|
ازمة الخطاب السياسي العراقي
الدكتور عباس العبودي الخطاب هو وسيلة الاتصال مع الاخرين في كل مجالات الحياة –وحينما يكون الخطاب يحمل اهدافه بداخله سيكون للخطاب طعمه واثره .الخطاب له ثلاثة عناصرهي- من المرسل للخطاب وطريقة المخاطبة والمتلقي للخطاب . إننا في العراق ومع الاسف اختلطت عندنا جميع الاوراق حتى اصبحنا لانمييز كيف نخاطب وماذا نريد بخطابنا ومن المعني بخطابنا وهذا هو انعكساس للوهن السياسي والوهن الوطني الذي ابتليت به معظم القوى والشخوص السياسية التي تتنازع فيما بينها ليس من اجل مصلحة الوطن والمواطن وانما تتنازع من اجل الوصول ومسك زمام الامور لتحقق افضل المنافع الذاتية .فإن الجميع ينادي بالوطنية وبمرجعية الدستور ومتخذيه قميص عثمان لكل ازمة سياسية ولكن لاتجدهم يشمرون بسواعد الاخلاص والتضحية والتفاني من أجل جمع الشمل باسم الدستور والقانون جمعا عمليا اخلاقييا لا اعلاميا –لاجمعا يحمل عناصر تمزقه وتفككه بداخله. ومن يحمل الاخلاص والوطنية بصدق تراه يأن من عبأ المسؤولية ويسعىى ليل نهار لجمع الشمل ولكن اختلاف الاهواء والمصالح تجعلهم في معاناة دائمة - رغم ان البعض منهم من يحمل شعارا وهدفا مشتركا من الناحية الاعلامية ولكنهم يتصارعون من اجل فتات الدنيا والعناوين المرفوعة ماهي الا جسور للمنافع وتحقيق الاهداف الدنيوية . إن القوى السياسية العراقية بكل مكوناتها واطيافها لابد ان تاتلف وتتعاون وتضحي من اجل الوطن اذا كانت حقا مخلصة بوطنيتها . أن التحديات الكبيرة التي تواجه العراق من قوى الاخطبوط الشيطاني يدعونا الى الوقوف بكل اخلاص وتفاني لبناء جبهة داخلية قوية وبخطاب سياسي واضح سليم من كل الشوائب مرجعيته القانون والدستور لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه العراق والشعب العراقي . بعيدا عن كل محاصصة سياسية او دينية او طائفية او قومية بل ائتلاف من اجل قيام دولة انسانية خالية من كل عنف وحسلسية او خصومة تحت اي غطاء كان. أن من ينظم الى الائتلاف الجديد يجب ان يكون اول من يضحى من اجل مصالح الشعب يجب ان يحمل كل معاني التضحية والاخلاص للوطن لا ان يكون ممثلا لدول الجوار الاقليمي او الدول الخارجية في تحقيق سياستها وبرامجها داخل العراق . ويكون الشعب المحروم ضحية للخلافات والصراعات السياسية التي عانا منها الشعب طيلة السنوات العجاف الماضية والحاضرة.أن الخطاب السياسي الواعي الناضج الذي يوضع للشعب كل برامج العمل ويخاطب العالم بالسلم السياسي والامن الاجتماعي ومنع التدخل الخارجي في الشان العراقي . أن احترام القانون من اعلى فرد في السلطة الى ابسط مواطن هو سر نجاح الخطاب السياسي , فحينما يرى المواطن البسيط من هرم السلطة متفاني من اجل مصلحة الوطن والمواطن وليس العكس سيقدم المواطن كل تضحية من اجل الحفاظ على القانون والدستور وبناء الوطن. فحينما يسحق المتصدي أنانيته واهوائه السياسية ويتقدم الى المواطن بصدق واخلاص ويشعر المواطن بخطابه السلوطي وليس خطابه الاعلامي - انك ايها المواطن انت الذي اوصلتني الى هذا المقام بصوتك وتضحيتك .أما اذا تنكر المتصدي الى هذه التضحية واهتم بكل عناصر انانيته واهؤائه وتنكر للمواطن الذي اوصله بصوته وتضحيته الى هذا المقام فتراه يلهث وراء امتيازاته ومصالحه الدنيوية ويترك المواطن بحرمانه فقط يتنفس ويأكل الوعود - سوف نعمل وسوف ننجز ولايستشعر الم المحرومين وهو في النعيم غارق . وحينما تقترب الانتخابات تراه انعم من الحرير في خطابه السياسي ويعيش بين الناس بتواضع مصطنع ويقدم العطاءات والهدايا من اجل كسب اصوات الناس واستخدام كل العناصر الميكافلية السياسية من اجل الوصول لموقعه .ويبقى المواطن المسحوق عنصر متاجرة سياسية وانتخابية يتهافتون علية بشئ من الصدقات والاغراءات المذلة وبطريقة اعلامية ممجة حتى يكسبون صوته . ولكن الشعب العراق لم تنطلي عليه هذه الخدع والاكاذيب فمثل ما قال قولته في انتخابات المحافظات سيقولها في الانتخابات المقبلة , ان لم ندرك الامر ونصحح الامور وباخلاص حتى نطمئن المواطن بخطابنا وسلوكنا الاخلاقي العملي. إننا مدعوون الى خطاب سياسي عملي خالي من التنظيرات والوعود التي يصعب تنفيذها وعلينا ان نقدم للعالم اجمل خطابا عراقيا واضحا نطمئن به العالم بقوة وجودنا ووحدة موقفنا السياسي الداخلي. على القوى السياسية العراقية ان تعمل بتفاني في هذه المرحلة الحرجة لان عالم الشر مجند كل شياطينه من اجل الرجوع بالعراق الى المربع الاول وسنذبح باسم الديمقراطية وسجتهدون بكل الوسائل لتفتيت الكتلة الاكبر بالانشطارات والتبرعم مادام الدولار موجودا والنفوس المريضة الاهثة ورائه مستعدة ان تبيع الوطن وتحمل الشعارات البراقة باسم التجديد والوطنية وتحقيق مصالح الشعب –والشعب ضحية للكذب والافتراءات.ويبقى العاملين المخلصين الذين يريدون الخير للوطن والمواطن غارقين في بحر الازمات المصنطعة من هذه المجموعة او تلك او غارقين في اخراج العصي من العجلات التي يضعها هؤلاء الذين يدعون بالوطنية لتخريب العملية السياسية وارجاع العراق الى المربع الاول تحت شعار اما ان نحكمكم واما ان نقتلكم بكل الوسائل االممكنة مادامت هناك ميكافيلة في المشروع السياسي العراقي. ايها السياسيون العراقييون أن ازمتنا التي نعيشها في العراق اليوم هي ازمة خطاب سياسي وطني صادق نستطيع من خلاله التعايش والتفاني من اجل تحقيق الاهداف الوطنية والشعبية. واعلموا ايها الاحبة ان سياسية التفتيت والانشقاق وبروز تكتلات سياسية هنا وهناك في هذا الوقت الحرج الذي نحتاج فية الى كل لبنة وطنية مخلصة للاصطفاف ورص الصفوف وجمع كل القوى الوطنية لتحقيق الهدف الكبير الذي يعلوا على جميع اهدافنا الضيقة اكانت اهدافا فردية او حزبية او فئوية او طائفية او قومية.من اجل بناء دولة الانسان ودولة القانون والاحتكام باخلاص وتفاني الى قواعدنا الدستوزرية التي صوت عليه الشعب بدمه . إننا بحاجة الى خطاب سياسي يخاطب العالم ان العراق وحدة واحدة لاتقبل التقسيم ابدا ومن يسعى لغير ذلك فهو خارج عن القانون ويجب الوقوف بحزم للحفاظ على وحدة التراب العراقي والنسيج الوطني العراقي ليبقى العراق رمزا ايجابيا للوحدة الوطنية ودولة الانسان التي يحكمها القانون ولاتحكمها الاهواء والنزوات والمصالح ويكون فيه كل انسان ينتسب لهذه الارض مهما كان لونه او دينه او انتمائه انسانا محترم ومصانا دستوريا ولايمكن المساس بحقوقه الوطنية ويكون الحاكم والمحكوم كاسنان المشط في الحقوق والواجبات. أننا بحاجة ان نخاطب العالم خطابا سياسيا واضحا ,اننا لانسمح لانفسنا ان نتدخل بشؤون الاخرين ولانسمح للاخرين التدخل بشؤوننا الداخلية ,والقوى السياسية العراقية كذلك ملزمة قانونيا واخلاقيا ووطنيا ان تتعامل بكل شفافية وتكشف عن كل مصادرها المالية للناخب العراقي الذي سيدلي بصوته اليها والى الدولة التي ترعى القانون . فليس من الوطنية بشئ ان يكون الحزب السياسي او المجوعة السياسية تنادي بالوطنية اعلاميا وهي تمثل اجندة خارجية وكانها سفيرة تلك الدول في داخل العراق همها العرقلة للمشروع الوطني العراقي وتسعى لتحقيق مصالح تلك الدول الاقليميةاو الدولية وهذه هي الخيانة الوطنية ولاتمثل اية صفة اخلاقية أوانسانية في علاقة المواطن بوطنه . أن معالجة ازمة الخطاب السياسي العراقي هو الاخلاص بالعمل الوطني والسعي لخدمة المواطن المحروم والعمل باخلاص من اجل بناء دولة الانسان تحت مضلة القانون والدستور.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |