|
11 ايلول تاريخ هطول الفناء هادي جلومرعي في اليوم الذي انفجرت فيه شاحنات التطرف الاعمى على ساكني العاصمة بغداد كنت ارقب الافق البعيد وكان هو مشبعا بالحرارة التي يبعثها الصيف العراقي المخيف ،اختلطت دموعي بذرات التراب التي سببها العصف الناتج عن شدة الانفجار وقررت ان لامستقبل لهذه البلاد وربطت بين تاريخها الحزين وتاريخ ضربات الحادي عشر من ايلول الامريكي وكلاهما نتجا عن رؤية متطرفة وقاسية للعلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية ومناؤيها الكثر على امتداد هذا العالم المجنون. البعض يريد ان يوفر الاجواء لمقاربة من نوع ما بين الحدثين برغم ان العراق عاش تجربة الجحيم منذ سبع سنوات ولم تكن امريكا الا واحدة من البلدان التي عانت لاوقات محدودة من جراء العنف غير انها اكثر من انتفع من نتائجها المأساوية على شعبها وشعوب العالم الاخرى وخاصة المسلمة التي دفعت ثمن غطرسة تلك الدولة وحماقة بعض المتطرفين الذين نظروا بعين واحدة وسمعوا بواحدة ايضا ودفعوا بالعالم الى هاوية سحيقة للاسف.. سالني صحفي يعمل في وكالة خبرية عن التغيرات التي يمكن ان تطرأ على العراق اعتمادا على مخلفات تفجيرات الاربعاء وبالكيفية القريبة من تلك التي طرأت على سلوك الولايات المتحدة في المجالات السياسية والامنية والاجتماعية عدا الاثار المترتبة في مجال الدين والصراع الحضاري مع الامم المشكوك بولائها للمنظومة الغربية . وهل يمكن استغلال الاحداث والتصادم مع بعض الجوار لتحقيق مكاسب في اطار الصراع بين حكومة المالكي وهيئة رئاسة الجمهورية؟ الامر مختلف بالتاكيد بين ماحدث هناك ونتائجه وماحصل هنا من حيث الحجم والتاثير والنتائج والاهمية والدور فامريكا ليست كالعراق ويكفي ان هذا البلد تحت السيطرة الامريكية وواشنطن هي التي توجه الامور هنا وبالكيفية التي تريد مثلما ان العراق لايمتلك لا الارادة السياسية ولا القدرة على ادارة الاحداث وتوجيه نتائجها لصالحه خاصة وان التماسك السياسي غير متوفر الى درجة كافيةوالخلافات تضرب المشهدالسياسي العراقي في حين ان الولايات المتحدة تمتلك قدرة ادارة مفاصل في العالم عدا نفسها. وبالتالي يصعب اجراء مقارنة او تحقيق مقاربة ولكن يمكن لمن شاء ان يقول مايراه مناسبا لتوصيف الاحداث والخروج باراء تتصف بالموضوعية في النظر للحوادث التي ضربت العراق وتلك التي ضربت الولايات المتحدة الامريكية . وفي جميع الاحوال فان مضي واشنطن قدما في مشاريعها حول العالم اعتمد كثيرا على ماترتب عن تفجيرات الحادي عشر من ايلول وعليه ايضا حققت نتاج مهمة لجهة اضعاف حركة طالبان والقاعدة في باكستان وافغانستان واحتلت العراق وحاصرت ايران وسوريا ودفعت اوربا ودول الاتحادالسوفيتي السابق الى الركون لسياساتها بعد ان تحولت الى وحش كاسر لكنه جريح وليس له ان يحتمل المماطلة او التسويف...نعم تغيرت الامور كثيرا منذ 2001 والى الان الا ان السيطرة والنفوذ مازالا يحكمان السلوك الامريكي ويوفران زخما لهذه الدولة لتحكم قبضتها اكثر ..مع اهمية عدم تجاهل ادراك القوى العالمية المختلفة لضعف المبررات الامريكية التي ساقتها لتبرير سلوكها بعد ذلك التاريخ .. الايام والشهور تمضي والسنين لكن العالم مايزال يدفع ضرائب باهظة لتعنت امريكا ولحماقات المتطرفين هنا وهناك ولايبدو في الافق مايبشر بزوال كابوس الحادي عشر من ايلول عما قريب والى ان يحين ذلك الوقت ماعلينا سوى انتظار المزيد من المصاعب والتحديات الخطيرة..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |