|
سعد علاوي "شبيه الشيئ للشيئ منجذب" مقولة قالها العرب وصدقتها الاحداث ودونها التاريخ، وزيارة بشار للرياض تندرج في هذا الفهم، فهذان النظامان اللذان اشبعا الامة العربية والاسلامية اضطهادا وعنصرية وتسلطا ومؤمرات حتى تجسدا على هيئة ارهاب "القاعدة والبعث"، ورغم المد والجزر اللذان لازما هذان النظامان منذ ان تمكنا من التسلط على شعبيهما خلافا لما درجت عليه العادة في الشعوب الاخرى حين تتبنى دستورا يجعل من الحاكم خادما حقيقيا للشعب وليس كما هي صورة هذان النظامان وهما يلوذان خلف العسكرة والاجهزة القمعية والامنية لتقتيل الشعوب الاصيلة، ومن المؤكد انها تستحق انظمة ديمقراطية يتساوى فيها ابناء الشعب وهو يرزخ منذ قرون تحت الجبروت والظلم والتسلط والاذلال. ان زيارة بشار للرياض لا تدخل ظمن الحسابات التي تحاول اجهزة اعلام البلدين تصويرها على انها حرارة ودفئ في العلاقات المتوترة دوما، بل بين ستراتيجيتيهما المتناقضتين كقطبين لا يمكنهما ان يلتقيا مهما امتدى، ولاسباب كثيرة جدا من اهمها: ان العداء الستراتيجي السعودي الايراني مختلف الوجوه والارادات، وبما ان النظام السوري ذيل طويل، للنظام الايراني وكلاهما يكمل الاخر في الحضور والغياب على الساحة العربية والاقليمية وحتى الدولية، وبعد تجارب متوالية للمواقف والحروب التي دخلاها وسيدخلاها مستقبلا تجعل من سوريا غير مقبولة سعوديا وعلى رأسها النظام الحالي، كما وان المواقف في لبنان كان وما زال وسيظل موضع شد وجذب بين هذه الانظمة الثلاثة، لذلك لا يمكن ان يقتنع المشاهد العربي والاقليمي ان هذه الاسباب هي حقا وراء الزيارة المفاجئة لبشار تحت يافطة افتتاح معلم علمي يتبجح به نظام متهريْ في السعودية، وانما المحاولة السورية تأتي لحسابات مستقبلية على مستوى عال من الاهمية سيتحدد خلال السنوات الثلاث القادمة تحت فعل تصاعدي لا يعيره الان احد اي اهمية تذكر، ولكن نظام بمستوى ساسة دمشق الذي اكتسب خبرة وممارسة في قيادة الاحداث يتحسب منذ الان لما ستؤول له الاحداث مستقبلا بعد اصرار العراق على تدويل الارهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي منذ ست سنوات خلت، وبما ان هذا الملف المتشابك يجمع هذين النظامين تحت يافطة انا امول ماديا واصدر الفتاوي وانت تدرب وتدخل اراهبيّ القاعدة وايتام صدام الى داخل العمق العراقي وتنفيذ اكبر قدر ممكن من العمليات الارهابية والتفجيرات البعثسلفية، لقتل النساء والشيوخ والاطفال وتقويض العملية الديمقراطية في العراق الجديد، وبما ان هذه الادوار جسدتها احداث الاربعاء الاسود بالدليل الملموس والاعترافات التي صرحت تركيا صاحبة الباع الثقيل في تمييز الغث من السمين في الحسابات السياسية في ادارة ملفات الارهاب، وانها سبق وان خاضت تجربة قاسية مع النظام السوري قبل ان تسلم الاخيرة (عبد الله اوجلان) مرغمة بعد ان هددتها تركيا بالحرب المفتوحة، ولتشابه هذين الملفيين يتوجس النظام السوري من الان الحيطة والحذر ويرص خبرته لحياكة المواقف وترتيب البيت، للتصدي لعاصفة هوجاء مستقبلية ستطيح به لو ظل رافضا لتسليم المنظمات الارهابية وافرادها من ايتام صدام، والاستمرار في فتح معسكرات التدريب التي سيحولها الى رياض للاطفال واللهو البريْ بعد ان اصبحت دليلا ناصعا على ايوائها الارهابيين الذين يصدرهم نظام ال سعود المجرم، مع تذاكر الطائرة ( ومصرف جيب) وتهيئتهم نفسيا وتدريبا عسكريا على كيفية القيام بأقذر العمليات الارهابية منذ ان خلق الله الارض وانزل اليها (ادم) عليه السلام وحتى الان، لذا اصبح لزاما على النظام السوري ان يتنازل الى حين في بعض الملفات الاقل اهمية لكسب رضا ال سعود وتحييد اجهزته ونظامه في الجولة القادمة الاكثر اهمية في تاريخ العراق والمنطقة، حيث لا ننسى ما حيينا ان من حسنات الاربعاء الدامي رغم قساوته ودمويته سيكون سببا لخلاص العراق من اخوة يوسف ولئم انظمة ارهابية عنصرية وطائفية لا تشبع من دماء العراقيين حتى وان فاض الفراتيين دما.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |