدت في كعبة الله ويوم استشهدت في محراب الله ويوم تبعث حيا قسيما للجنة والنار والساقى على الحوض ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |