|
يا ليل العيد انستينا
وانتهى رمضان، وسنفرح بالعيد، وعلى الاقل انه يمثل نهاية ايام صعبة وامتحان رباني للمؤمنين الذين صاموا عن الماء والطعام والملذات الحسية الاخرى وانقطعوا لطاعة الله . سنفرح رغم ان جميع بيوتنا مرت بادوار من الالم والحزن، في بلد صار الحزن جزءا من تراثه وعنوانا حضاريا انطبع في عادات وتقاليد ابنائه وسلوكياتهم وغنائهم واشعارهم ومراثيهم . سنفرح وسنسمع لذلك الصوت البعيد ..ياليلة العيد انستينا وجددتي الامل فينا، سنفرح ولكن ليس على طريقة احمد شوقي الذي ابتهج بنهاية شهر رمضان واحتفل بنظم قصيدة قال فيها .. رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى لمشتاق . العيد في بلاد الرافدين يمثل حالة تمرد عفوي وانتفاضة وجدانية ضد تقاليد الحزن المتسلط على النفوس والاعصاب والضمائر ولذلك سنتلقاه بسعادة، وسنشرب من الماء البارد مالا يحصي عدد الاكواب الممتلئة به الا الله: والعصائر والشاي الساخن جدا، وسننظر الى المعجنات الخاصة بالعيد وهي تتقلب على وهج نيران الافران المكتظة (بصواني الكليجة)العراقية الشهية: نحن بحاجة الى هذا العيد .. ليمسح دمعات انسابت لفقد حبيب، او صديق ارتحل الى بلد بعيد، او لعزيز سلبه القدر نعمة البقاء، او لمأساة اصابت بيتا من بيوت العراقيين .. ونحتاجه لنبعث _من خلاله _رسالة الى المصاعب والقهر وجبروت الحياة .. اننا باقون على عهد المحبة والتماهي مع حزننا وشوقنا لحياة اجمل وعمر احلى، وصدق الشاعر الغنائي حين يقول .. وداعا يا حزن، ولا توصل بعد، كضينا بصحبتك سنين بلا عدد، صبرنا وعوض الله علينا شما صبرنا .. وداعاياحزن أي والله... ولكن. ايكون العيد استراحة محارب ؟ ام انه (فاصل ونواصل)، برامج النكد والاسى المستمرة في بث حي طوال ساعات النهار والليل العراقي ؟بينما تمر ايام الحزن دهورا وتنطبع في الذاكرة والوجدان، وتبدو اثارها على قسمات الوجه والعينين، والسلوك والعلاقة مع الاخر .. عجيب امر الحزن وعجيب امر الفرح، وعجيب امر هذا الوطن الموبوء بهما والمترهل بأثارهماالبادية على جسده المتعب . وكنا نحلم به ان يكون .. جنة وحدائق ورد .. لكن يابي الا ان يكون نهبا لتصريحات السياسيين، ولسياسات وخطط مجالس المحافظات ودوائر البلدية .. وياليلة العيد ..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |