كريستوفر هيل .. برودة الاسكا

هادي جلو مرعي

hadeejalu@yahoo.com

يصعب العيش في المناطق الباردة جدا، ومثل ذلك في المناطق الحارة، ويمكن لسكان الباردة ان يعتادوا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة،كذلك لسكان الحارة ان يعتادوا.

لكن ان يعتاد احد المشبعين بالبرد على حرارة بلد اخر،فهذا مما يصعب التكهن به.

تعد بغداد من اقسى عواصم الدنيا،وليس لأنها محكومة بالدكتاتورية،وانعدام الخدمات وضياع فرص الحياة فيها لأبنائها المولعين بالاسى،لكنها ايضا من اشدها حرارة،ولعل ذلك تماما ماواجه السفير الامريكي كريستوفر هيل  الذي جاء خليفة لأربعة امريكيين سمعوا من اصوات التفجيرات مايكفي ليصم اذانهم بقية حياتهم.وصل هيل مطلع الصيف وكنت امتلك من الوقت مايكفي لأقرأ في وجهه علامات الشعور بجسامة المهمة الملقاة على عاتقه كسفير لبلاده الولايات المتحدة في العراق،كانت القاعة واسعة تلك التي يحلم الكثير من المواطنين العاديين الجلوس فيها وتناول بعض الاطعمة الخفيفة والمشروبات الساخنة والباردة ايضا،بانتظار الطلة السعيدة لوزيرة خارجية باراك اوباما السيدة البيضاء هيلاري كلنتن..

يخلف السيد هيل اربعة من الرجال الامريكيين الذين ينحدرون من اصول مختلفة كان اولهم جاي غارنر اكثرهم فشلا في ادارة الملف العراقي الذي وصل بعد احتلال بغداد بايام ما اضطر البيت الابيض لاستبداله بصاحب ارق حذاء عرفه العالم بعد حذاء الزميل منتظر الزيدي هو السيد بول بريمر الذي امتع الجمهور بقرارات حمقاء عديدة كانت سببا في شق انهار من الدماء حتى اذا انتهت خدمته في العراق جاء السفير خليل زلماي الذي تغنى به الشاعر الشهيد رحيم المالكي في قوله ..ياهو اشرف منج خاطر اشكيلة...دليني ياحسنة وباكر امشيلة .. الى ان يصل الى مقطوعتة الطللية الاثيرة بقوله ..لاكهرباء لاماي ..والكاك عند زلماي ياحسنة الحكومة تقدر تشيله..وكان يقصد زلماي.. ولست ادري السبب الذي يدفعني للظن بأن خليفته السفير يان كروكر كان اكثر ذكاءا وديناميكية على خلاف زلماي الذي كان يميل الى الاستعراض والتعالي واشباع عقدة النقص التي تطارده كونه امريكي من اصول شبه هندية اذ لافرق بين الافغان والهنود..

اما السيد كرستوفر هيل فليس من الممكن لأحد ان يجزم بفاعليته في ادارة الملف العراقي الشائك خاصة وانه يبدو اكثر قدرة على التعامل مع ابناء الجنس الاصفر من التعامل مع ابناء الرافدين الجافين،عدا انه نقل اليهم برودة عالية اضعفت من قدرتهم على حل المشاكل العالقة والتي تزداد تعقيدا بمرور الوقت..انا من جهتي ارى ان السيد السفير سيكون شاهدا  على العديد من حالات الطلاق بين الكتل السياسية والمكونات ولن يخرج بنجاح يحسب له .. عذرا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com