من يعلن الحرب على من يا طارق الهاشمي؟

طعمة ألسعدي/ لندن 

talsaadi815@yahoo.co.uk

من حق اي انسان أن يختلف مع أي انسان آخر ، لأن دماغ الأنسان نفسه منقسم الى قسمين كل يجتهد غير اجتهاد القسم الآخر ، مما يجعل صاحبه يحتار أحيانا" فيلجأ الى الخرافات أو السبحة أو ألدجالين ، اذا كان متخلفا"،  من أجل اتخاذ قرار معين.

وألأختلاف أنواع ، بعضه شخصي ، وآخر عائلي ، وآخر عشائري ، وآخر دولي ، ولكن الأخطر منها جميعا" الأختلافات في وجهات النظر السياسية في البلد الواحد ، وهذا حق مشروع ، بل هو من أسس الديمقراطية. لكن هذا الأختلاف يجب أن لا يجعل أي فريق يتخذ موقفا" منافيا" لمصلحة الشعب والوطن مهما كانت الأسباب ، وهذا ما يفعله مجلس الرئاسة الآن كما نرى ونقيم الموقف دون تحيز لا للحكومة ولا ضد المجلس.

آخر اختلاف لمجلس الرئاسة عندنا مع مجلس الوزراء سببه موقف سوريا من الحكم التعددي الديمقراطي الفدرالي الذي يرعبها كما يرعب السعوديين وغيرهم من مغتصبي السلطة بالسيف أو المدفع والدبابة،  وتصديرحكومة سوريا للأرهاب وألأرهابيين . وبدلا" من اسناد طلب الحكومة لأنشاء محكمة دولية للوقوف على حقيقة الأمر ( وهو طلب متحضر ، لا عنتريات فيه ولا حكم مسبق على السوريين) راح كل من أعضاء مجلس الرئاسة يندد بالقرار فرديا" أو جماعيا"  لا لخطأ في اتخاذه ، وانما لما لقي هذا القرار من دعم شعبي أثبتته ألمقابلات التلفزيونية  واستطلاعات الرأي في موقع تلفزيون الفيحاء ، وموقع تلفزيون العراقية ، كما لاحظت قبل بضعة أيام، وأظهر الأستطلاعان أن أكثر من 95% من المواطنين يؤيدون طلب الحكومة باقامة محكمة دولية لمحاكمة السوريين الضالعين بتدريب الأرهابيين وتسليم ألبعثيين المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء عشرات ألآلاف من العراقيين ويتموا أضعاف هذا العدد من الأطفال وعشرات الآلاف من الأرامل وما يتبع ذلك من أحزان تصيب الأهل والأقرباء بفقدان أعزاءهم وتبقى هذه الأحزان لوعة في قلوب أهالي الشهداء مدى الحياة. ولم تطلب الحكومة تسليم كل البعثيين بالطبع لأنها لا تريد ايذاء من لا يشارك بقتل العراقيين وتدمير البنية التحتية مهما كانت درجته الحزبية.

ان أشد ما يثير استغرابي هو تجاهل مجلس الرئاسة لكل ألأعترافات التي وردت من على شاشة التلفزيون ، وموثقة بالصوت والصورة لدى وزارتي الداخلية وألأمن القومي  منذ ما يقارب الستة سنوات أكد الأهرهابيون فيها أنهم تلقوا تدريبا" ودعما" لوجستيا" في سوريا التي تعتبر الجسر الذي يعبر منه الأرهابيون الى العراق سواء قدموا من مركز وحاضنة الأرهاب ومؤسسته الأولى في صحراء نجد التي تحكم الحجاز وعسير والقطيف والأحساء المحتله  أو ما يسمى بالسعودية أو من شمال أفريقيا أو العربان والأعراب في دول الخليج أو المهاجرين الى أوروبا ونسوا أن جولان (ألأسد)  والضفة الغربية وغزة وكل فلسطين محتلة ويأتون لتحرير العراق ، من حكم أهله وشعبه ، لأقامة دولة الشر في العراق الجديد  الذي يمثل خنجرا" في قلب كل طاغية لا يحترم ولا يعترف بحقوق الأنسان ويضطهد مواطنيه ويخنق أنفاسهم.

يقول السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أن (( دعوة مجلس الأمن الى تشكيل محكمة دولية للتحقيق مع سوريا بشأن التفجيرات ترقى الى اعلان الحرب على سورية )). يا سلللللللللللللللللللللللللام!!!!!!!!!! كما يقول اخواننا المصريون.

من يمنح سمات الدخول للأرهابيين  والأقامة والجوازات الدبلوماسية والعادية للأرهابيين والمجرمين المطلوبين من قبل الشرطة الدولية (ألأنتربول)،  ويدرب ألأرهابيين في اللاذقية و يسمح لهم بدخول العراق بجوازات سفر عراقية أو سمات دخول مزورة ، أو دون جواز أو سمة دخول تهريبا" الى العراق مع أسلحتهم مع علمه المسبق أن هؤلاء الأرهابيين قتلوا ولا زالوا يقتلون أبناء الشعب العراقي دون تمييز بين دين أو مذهب أو قومية ، لا يعتبر فعله اعلان حرب على العراق. لكن حكومة وطنية منتخبة ، يحاول هو وغيره تكبيل يديها ومنعها من القيام بواجباتها بسبب  أطماع وغايات انتخابية ، تطالب بتشكيل محكمة ، مجرد محكمة دولية عادلة ، يعتبر فعلها اعلان حرب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يبدو أن بعض السياسيين بالغوا في التنكر للمنطق وحقوق الشعب بسبب ادراك الحكومة المتأخر أن الأرهابيين والدول التي تؤويهم وتشجعهم يجب أن ينالوا جزاءهم العادل بمحاكمة دولية عادلة أملا" في قطع دابر الأرهاب الذي يدعوا هؤلاء السياسيين ، بصورة غير مباشرة، الى بقائه لقتل مزيد من العراقيين وكأن أصحابهم البعثيين الذين يدافعون عنهم لم يشفوا غليلهم بقتل مئات الآلاف من العراقيين في الحروب والتعذيب والأعدامات والمقابر الجماعية والأنفال وحلبجة طوال 35 عاما" . والمصيبة أن فيهم من المفروض فيه أن يكون أول المتحمسين لقطع دابر الأرهاب والبعثيين المجرمين على حد سواء لما لاقاه ألشعب الكردي على أيديهم من تنكيل وتقتيل وتشريد كبقية العراقيين في كل مكان.

 وأخيرا" أقول لكم اتقوا الله يا ساسة في هذا الشهر الكريم ، وفي كل شهر. لقد رأينا منكم العجب العجاب ، وحسبنا الله الذي نسأله أن يحاسب كل متنكر لحقوق هذا الشعب ، ومستخف بدمائه الطاهرة أشد الحساب ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ولا ذهب أو مناصب ولا مكاسب سياسية أو دنيوية ، ويوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت ، ويرون عذاب الله في جهنم التي  يقال لها هل امتلأت ، فتجيب هل من مزيد.  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com