|
شتان بين الذئب والحمل الوديع
محمد علي محيي الدين من خلوته في ألمانيا يطلع علينا بين حين وحين البروف عدنان الظاهر في تجليات عن المتنبي يطوف عوالمه ويستجلي غوامضة، يستنطقه عن أزقة الكوفة وعادات شعب بوان،يسأله عن الحمى التي تزوره ،وكافور ووعوده،والحمداني وبروده وابن خالويه ومحبرته،وابي فراس وغيرته،يستنطقه كيف يكون مقتل المرء بين فكيه وحقيقة الليل والبيداء ،ثم يطوف عوالم عشتار ،وحمورابي ليبحث في مسلته عن قانون لمحاربة الفساد،ليسيح في أزقة الحلة يبحث في أسواقها ودرابينها عن حلاقيها وحماليها ومواكبها ومكتباتها في رحلة تراثية غطت مشاهداته لعدة عقود،يستذكر أيام النضال الأسطوري لبناء الوطن الحر والشعب السعيد فلا يجد السعادة في وطن تناهشته الذئاب وتعفرت أرضه بدماء أبنائه الذين تناهبتهم أسنة الأجانب والأغراب،ليعود في أويقات يستذكر هذا يعاتب ذاك يناجي أحبته ولداته وأترابه أيام الفتوة والشباب،لينثر هنا وهناك باقات الورد بين كورنيش الحلة الذي تحول الى أكشاك لبيع السكراب بعد أن كان ملتقى العشاق وأصحاب الفن الرفيع ليطوف العوالم باحثا منقبا متسائلا يبحث في الزوايا ليجد عبق التاريخ،فيفاجئه الحاضر بما يحمل في طياته من أوهام وأضغاث،ويخلط بين الماضي والحاضر ليمزج منهما بدايات مستقبل ليس الى تحقيقه من سبيل.ويسترسل في تأملاته ليطوف بين إخوان الصفا وخلان ألوفا فيجد فيما يجد ذئبا ليس كالذئاب وأن كان أسمر عسال له صولاته وجولاته ،انه ذئب بشري تعشم فيه أهله جسارة الذئاب فأسموه ذيابا وكنوه بابي خميّس،،يمتلك من الذئاب صولتها ومن الإنسانية مروءتها،تراه آنا مكشرا عن أنيابه يتلمظ لالتهام هذا أو ذاك يذود عن وطنه دون خوف أو وجل،يلقم هذا حجرا وذاك حذاء ،ليحيلهم الى مسخ مشوه بما يبتكر من صور لمسوخ قيض لها أن تعيش بين البشر،يمسك بصنارته ليصطاد حيتان الأرض التي أوغلت بفسادها وأضرت ما حولها ليحيلها الى حطام،وما أكثر الحطام المترامي من ضرباته الموجعة التي لا تعرف الهوادة واللين ،وأنا يرسل أنغامه الشجية في حداء عز نضيره يناجي أطلال الوطن ،ويغني أحلام الناس ،يناغي أطياف دجله وأحلام الفرات،يمخر في عبابها يلتقط دررها باحثا عن الحقيقة بين هدير أمواجها الصاخبة،ليزرع في ربوع وطنه أزاهير يملأ أريجها من لم يصبه الزكام و تهاجمه أنفلونزا الخنازير،ينشد ويغني ويستلهم من أجواء عبقر بكائيات هازئة بالمستحيل،يرسم لوحات زاخرة بالمروءة والمحبة والسلام،فيعجب الظاهر الطاهر كيف لهذا الذئب اللاهي بين كؤوس المحبة وأباريق السلام كيف له أن يتأسى بالقول الخالد إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب فيتحول الى ذئب أمعط يفري البطون ويبكي العيون. أنه الذئب الشامي وأكرم به من ذئب له من صفات الإنسان أجملها وأحسنها ولكن لن يكون في يوم ما ذئبا بشريا يأكل أبناء جلدته كما هو عليه ذئابنا المستكلبة هذه الأيام ،نعم سيبقى ذئبا ولكنه في داخله حمامة سلام ،ذئب لمن اعتدى وحمامة لمن اهتدى . فإلى الذئب الشامي ذياب مهدي آل غلام والإنسان الإنسان أبا قرطبة محبتي وتقديري واحترامي فقد أشركاني بينهما وما أنا إلا قطرة في بحر معارفهما وما يكتنزان من صفات ليس لي إليها سبيل،لكما محبتي وإكباري وعسى أن يجمع العش الوطني هذه الطيور المحلقة في المنافي تبحث عن وطن حر وشعب سعيد. يمسافر بديرة غرب وأهنانه أسمع صيحته من صيحتك عشتار نسنسه غضبها وشالته حتى حمورابي طفح بيه الغضب والغيظ فطر جبدته شاله عزم ثوار طك طوك المذله بركبته طال الوكت واحنه ننادي يا صبح طال الوكت واحنه نحشم بالجرح طال الوكت واحنه نحارب من جذب خوف الشماته نحارب بخنجر كبح تاليه لنك طولعت بيرغ يرفرف عالسلف تاليه بيدك كحلت عين الذي بسمك هتف والناصريه غنتك والحلة شالت رايتك والقاسم الماغمضتله عيون ينطر جيتك غنه بفرح بيه الشبيبه الحبتك يا طير غني للصبح وانشر على روس الفلح راياتك وضمد الجرح لو من دمانه على الثرى يجري بحب أسمك وشم بكلوبنه خطه الدهر
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |