توثيق وجعل الأهوار تراثا "عالميا" محميا من قبل اليونسكو ضرورة آنية ملحة

 

                                                       طعمة ألسعدي

talsaadi815@yahoo.co.uk

لا يزيد عدد المواقع ألعراقية  المحمية من قبل اليونسكو، باعتبارها تراثا" عالميا"، عن موقعين اثنين هما آثار الحضر  جنوب غرب الموصل، ومنطقة آشور ألأثرية في الشرقاط التي كانت ألعاصمة الأولى للآشوريين قبل ما يقارب 3500 عام.

 ألعراق مهد الحضارات، ومعلم الأنسانية الأول في الكتابة والتأريخ والقانون والفلك ونظم الري والشعر والمسرح والنحت والرسم، وكل متطلبات الحضارة، لا يملك سوى موقعين أثريين يعتبران من التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه . ودولة مثل أمريكا عمرحضارتها  أكثر من قرنين قليلا" تتمتع بعشرين موقعا" بينها نصب الحرية المهدى اليها من الفرنسيين، وقاعة الأستقلال  وجامعة  وموقع سكني للهنود الحمر وعدد من الباركات (محميات طبيعية فيها أشجار ونباتات وتضاريس أرضية وحيوانات برية مختلفة) والوادي الكبير وغيرها. أما كندا فلديها 13 موقعا" والمملكة المتحدة، التي لا يمكن مقارنة حضاراتها السابقة بحضارات ألعراق وتأريخه وتعدد جوانب طبيعة أرضه من جبال ووديان وصحارى وبحيرات وسهول، لديها 26 موقعا" بضمنها قصور وقلاع ومحميات طبيعية (باركات).

 ان الغاية من فكرة جعل الأهوار من التراث العالمي الذي تحميه وترعاه اليونسكو، وهي احدى هيئات الأمم المتحدة، هي المحافظة عليها كتراث انساني مميز في منطقة الشرق الأوسط يشتمل على نباتات وطيور وأحياء مائية وحيوانات مميزة انقرض قسم منها والباقي مهدد بالأنقراض ما لم تتكاتف جهود اليونسكو والحكومة العراقية على حمايتها واعادتها الى طبيعتها الأولى . وهذا يتطلب عدم قطع أو التلاعب بكميات المياه التي كانت تصل الى العراق من تركيا وايران منذ بدء الخليقة ليتسنى مد الأهوار بما تحتاجه من ماء جاري للحفاظ على عذوبته والأحياء التي تعيش فيه. وهذا يؤدي الى عودة من هاجر من الأهوار اليها، حيث كان سكانها ما يقارب النصف مليون نسمة قبل قيام صدام بتجفيفها كما تقول احدى الأحصائيات.  

 وتشتمل الأهوار على نباتات كثيرة على رأسها القصب والبردي اللذان يعتبران مصدر رزق لسكان الأهوار، لأن هاذين النباتين مادة أولية لصناعات يدوية شعبية متعددة . لذلك تكون لهذين النباتين أهمية اقتصادية بالغة لسكان المنطقة. كما يبني سكان الأهوار بيوتا" رائعة التصميم (وخصوصا" بيوت شيوخهم والميسورين منهم) تطوف فوق مياه الأهوار على قاعدة من القصب والبردي تستحق بحد ذاتها المحافظة عليها كتراث انساني . وهي في نظري أهم كثيرا" من أكواخ الهنود الحمر في أميركا، التي وفرت لها الحكومة الأميركية الحماية، وجعلتها من التراث العالمي، أهم من ألنواحي الفنية والمتانة والتصميم (مع احترامي لتراث كل الشعوب). واضافة الى هذين النباتين المميزين يوجد أكثر من عشرة أنواع أخرى من نباتات ألأهوا، ر منها كما يقول الأخ محمد حمود ابراهيم من مركز أبحاث الأهوار في جامعة ذي قار (عراق الغد 11 آب 2009): ألنعناع، أبو ركبة، لسان الثور – يستخدم في الطب الشعبي كما أعلم-، القاط، الحلبلاب، أذان الفأر، المرير، العلكة، شبابيك، والكمبار.

كما تعيش في الأهوار طيور مستوطنة وأخرى مهاجرة (موسمية) وحيوانات عديدة كما تقول الكاتبة نهى سلامة في موقع أخبار الجنوب حرفيا": ( وتتميز المنطقة بهجرة أنواع عديدة من الطيور المهاجرة في الربيع والخريف أمثال طيور الغاقه (بجرابها المشهور تحت المنقار) وأنواع الأوز المختلفة، مثل الأوز ذو المقدمة البيضاء، والأوز أحمر الصدر.. وأنواع رائعة من البجع واللقلق وغيره، ولا بأس أن ترى فوقك البلابل والغربان والنسور زيادة على طائر الطيهوج ( من رتبة الدجاج).

المنطقة أيضاً تعد واحدة من أول خمسة مناطق في العالم تحوي أنواعا من الطائر المخوض wader bird، ويرصد العلماء 42 منطقة هامة ورئيسية للطيور في الجنوب، فهناك أنواع لم تحصر انقرضت من هذه المنطقة، وهناك 40 نوع آخر يهدده خطر الانقراض.

والأهوار هي بيت لثعلب الماء otters والمنوه (سمث أروروبي الصغير)، كما أنك تلمح هناك الخنازير البرية، اليقنة طويل الساق، قط الغابات الهندي والضباع والنمس على أنهار الجنوب، أما البند قوط ( فأر هندي ضخم ) وبعض أنواع ثعلب الماء فقد انقرضت بالفعل عن آخرها.

أنواع عديدة من الأسماك تجدها في مياه الأهوار، وبكميات هائلة، مثل الحريث المعروف بشوكته وسمك القط وغيره... أما الزقة الأفريقية (طويلة العنق)، وأبو منجل فهما تحت خطر الانقراض بين لحظة وأخرى، وانقرضت في هذه المنطقة 7 أنواع من الأسماك على الأقل، كما تشتهر المنطقة بالضفادع والسلاحف.

وفي الأهوار ترى أكثف تجمعات نباتية في العراق.. أنواع عملاقة من القصب يصل طول بعضها إلى 25 قدم كانت، وما زالت عنصراً أساسيا للبناء عند عرب المعدان.. كما يشتهر هنا نبات التيفا والمعروف بعشبه البرك.

والآن من يعيد الحياة لكل هذا التنوع.. )).

 وأضيف الى ذلك الحيوانات الأليفة وأهمها الجاموس ألذي يحب الأسترخاء في المياه كثيرا"، والأغنام، والدجاج والبط وألأوز والخضيري وألأسماك التي تعيش في دجلة والفرات ومنها الشبوط والبني والكطان وغيرها من أسماك المياه العذبة.

 ألا تستحق مثل هذه البيئة الغنية جدا" حماية ورعاية من الأمم المتحدة ممثلة" بمنظمة اليونسكو ؟

لا أعلم ماذا يفعل سفير العراق في هذه المنظمة الدولية الأخ والزميل محيي الدين الخطيب ؟

 ان العراق مليء بالمواقع الأثرية والطبيعية التي تستحق أن تعتبر تراثا" انسانيا محميا"، ومن ضمنها بحيرة ساوة التي تبني سدة لنفسها بنفسها تحيط بها من كل جانب بقدرة الهية فريدة، وترتفع مياهها فوق مستوى سطح الأرض ولا تتسرب مياهها الى الأراضي المجاورة وهي لغز عجيب غريب وتقع قرب مدينة السماوة.

 أكاد أن أقول: ان العراق كله تراث انساني يجب الحفاظ عليه . فما أغناك يا وطني الحبيب. 

وأخيرا"، ان الحفاظ على الأهوار سيتيح أيضا" وصول مياه عذبة الى البصرة والزبير وابو الخصيب وصفوان وكل أهالي محافظة البصرة ألأعزاء الطيبين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com