الصرصور الصهيوني لايجرؤ على قرص ذيل الاسد الايراني!!


حميد الشاكر

alshakerr@yahoo.com

لاريب ان المتابع للشأن الايراني من جهة والشأن الصهيوني بعد 2003 م مع ايران من جانب آخر قد اطلّع على ماهية التجاذبات السياسية المعقدة بين الجانبين، فالجارة الاسلامية ايران قد نزلت بكل ثقلها السياسي والتكنلوجي والصناعي والعسكري وكذا الثقافي الى الساحة العربية والاسلامية متساوقة مع حملة الولايات المتحدة الامريكية بالاطاحة بنظام المقبور صدام حسين واحتلالها لافغانستان لتعلن إيران ومن جانب واحد ان مرحلة التغيير الكبرى في العالم وفي المنطقة العربية الاسلامية قد بدأت بالفعل، وعند ذاك تلقى الكثير من نيام الساسة العرب وبما فيهم الصهاينة في فلسطين هذا الاعلان الايراني بالاستهزاء واللامبالاة المتغطرسة لاسيما من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي كان يرى في الخريطة الجديدة انها خريطة شرق اوسط جديد خاضع ومستسلم بالتمام لهيمنته السياسية والاقتصادية والثقافية والادارية !!.

الا ان جمهورية ايران الاسلامية مضت بطريقها الذي اعلنته باستعداد دفاعي قوي ومدروس وحازم وغير متراخي ابدا مع طرحها بين الفينة والاخرى منجزات علمية وعسكرية رأت فيها الادارة الايرانية انها ركن اساسي من اركان المعركة السياسية الجديدة في المنطقة، وحتى ان جماهير عريضة من العالمين العربي والاسلامي بدأت تشعر بتفوق وثبات وقوّة النموذج الايراني على الساحة الدولية مما خلق ظاهرة اعجاب وتفاعل وتعاطف عربي واسلامي مع هذا النموذج الذي جمع الكثير من التلاوين المفتقدة لها حكومات وشعوب في العالم العربي بالخصوص، وعند هذا شعر النظام العربي السياسي الرسمي بخطورة حقيقية على وضعه القائم، كما ادرك كيان المسخ الصهيوني المحتلّ انه قيّم اعلان جمهورية ايران الاسلامية بشكل خاطئ وغبي ومتسرع، وعلى هذا شكل الثنائي الرسمي العربي وكذا كيان الاحتلال الاسرائيلي جبهة ماسمته الحركة الصهيونية بجبهة الاعتدال العربي الاسرائيلية لمواجهة المدّ والنفوذ الايراني المتصاعد والمتنامي في المنطقة، وطرح بالفعل النظام العربي المتصهين شبكة الطائفية كحرب اعلنتها دول الاعتدال العربي على دين ومذهب النظام الاسلامي في ايران ( التشيّع ) ولتبني حاجزا نفسيا لشعوبها العربية الاسلامية المغيبة ضد ايران وضد الانبهار بمنجزاتها وبرؤيتها وبتوسع نفوذها المعنوي في المنطقة، وبالفعل كثيرا من الشعوب العربية الساذجة بلعت طعم الطائفية لتغلق عيونها واذانها وجميع مداركها عن الواقع ولتعزل فيما بعد عن كل الحياة المحيطة بها والمتحركة حولها بغضا لايران الشيعية او بغضا لابي تراب كما يُقال في الامثال العامية !!.

نعم الصهيونية اتخذت منحىً اخر وطريقة مغايرة للتعامل مع النموذج الايراني لتخرج من كيس الحاوي شيطان النووي الايراني كخطر يهدد الامن والسلم العالمي لترفعه كورقة ابتزاز وارهاب في وجه ايران النووية تكنلوجيا على امل ان يتكاتف العالم كله لتدمير ايران بالكامل وتغيير النظام الاسلامي في داخلها والانتهاء من ايران الاستقلال في قرارها وفي عملها وفي توجهاتها العالمية، لكنّ ايران الاسلامية وباعتبار انها وعت الصورة مبكرا وقبل حتى الصهاينة في فلسطين بدت لها الخريطة واضحة والمعركة ومفاتيحها واصولها بينة، ولذالك هي استعدت بنوع من الحرب النفسية والاعلامية التي تدرك نقاط الضعف العالمية التي استجدت بعد 2003 م، والتي تؤمّن لايران الكلمة الفصل الاخيرة في معادلة الدفاع والهجوم فبادرت الى صناعة مناورات عسكرية بين الفينة والاخرى تذكّر العالم الذي يفكر بالتحالف مع الصهاينة لضرب ايران : ان ثمن اللعب بالقرب من ذيل الاسد الايراني ستكون نتائجه وخيمة وعلى كل المقاييس !!.

وبهذا حجمت ايران او جعلت من الصهاينة والقوى التي تفكر بالتحالف معها لضرب ايران عسكريا او ابتزازها سياسيا ان تفكر الف مرّة قبل الاقدام على التهور الكبير في مهاجمة ايران الصناعية والعسكرية والجغرافية والنفسية والاقتصادية والامنية الكبيرة في منطقة لاتحتمل مطلقا اي مغامرة عسكرية من النوع الثقيل !!.

إن محاولات الصهيونية الاسرائيلية المحتلة المتكررة في فلسطين لتحشيد العالم ضد ايران النووية والدعوة لضربها عسكريا او محاصرتها سياسيا او اقتصاديا او التدخل في شؤونها الداخلية ارهابيا ... كل هذه الاساليب تدل فيما تدلل عليه على عدة ظواهر سياسية بينة وواضحة وهي بغير حاجة الى عمق في التفكير والتحليل  فهي :

اولا : تدلل على ان الصهاينة عاجزين تماما على مواجهة الاسد الايراني بمفردهم كقوة صرصورية بلا حماية القوى الكبرى العالمية لايمكن للصهاينة ان يعقدو خيط عنكبوت في غزل سياسة المنطقة العربية والاسلامية !.

وهي ثانيا : تحاول بين الفينة والاخرى توريط القوى الكبرى لاسيما الولايات المتحدة الامريكية بالدخول بصراع مع الايرانيين لايعلم نتائجه الا الله سبحانه وتعالى والامريكيون اليوم هم اشدّ الناس وعيا لحجم وقوة ايران من جهة، وضعف امكانيات الولايات المتحدة الاقتصادية وتعبها الحضاري من ثقل الحروب المستمرة لترسانتها العسكرية من جانب اخر !!.

فعلى اي حال الولايات المتحدة دولة مؤسسات في نهاية الامر ولايمكن لها تحمل مالايحتمل بلا مبررات حقيقية وواقعية تسوغ لها الدخول باشكالات كبيرة وعظيمة مع العالم الاخر لاسيما جمهورية ايران الاسلامية صانعة لعبة الشطرنج ومؤسسة عقلية العصى والجزرى في التاريخ وحتى اليوم، فمثل  هذا البلد يدرك تماما معنى الدبلماسية ويفهم جيدا لعبة حياكة المصالح وشبكة الاتصالات مع غيره، وكذالك ادارات العالم الغربية التي تحاول اسرائيل توريطها بنزاع مسلح مع الايرانيين ايضا هم يدركون ان ايران ليس لوحدها ان قررت الاعتداء عليها عسكريا في هذا الظرف الاقتصادي العصيب في العالم، فهناك الروس وكذا الصينيون وهكذا علاقات لابأس بها بين الهند وايران، اضف لذالك علاقات فوق التعاونية بين كوريا الشمالية وايران ... وكل هذا فقط يمثل الجبهة الشرقية لايران والذي هي مضمونة الولاء لايران تحت ظرف اي حرب تشنّ عليها من الغرب، زد على ذالك ان ايران نفسها بلد قوي عسكريا وبشريا واقتصاديا وجغرافية، يردف هذه الحقيقة ان لايران علاقات تعاطف في جبهتها الغربية في العالمين العربي والاسلامي ولها تاثير غير خافي على قوى التحرر الاسلامية والعربية في منطقتنا العربية والاسلامية !.

كل هذا وغيره يدركه العالم الغربي، كما يدركه الصرصور الصهيوني جيدا الا انه لايستطيع السكوت على نمو ايران المتصاعد والمهدد لنفوذه ووجوده في منطقتنا العربية على حد سواء !!.

إن اشكالية الجارة ايران مع العدو الصهيوني المحتلّ اسرائيل ليس فقط هي اشكالية سياسية او عسكرية او نووية بحيث ان اسرائيل تخشى ان تجلس في صباح باكر فتجد ان الايرانيين واقفون فوق راسها في تلّ ابيب او باقي الارض التي احتلتها على حساب الفلسطينيين، بل ان الاشكالية الاخطر بالنسبة للصهاينة في الوقت الحاضر هي وجود النموذج الايراني ونموه بشكل مضطرد وهادئ، فهذا الوجود يهدد بالفعل اسرائيل بسبب انه النموذج الذي يغري الاخرين من العرب الضعفاء ان يحذون حذوه ويقلدون خطاه مما يجعل اسرائيل إن سمحت بذالك تسبح في محيط لو فرض انه سمح له بامتلاك التقنية النووية السلمية كما سوف يسمح لايران به وليطور فيما بعد قدراته العسكرية والاخرى التقنية والعلمية... فانه سيجعل من اسرائيل قزم صغير منبوذ ولقيط يعيش في محيط كبار وقادرين واقوياء ومتطورين، وعلى هذا لايبقى للصهاينة من تميز حقيقي يفرضها على هذا العالم العربي الضعيف، ولايجعل لاسرائيل قوّة ارهاب دولية من خلالها تخضع مشايخ الخليج لدفع فواتير وجودها من اموال البترول العربية اكثر من ذالك !!.

والحقيقة ان هذه الاشكالية هي ما تهستر الصهاينة من النموذج الايراني التي هي في حيرة في كيفية التعامل معه وتقليص نفوذه او التخلص منه بالتمام، فهو نموذج اسلامي استطاع ان يحمي نفسه بنفسه من ابتزازات العالم الكبرى، ثم انه نموذج غي مخترق مخابراتيا ليدرك الصهاينة نقاط الضعف او القوّة فيه، ثم هو نموذج بعد ذالك مختلف عن باقي النماذج العربية والاسلامية الاخرى في بنيانه من القواعد وحتى اعلى راس الهرم فيه، ولهذا فالصهيونية نتمكن من القول انها عاجزة من فعل اي شيئ امام جمهورية ايران الاسلامية، وما مقدرة الصهاينة في هذه الايام الا الدفع والضغط على الدول الكبرى لتقوم هي وليس اسرائيل بتحجيم النفوذ والدور والقوّة الايرانية المتصاعدة، وحتى النظم العربية المسكينة اصبحت تجأر من الضغط الصهيوني عليها ومطالبتها بفعل شيئ ضد ايران الصهيونية نفسها لاتستطيع القيام به مع ماتملكه من قوّة عسكرية واخرى دولية داعمة لها، حتى ان احد الدول العربية الخليجية المتشاطئة بحريا مع ايران طلبت علنيا من اسرائيل ان تقوم بدور عسكري مباشر ضد ايران وهي ستفتح مجالها الجوي بلا تحفظ للطائرات الصهيونية لضرب ايران، وتتكفل بجميع التكاليف الاقتصادية لهذه العملية وما ينتج عنها ... ومع ذالك لم تقدم اسرائيل على هذه الخطوة المرعبة ضد ايران !!.

ياترى لماذا لاتقدم اسرائيل على مغامرة ضرب ايران ضربة خاطفة لتدمر جميع المنشآت النووية الايرانية وجميع مراكز الاشتباه فيها ؟.

الجواب هو : إن اسرائيل لايعنيها في الوقت الحاضر ضربة خاطفة لايران، ولايعنيها او لنقل يرعبها بالمطلق مغامرة الاقدام على اطلاق مئتي طائرة لتضرب ايران واماكن الاشتباه النووي ثم العودة الى اسرائيل لتعلن النصر الاعلامي المزيف، كما لايعنيها .....الخ، إنما يعنيها بصورة خاصة وهذا مايشغل بال الادارة الامريكية ايضا هو ماذا بعد الضربة الجوية لايران وتدمير بعض المنشآت النووية الايرانية وقرص ذنب الاسد وهو نائم بمخالب الصرصور الصهيوني ؟.

ماذا بعد ذهاب حرارة الضربة الاولى لايران ومجيئ برد الفكرة الايرانية فيما بعد ؟.

هل ستضمن هذه الضربة لايران اسقاط النظام الاسلامي فيه ؟.

أم انها ستثبت من اقدامه وتقوي من شرعيته وتوسع من نفوذ ايران الاسلامية في العالم والشارعين العربي والاسلامي ؟.

الحقيقة ان مايعني الصهاينة اليوم هو كيفية ازالة النظام الاسلامي في ايران وليس ضرب موقع او موقعين في جغرافية هذه الامبراطورية المترامية الاطراف في ايران، فهذا النظام هو صاحب القدرة على البناء النووي وليس البناء النووي هو من بنى النظام الاسلامي في ايران !!.
وعلى هذا الاساس نؤكد ان اشكالية الصهاينة مع النموذج الايراني وليس مع بنايات حجرية بالامكان اعادة بنائهن بعد ثاني يوم من تدميها، كما ان اشكالياتها مع ايران ضخمة جدا بحيث ان اسرائيل تشعر بمأزق حقيقي مع الوجود الايراني وهي اضعف بكثير من الدخول بمغامرة ضربة عسكرية خاطفة لايران القوية والثابتة الجذور للنظام السياسي في ايران، كما ان اثارة الاسد الايراني تأتي بعد ضربه واللعب بالقرب من ذيله، فمثل هذا الوحش الايراني خطره يبدأ بعد اثارته وليس قبل ذالك، مايعني ان اسرائيل تحسب حسابات معقدة كثيرا  اذا فتحت الحرب ضد ايران فمن ذا الذي يستطيع غلقها بعد ذالك !!.

اعني ان الخاسرين في الحروب دوما هم من يبدأون  الحروب وليس من يتلقاها كمعتد عليه، وايران ليس في وارد شنّ حرب على الصهاينة لعدم استعجالها على حرب نتائجها بادية للعيان مسبقا، لكن التهستر الصهيوني القاتل والرعب الذي يتناب اسرائيل يدفعها دفعا للتفكير بالخلاص من هذا العذاب النفسي المدمر الذي ربما يغري الصهاينة بفعل حماقة يعلمون ان ثمنها لايطاق على وجودهم وعلى تاثيرهم وعلى نفوذهم في المنطقة العربية والاسلامية بالكامل !!.

صحيح : ان الصرصور الصهيوني لايجرؤ اليوم بقرص ذنب الاسد الايراني لانه يدرك انه احقر من ان يلتفت اليه الاسد بمخالبه ويكفيه صفعة من ذيل الاسد لتمسحه مع الارض والى النهاية !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com