هادي جلو مرعي
hadeejalu@yahoo.com

بادرة طيبة كانت من الزملاء في قناة البغدادية المحتفلة بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيسها حين دعت جماعة من الصحفيين والاعلاميين الى مأدبة افطار في الهواء الطلق عند مبنى القناة الفضائية في العاصمة بغداد. واراد اهل البغدادية الاحتفال بنهاية محنة الزميل منتظر الزيدي وانهاء مدة المحكومية التي قضاها عقابا له على رميه (جوز قنادر) في وجه رئيس جمهورية الولايات المتحدة الامريكية جورج بوش السالف الذكر .

البادرة كانت طيبة بالفعل وكم كنت اتمنى ان تبادر بقية القنوات الفضائية لاقامة المأدب وعقد لقاءات بين حين واخر لجمع الصحفيين دون اغفال صعوبة دعوة الجميع لمصاعب ليس المحل ملائما لذكرها. وكنت بالامس عاتبت بعض الاخوة في نقابة الصحفيين انهم لم يبادروا الى الان بدعوة الصحفيين، حتى اضطررنا لامهال النقابة الاسبوع الاخير من رمضان ليقيموا دعوة الافطار على ان يكون (الحضور الزاميا)، لكن الزملاء ما  زالوا يتحججون بانهم مشغولون بنقل الاثاث والاوراق والملفات الى المقر الجديد للنقابة في جوار قناة الديار الفضائية على شاطئ دجلة صوب الكرخ  وقبلنا عذرهم .

بعدالافطار انتقلنا الى احدى القاعات في مبنى القناة وبادر الزميل طالب السعدون للترحيب وكان النقاش الذي اداره السعدون وهو مدير مكتب بغداد للحديث والبحث في امكانية التواصل مع وسائل الاعلام الاخرى .

الاشارة التي لفتت الانتباه كانت عن السبب الذي يدعو بعض المؤسسات الحكومية الى عدم فسح المجال للفرق الاعلامية للبغدادية في تغطية الفعاليات الرسمية ومنذ ما يقارب من العام وتساءل البعض عن دور النقابة ومرصد الحريات الصحفية وبقية المؤسسات المعنية بالشان الصحفي في دفع الجهات الحكومية لانهاء القطيعة مع البغدادية والتي كان اخرها المؤتمر الذي عقده وزير الخارجية عقب تفجيرات الاربعاء الدامية حيث حضرت البغدادية الى مكان انفجار الصالحية ونقلت المصيبة كما هي مثلما انها تعرضت الى دمار بسبب تفجير قريب من وزارة المالية .
ترسل البغدادية اشارات طيبة، فهي تعرض للنشاطات الحكومية وعمل مجالس المحافظات وتنتقد النقص في امدادات الماء والكهرباء وتقدم مسلسلات وبرامج جميلة كما فعلت في شهر رمضان .

علمت من مصادر غير عليمة ان شروط الحكومة للسماح للبغدادية بتغطية نشاطاتها تتلخص في النقاط التالية .

1-تعزيل المقهى الذي يديره الكاتب السابق دواد الفرحان في القاهرة( ثقيل الدم )

2- تعهد مراسلي البغدادية بعدم وضع الاحذية في اقدامهم وانتعال احذية غير قابلة للطيران في الهواء .

3- التعهد بعدم استخدام الاحذية للاعتداء على المسؤولين والاكتفاء بالاجانب .

4- الكف عن المطالبة بتوفير الكهرباء للمواطنين اعتمادا على الحكمة الشهيرة .

(المواطن طز فيه. المهم الوطن سالم)

5-الكف عن كشف عورات المؤسسات الخدمية في مجال الماء والكهرباء والمجاري وتعبيد الطرق واعتبار العراق جمهورية صحراوية خاضعة لسلطة (البوليساريو)

انتهت الشروط ..نحن ندعوا الحكومة ومؤسسات الدولة (التشريعية، االتنفيذية)الى الايمان باهمية دعم الحريات الصحفية حتى ولو كانت تنتقد وتسخر وتهاجم خطاب اعتدناه واذا كان المسؤولون يخافون من النقد فالاجدى بهم ان يسدوا ابوابه، وان يعالجوا الثغرات في اعمالهم ليتجنبوه . وان لا يسمحوا  لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ان يكون اكثر واقعية منهم وهو الحالم بدولة. فالرجل شاهد برنامجا ساخرا من شاشة تلفزيون فلسطين وكان الممثل يهزأ منه وكلف مسؤول اعلامه ليتصل بادارةالتلفزيون وبالممثل ليهنئهم بالعمل الرائع الذي انجزوه ..ش شكرا جزيلا..