|
أربعينية عزيز العراق إضاءة في المسيرة السياسية
عمار العامري رجحت كفة المحللين والمراقبين السياسيين للعملية السياسية في العراق والذي أكدوا أن التأييد الجماهيري الذي يحظى به تيار شهيد المحراب لم يتراجع رغم ما رافق نتائج الانتخابات المحلية الماضية من تقدم طفيف عبرت عنه وسائل الإعلام بالانخفاض- والذي حصل نتيجة استثمار تيار حزب المالكي لجهود الحكومة العراقية الحالية والذي اعتبرته الماكنة الإعلامية والسياسية المؤيدة للمالكي نجاحات تحسب لشخص المالكي فقط بعيدا عن الجهود والتقدم الحاصل في العملية السياسية وكأنما هو ترسيخ لنظرية (القائد الضرورة) في الوقت الذي انطلت فيه هذه الألعوبة على القاعدة الجماهيرية التي أيدت قائمة المالكي في الانتخابات والتي لم تميز بين الجهود المشتركة للحكومة العراقية وبين ثقافة القائد الأوحد والحزب الواحد-. فقد أثبتت الفترة الماضية تأكيدات فشل توقع المراقبين بانخفاض شعبية تيار شهيد المحراب لاسيما أن الفترة من يوم الإعلان عن الائتلاف الوطني العراقي والى يوم أحياء ذكرى أربعينية عزيز العراق السيد الحكيم الراحل وقد ثبت أن القاعدة الجماهيرية لتيار شهيد المحراب لم تتراجع عن تأييدها لمبادئ التيار ومتبنياته وكشفت التقارير والاستطلاعات الصحفية أن هناك تغيير كبير في توجهات الشارع العراقي حصلت وان نسبة التأييد لصالح الائتلاف الوطني العراقي ازدادت بشكل واضح نتيجة قناعة المواطن العراقي بالمبادئ والأهداف والبرنامج الانتخابي للائتلاف الوطني وان الرؤى والتصورات التي كانت يحملها عزيز العراق حول مستقبل العراق السياسي يحتاج لمثل هكذا برنامج انتخابي متكامل والمبني على (أن الوطنية الحقيقية هي الشراكة في أقرار القرارات المصيرية الخاصة بالشأن العراقي وان الأحادية في اتخاذ القرارات وتغليب المصالح الحزبية والفئوية على مصلحة الوطن هي النظرية التي جعلت العراق يحكم لمدة ثمان عقود بحكم انفرادي حزبي أوحد كما أن دعوة عزيز العراق كافة أبناء الشعب العراقي للمطالبة الحقيقية بحقوقهم هي دعم لضمان حقوق كافة أطياف الشعب العراقي والابتعاد عن استحصال البعض لحقوقه ونبذ الآخرين) وقد تضمن برنامج الائتلاف الوطني كل رؤى وتطلعات عزيز العراق الراحل. لذا نرى أن المشاركة العفوية الواسعة والتي تحظى فيها أربعينية عزيز العراق الراحل هي مصداق مطابق لرويا المتابعين الذين لم يشككوا في ابتعاد القاعدة الجماهيرية عن مبادئها ومتبنيات قيادتها رغم أن فراق السيد الحكيم كان له اثر بالغ على الشعب العراقي عامة وظهر ذلك جليا في علامات الحزن والأسى طيلة الفترة الماضية ألا أن المبادئ السياسية التي جاهد من اجلها عزيز العراق منذ الأيام شبابه الأولى حيث مشاركة في (لجنة المشورة) لإصلاح الحوزة العلمية والتي أطلقها السيد محمد باقر الصدر التي شكلها السيد محمد باقر الصدر وعلاقته مع الحركة الإسلامية في فترة المواجهة مع النظام العراقي قبل استلام صدام للحكم في العراق وبعدها في تشكيله (لحركة المجاهدين العراقيين) ودوره في تأسيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ) مع أخيه السيد شهيد المحراب وجهاده في فترة المعارضة وعلى الأصعدة السياسية والتوثيقية والجهادية وما أحدثه من دور كبير في تشكيل (مجلس الحكم العراقي) بعد التغيير في 2003 وتشكيل (الائتلاف العراقي الموحد) وتشكيل الحكومة الوطنية و(كتابة الدستور العراقي الدائم) ومساعيه في استعادة (العراق للسيادة والاستقلال) ودعوة لإعادة تشكيل (الائتلاف الوطني العراقي) كلها تشكل انعطافات تاريخية في مسيرة العراق السياسية ومحطات مضيئة تجعل المواطن العراقي يتأمل كثيرا في الجهود التي بذلها عزيز العراق مع تأكيده المستمر على أنها كانت من اجل الشعب العراقي مستكملا ذلك في المبادئ والأهداف التي رفعها الائتلاف الوطني العراقي وان خروج الشعب العراقي بكافة أطيافه للمشاركة إحياء أربعينية عزيز العراق ما هو ألا حالة لتجديد البيعة للمرجعية الدينية التي أزرت هذه الجهود المتوافقة وتطلعاتها لبناء العراق الجديد وتأييده للمبادئ والأهداف التي جاهدة من اجلها عزيز العراق(طاب ثراه).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |