|
الجبناء لا يدخلون الجنة
رشيد كَرمـة / السويد قال ( سيبويه ) الجبان من الرجـال، الذي يخشى المواجهة، ويهاب التقدم على كل شئ، ليلا ً أو نهارا ً والجمع ـ جُبناء ـ وهـو ضد الشجاعـة ويقال للأنثى كذلك جبان وجبانة ونساء جبانات، وكانت العرب تقول : ( فلانًُ وعِلان ًُ مَجهلة ًُ ومجبنة ًُ ومبخلة ) أي جهل ًُ وجبن ًوبخل ًًُ، وهؤلاء متواجدون على الأرض منذ فجر التأريخ وحتى هـذه اللحظـة يملأون بقاع الأرض المختلفة يتزلفون إلـى الأعلى ـ السلطة ـ كذبا ً سواء كانت حكومة ( دولة منظمة سرية ) أو ( تصنيع عسكري!!!!!!!!!! ) أو( مرجعية دينية ) أو ( سلطة عشائرية ) او ( مكتب عمل) أو ( منظمة مدنية إجتماعية، نقابة,أو تجمع أو نادي ومـا شاكل ) يتذرعون إلـى الله والأنبياء والأولياء زورا ً وبهتاناً ويخدعون الناس وينافقون بين هـذا وذاك،ويصرحون علـى أنهم " عصاميون " ضد الخطأ ومرتكبيه والأدهى من ذلك يعتقد جهلاء، وجبناء، وبخلاء هذا العصر، عصر الأنترنيت على أنهم: الأصح والأصلح وهم الأعلم والأكثر( علمانيةً وتمدناً ً ) ويؤمنون علـى أن الرجل الأبيض ( الأوربي ) يؤدي دورا ً ربانيا ً وقدريا ً تجاه الآخرين، السمة المشتركة لهؤلاء العداء للفكر الماركسي والشيوعي سواء كـان هذا الكسيح والمعوق فكريا ً من الموصل أو كربلاء أو الرمادي أو البصرة غير أنهم مُرضى، يعظمون من شأنهم ويبخسوا الناس حقوقهم، وفـي داخلهم تعال ٍ على الغير ( عنصريون ) يتمتعون بضيق أفق، وسواسون، ممتلؤون بأحقاد ٍ وأفكار ٍعدوانية علـى الولد والزوجة وألأهل وعلى القريب والبعيد،وعلـى أتفه الأسباب وأبسطها حتى وإن كانت خسارة في لعبة " الدومينو والطاولي العراقي " النرد، نفرتهم زوجاتهم لبخلهم وجهلهم وتخوفهم مـن كـل شئ مثل ( أبو حية النميري *) مـن مخضرمـي الدولتين الأمويـة والعباسية وكان جبانا، بخيلا، مصابا بداء القولون ومـع هذا كان شريرا ً يشك في زوجته وهي لم تغادر مخدعها !!! !!! وكان لأبي حية سيف يسميه " لعاب المنية " ليس بينه وبين الخشبة فرق، تحدث جار له** وقال : دخل ذات ليلة إلـى بيته كلب، فظنه لصا ً فأشرفت عليه ـ أي رأيت كل شئ ـ وقد إنتضى سيفه " لعاب المنية "، وهو واقف في وسط الدار يقول : أيها المغتر بنا والمجتري علينا بئس والله مـا إخترت لنفسك : خير قليل، وسيف صقيل " لعاب المنية " الـذي سمعت بـه مشهورة ضربته لاتخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، إنـي والله أن أدع ً قيسا ً إليك لاتقم لها ومـا قيس***، تملاُ والله الفضاء خيلاً ورجلا ً سبحان الله ما أكثرهـا وأطيبها فبينما هـو كذلك إذ خرج الكلب فقال ـ أبو حية النميري ـ الحمد لله الذي مسخك كلبا ًوكفاني حربا ً!!!!! وكم مـن هؤلاء من يعيش بين ظهرانينا اليوم،يتنطعون بالصدق وهم دجالون يعادون الكلمة الصادقة التي يقولها مـن يحلم بالعدالة الإجتماعية والتي ينكرها رجال الدين الذين تزلفوا عند الطاغية ( صدام ) فـي دوائر المخبرين والمخبرات والتصنيع العسكري والإستخبارات وأقبية التعذيب من أجل نزع الإعترافات في هذه المدرسة وتلك مـن الكليات والمعاهد والجامعات وورش العمل والجوامع والكنائس والحسينيات،,,, ومن أجل هذا هم وأشباههم جبناء لايدخلون الجنة، إن كان للجنة قانون حسب تفسير السيوطـي. الهوامش (*) أبو حية النميري: ابو حية الهيثم بن الربيع بن زرارة ينتهي نسبه إلى بني مضر بن نزار، من سكنة العراق وكان أهوج جبانا ً بخيلا ًكذابا (**) كتاب الأغاني ـ لأبو فرج الأصفهاني ـ من مطبوعات المجمع العلمي العراقي ومن صنع الدكتور(داود سلوم) والدكتور (نوري حمودي القيسي). (***) القيس: كما جاءت فـي القاموس المحيط والعباب الزاخر (التبختر) والقيس تعني الشدة،وتعني هنا بني قيس .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |