|
حكايات أبي زاهد .. (98) .. (خان جغان)
محمد علي محيي الدين بين فترة وأخرى تفاجئنا الأنباء بهروب سجناء من السجون العراقية،والكثير من هؤلاء السجناء محملين بعقوبات كبيرة ومتعددة لارتكابهم مئات الجرائم التي تقشعر لها الأبدان ،ومن المرتبطين بالقاعدة أو بقايا النظام البائد أو من عتاة المجرمين العاديين ومن جماعات مسلحة أخر امتلأ العراق بها بعد الطوفان الأمريكي،ولو تحرينا عن الأسباب الكامنة وراء هؤلاء لرأينا أن السبب في ذلك هو ضعف القوى الأمنية أو الفساد المستشري فيها أو ارتباطات مشبوهة لأفرادها وقياداتها مما جعلهم يتواطئون مع هذه المجاميع والعصابات،ولعل السبب في تفشي هذه الحالة هو عدم وجود عقوبات رادعة لهذه العناصر المهملة أو الخائنة وأن هناك من يتستر عليهم أو يدافع عنهم لأسباب كثيرة في مقدمتها الولاء الطائفي والسياسي المقيت ،وان عدم تفعيل القوانين وإصدار الأحكام الرادعة التي تتناسب وحجم الجريمة يكمن وراءه التمادي في ارتكابها وعدم الخشية مما يترتب عليها مما يستدعي أن تكون المادة القانونية لمثل هذه الجريمة بمستوى الجرم المرتكب أو تضاهي العقوبة التي كانت على الهاربين ،لأن العقوبات غير المشددة تدفع للجريمة كما هو الحال في جرائم الاختلاس والرشوة ونهب المال العام فالعقوبة التي نصت عليها القوانين السائدة تشجع على ارتكاب الجريمة ولا تتضمن نصا ملزما بمصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لمرتكب الجرم لأن أمواله وأملاكه جاءت نتيجة جريمته ومن خلالها. أضف لذلك قوانين العفو التي كانت وراء أطلاق الآلاف من المجرمين ممن ارتكبوا مختلف الجرائم وكان للسياسة أحكامها في إصدار العفو عنهم بعيدا عن القانون وحقوق الآخرين فكم من مجرم أرتكب جرائم يندى لها الجبين أو سارق نهب ملايين الدولارات كوفي بعفو عن جرائمه لإرضاء هذا الطرف أو ذاك.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |