المجلس الأعلى لمياه الرافدين

 

محسن ظافرغريب
algharib@kabelfoon.nl

المجلس الأعلى لمياه الرافدين، ضلع من أبعاد مثلث مسمى "المجلس الأعلى"؛ للثقافة والثورة، أبعاد تعددت والموت مابين النهرين واحد!، بيد أن أصل حياة عروق العراق العريق وحضارته، كان ويبقى ما بقي، الماء، كما تعتقد أقدم طوائفه؛ الصابئة المندائية، ويقرر بعدها القرآن: الماء، وبعده قدراً وتاريخاً النفط، الأخير عرف العراق وجواره به، وبعض جواره وظف نفطه لتحلية مياه البحر لتأمين أمنه في مشربه، ليعاني العراق الحضاري المدني الديمقراطي من إرهاب الجوار!، بدءً بإرهاب أمواه بحر إطلالته وشبكة عروقه النهرالشروب، وانتهاءً بتيوس تتمترس بمضارب أطرافه

تعرفهم بسيماهم وبتفكير التكفير وفجور التفجير والتهجير في جوار الجنب العزيز والسوء!.

الجارة الشر قية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أيضاً تعاني الجفاف عند دلتا "كارون" و"كرخة" و"شط العرب"، فتغير مجرى كارون، يشيح ويشح دون شط العرب!، وتحبس كرخة عن هور الحويزة شمالي البصرة، هبة شط العرب، الذي يتأثر منسوبه بمقدار 12% لتتدفق مياه خليج البصرة المالحة صعوداً صوب شط العرب، ما أدى لسحب ماء البدعة شمالي الشط، بأنبوب صناعي عملاق، لتشرب البصرة المدينة والحاضرة الخربة الحلوب التي كانت بالأمس القريب درة خليج العرب والعجم العجب، وبندقية الشرق الأروع والأبدع. أما الجارة الشمالية المسلمة، تركيا آل عثمان، هضبة الأناضول و اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية بعد مدينة السلام "بغداد" الرسيد، فتغرق بمياهها رغم سدودها كي يتأر منسوب وادي الرافدين بنسبة 82% أحوج ما يكون إليها في حرب حياة أو موت الآن وغداً، في قسمة ضيزى، نقمة نعمة، كوارث وفرة وشحة، في آن معا، وأوبئة. عرف العراق والسعودية بأكبر احتياط نفطي عالمي حتى عالم العولمة الآن وغداً، وعرف الشيخ السعودي "عبدو يماني"، أشهر وزير نفط، وقد طفرت صحراء مضارب الأطراف، ليتعرف العالم على ولي العهد السعودي "سلطان بن عبد العزيز" الذي يعاني من مرض السرطان، ويقيم حالياً في "أغادير" بالمغرب وسط أنباء عن تدهور متسارع لحالته الصحية. والملك السعودي "عبد الله" يستعد لاتخاذ اجراءات صارمة ضد الأمير بندر والمتورّطين معه في الجيش والحرس الوطني السعودي. الارتياح ساد أوساط أبناء الملك السعودي الأسبق "فيصل" سيما رئيس الاستخبارات السابق الأمير "تركي الفيصل"، لوضع حد للطموحات التي وصفت بـ(المجنونة) لدى الأمير بندر بن سلطان. الأخير فقد آخر فرصة له بعد سقوط ادارة بوش الجمهوري في الولايات المتحدة، حيث كان يشكّل فريق "ديك تشيني" الداعم الأكير لمشروعه الطموح لتبديل الطاقم القديم في العائلة المالكة.
إذ أن الأمير بندر بن سلطان أيضاً يعاني من مرض السرطان بفعل الإدمان على احتساء الخمرة، واختفى تماماً عن المشهد السياسي منذ مقدم سيد البيت الأبيض "أوباما" الأسود الديمقراطي في الولايات المتحدة. أن مستشار الأمن الوطني السعودي الأمير "بندر بن سلطان"، ممنوع من دخول الأراضي السعودية على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة ضد عمه الملك "عبدالله" التي جرت قبل شهرين. وأن والده الأمير "سلطان" رفع الغطاء بصورة كاملة عن ولده "بندر" بفعل القرارات الانفرادية التي اتخذها في الفترة السابقة في ملفات الطائف والطائفية في المنطقة ومنها لبنان، والعراق وبأن قرار المنع جاء بطلب من والده، فيما تتحدث أوساط مقرّبة من العائلة المالكة: يعيش "سلطان" أيامه الأخيرة وسط أنباء عن احتمال تنحيّه عن ولاية العهد في الشهور القليلة القادمة، لعجزه عن القيام بمهامه بعد أن استشرى السرطان في أنحاء كبيرة من جسده.

وليحيا الحمى الحبيب، عراق القيم، بعد وباء طاعون البعث الوافد من مولده "دمشق" الشآم. العراق العزيز ، سلام عليه داراً، على رافديه مناراً - بمجلسيه: المياه والثقافة -، لكل الأمم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com