|
من خلال شبكة اخبار الناصرية بعث لنا احد القرّاء الاحبة (عقيل الزيدي) من سوق الشيوخ عدة أسألة حول ما نتناوله في بعض الاحيان من تعرض للفكر والموضوعة الشيوعية العراقية بصورة خاصة، ليطرح علينا الاتي: اولا: لما تستهدف الحلقة الاضعف في العملية السياسية لتكتب عليها ولم تكتب على الاحزاب الكبيرة التي وقعت في اخطاء فادحه .. ؟. وللاجابة: اولا لم نتناول في النقد او الاشادة في كتاباتنا فقط الحلقة الاضعف في العملية السياسية العراقية الجديدة، بل ومنذ ماقبل سقوط دكتاتورية بغداد الصدامية كنت اتصدى بكتاباتي لاعتى النظم الاستبدادية القمعية نظام صدام حسين، ثم بعد ذالك نقدنا الفوضى، واوقعنا جام غضبنا على الارهاب البعثي والتكفيري حيث كان هو اقوى الحلقات الوحشية في العراق، وكتبنا ايضا حول جبهة التوافق التي هي الان جبهة النوافق عندما كان الدايني والجنابي واسعد الهاشمي يذبحون العراقيين كالخراف، وتصدينا للفساد ورموزه وكتبنا حول الاخوة الكرد وبعض عقليات التعنصر القومية فيها .... وهكذا لم نزل نكتب عن الصهيونية العالمية والتي لااعتقد ان هناك الكثير من الكتاب العراقيين اليوم يجرؤون في الكتابة عنها، وكتبنا عن الاحتلال الامريكي عندما كان الكتابة والنقد عن اي شيئ يتعلق بامريكا جريمة لاتغتفر عند بعض السطحيين والمأجورين !. اذن ايها القارئ العزيز لم نكن يوما من الايام الا مع الحلقة الاضعف من العراقيين دفاعا عن حقوقهم وبأمكانك التأكذ من ذالك بوضع اسمي على البحث في غوغل لتخرج لك جميع ماكتبته ولتتأكذ من اننا من انصار الضعفاء والمظلومين على طول الخط !!. نعم في بعض الاحيان نغض الطرف عن ممارسات سيئة لبعض الكتل السياسية ولانكتب حولها لتفويت الفرصة على اعداء العراق من الاستفادة مما نكتب، فحضرتك وغيرك تدرك ان اعداء العراق يتربصون بنا الدوائر ويتمنون منية ان يروا العراقيين مليون قطعة متنافرة، ولهذا نعض على الجراح في بعض الاحيان لصيانة وحدتنا الداخلية من الانهيار ليس الا . ثانيا: من قال لك ان الشيوعية العراقية هي الحلقة الاضعف في المعادلة السياسية العراقية لتتهمنا باننا دائما نتعرض للحلقة الاضعف دوما؟. ثم ما معنى الحلقة الاضعف ونحن نكتب دائما في الفكر والثقافة اكثر من كتابتنا للحزبية والعمل السياسي ؟. نحن لم نتعرض للشيوعية على اساس انها حزب سياسي ولكن تعرضنا للشيوعية العراقية على اساس انها مدرسة فكر اولا واخيرا حالها في ذالك حال المدرسة الاسلامية او المدرسة الليبرالية وغير ذالك، وصحيح ننتقد بعض الاحيان ممارسات الكتّاب والمثقفين والمتحزبين الشيوعيين ولكن بما هو سلبي من وجهة نظرنا وماهو ضار على العملية السياسية العراقية برمتها، من منطلق ان القلم الشيوعي العراقي وظفّ نفسه بالكلية لاسقاط التجربة العراقية الجديدة ومن هذا المنطلق كان التاثير الشيوعي العراقي اعلاميا وثقافيا وفكريا ضخما جدا وان كان حجمهم الحزبي ضعيف جدا !. وعليه فكريا واعلاميا وثقافيا القلم الشيوعي العراقي هو الحلقة الاقوى عنفا ضد العراق الجديد وهذه الزاوية فقط مانرد عليها ونتصدى لها لاغير . ثانيا: ثم تساءل المحترم عقيل ب: هل لان الحزب الشيوعي لايمتلك السلطة والمال .. ؟. بمعنى ان الحزب الشيوعي لانه لايملك المال والسلطة ياحميد الشاكر انت تنتقده وتتعرض له في كتاباتك ومقالاتك المتكررة ؟. احب ان اجيب القارئ عقيل الزيدي انك ربما لم تعرف حميد الشاكر عن قرب، وربما لاتعلم ان اصحاب السلطة والمال اليوم في العراق لاينشرون مايكتبه حميد الشاكر اكثر بكثير مما تنشره بعض المواقع لحميد الشاكر والتي لاتملك لامال ولاسلطة !!. نعم في سؤالك رائحة بيع وشراء وتزلف للسلطة، لكن يكفي ان تدرك وبأمكانك ان تتيقن ان قلما كتب ضد دكتاتورية البعث في اوج مجدها، ولم يزل يكتب ضد الفساد وضد كل ما يهدد استقرار العراقيين وامنهم، هذا القلم من الصعب شراءه بمال او استمالته بسلطة ليس لانه من الانبياء، ولكن لانه من الغرباء اللذين يشعرون بالغربة مع المال والسلطة، وبالحرة والانشراح مع الفقر والانفلات !!. على اي حال انا اعتقد انه من الصعب على اي قلم يتسائل بفلسفية حول العالم ان يرتهن الى جهة سلطة او سلطة مال بسبب ان طبيعة العقل المتسائل الباحث الطالب للمعرفة هي طبيعة بالنقيض من جمود وتحجر السلطة والمال !. ثالثا: هل لان الحزب الشيوعي ليس له ميليشيات .. هل لان الحزب الشيوعي حزب مسالم لايعرق غير الوعي والثقافة ..؟. وبهذا السؤال ايضا اراد المحترم عقيل ان يستشف سببية بعض كتاباتنا النقدية حول الشيوعية العراقية الحزبية والفكرية ولأجيبه بكل الود والحب والاحترام بالاتي: اولا: لا ليس بسبب ان الحزب الشيوعي العراقي ليس له ميلشيات نحن نستضعفه ولذالك نكتب نقدا في مشروعه، مع العلم ان الشيوعية العراقية ميلشياتها اكثر خطرا من الغوغائية التي تثيرها بعض ميلشيات الشارع العراقي الساذجة لتدمر مرفأ عاما او تحرق اطارا في الشارع او تغلق شارعا بالقوّة !!. فمليشيا الشيوعية العراقية تظهر عندما يتعرض لها اي كاتب بالنقد الحضاري والثقافي، عندها ايها السيد عقيل الزيدي المحترم ستى الميليشية الثقافية الشيوعية في التسقيط والتشهير والاعتداء والشتائم على اصولها الشيوعية الحقيقية، واين ميليشياوي مسكين حافي القدمين وصاحب بطن جائعة ودماغ فارغ من خطر ميليشيا منظمة فكريا وبامكانها ان تحشد عشرات الاقلام لتدمر استقرار امة بكاملها !. بمعنى اخر ايها الصديق المحترم: ان للشيوعية العراقية ميلشياتها التي هي اكثر اجراما وفضاعة مما تتصور ولكنها من نوع القلم والثقافة حتى اليوم ولاتظهر على الساحة الا عندما تحاول تدمير وعي شعب بكامله واثارة القلاقل في وضعه النفسي، ومن هنا لايشعر بالمليشياوية الشيوعية الا اصحاب الاختصاص في الفكر والثقافة والقلم، فانهم يعلمون ان قلما واحدا يعادل كتيبة من الميليشيا الفوضوية الغوغائية عالية الصوت وعديمة التاثير !!. وثانيا: نعم اختلف معك ايها القارئ المحترم عقيل الزيدي بان يكون الحزب الشيوعي العراقي حزبا يملك ايدلوجيا السلام، وذالك لان الايدلوجيا الفكرية والسياسية الشيوعية قائمة على الثورية والصراع بين طبقات المجتمع، ومن هذه النقطة بالتحديد انا قلت ان كثيرا ممن يدافع عن الشيوعية (من امثالك) هو لايدرك اي شيئ حول الشيوعية وافكارها والاسس التي قامت عليها، والدليل انك تصف فكرة وحزب ثوري على انه مسالم ولايعرف غير الوعي والثقافة !!. يايها الرفيق عقيل الزيدي أما انك لاتدرك من الشيوعية وفكرها واسسها والثقافة التي قامت عليها اي مفردة ؟!. وأما انك بالفعل تتحدث عن تجمعات سلام ووعي وثقافة لكن بالتاكيد ليس هي الشيوعية العالمية المعروفة بالفكر الثوري المتطرف وبالدكتاتورية البروليتارية وغير ذالك !!. نحن ندرك عن ماذا نتحدث ولماذا ننتقد الشيوعية ؟، بسبب اننا ندرك تماما ودارسين جيدين للنظرية ومايتبعه من التطبيق في الشيوعية، ولكن ياترى هل تدرك انت عن ماذا تدافع ؟، وكيف انك لاتعلم وربما لاتدرك من الشيوعية اي شيئ ؟، وهذا ليس انتقاصا لاسامح الله من وعيك بصورة عامة، ولكن يبدو انك سمعت من قبل الشيوعيين انفسهم انهم يدعون الى السلام وينتهجون طرق الثقافة والديمقراطية للوصول الى السلطة !!. لكن الحقيقة الفكرية والثقافية والايدلوجية الشيوعية الحقيقية غير ذالك ايها الحبيب، وما الديمقراطية الا منتج راسمالي حقير وتافه حسب الافكار الشيوعية، وهكذا السلام يعتبر في العرف والفكر الشيوعي الماركسي ماهو الاخضوع واستسلام وبلاهة حسب مايذكره ماركس وماو ولينين وستالين وباقي منظري الشيوعية العمالقة، ولهذا نحن فكريا وليس سياسيا ضد الفكر المتطرف والدكتاتوري في الشيوعية العراقية والى ان يتحول الشيوعيون العراقيون عن الشيوعية نحن نتعامل معهم حسب انتمائهم الفكري للشيوعية كما نتعامل مع الاسلامي حسب انتمائه الفكري للاسلام .....الخ وليس حسب التكتيك السياسي ومايقولونه بالسنتهم ولاتؤمن به قلوبهم وافكارهم حول الديمقراطية وغير ذالك . رابعا: يختم اسألته العزيز عقيل الزيدي بسؤال: اسالك ياحميد شاكر ويشهد الله اني ليس لي علاقة بالحزب الشيوعي لا من بعيد او قريب واعتقد ان هجومك على الشيوعية والشيوعيين زلفى لزعامات دينية !!. ياسيد عقيل اذا لم تكن شيوعيا وتشهد الله على ذالك فلماذا تدافع عن شيئ انت لاتنتمي له حسب ايمانك المغلظة ؟. اذا كنت لاتنتمي للشيوعية يعني انك غير مدرك لافكارها وماتمثله وليس مؤمنا بها باعتبار انك ليس من الكوادر الشيوعية ولاانت من الكتّاب واهل الادراك الثقافي والقراءة المتأنية للفكر الانساني والايدلوجي، اقول اذا انت لاهذا ولاذاك ما الذي دفعك لتقف بجانب الشيوعية وضد حميد الشاكر !!. يبدو من كتابة اسالك انك انسان بسيط وفطري وغير متمكن ثقافيا من وعي لاالشيوعية ولا الاملاء بكتابة العربية، فما هي المبررات والدوافع التي تجعل مثلك يدافع عن فكر لاهو واعيا لحيثياته ولاهو قادرا على وعي مفرداته والى ماذا يهدف ؟. يحبيبي ياعقيل الزيدي يشهد الله سبحانه اني لااحاول ان انتقص من ذهنيتك الفطرية، ولكن يبدو ياصديقي العزيز انك في عالم اخر غير الذي يتحدث ويهدف اليه حميد الشاكر في كتاباته، وعليه كان المفروض من سيادتك ياسيدي المحترم ان تسأل حميد الشاكر غير هذه الاسألة التي يبدو عليها سمات الانتماء لفكرة ضد اخرى وان كان انتمائا فطرية او من خلال الصداقة البريئة للشيوعية العالمية .! بمعنى اخر انه شيئ مفهوم لحميد الشاكر المنتمي اسلاميا ان يدافع عن ايدلوجيته وافكاره ومايؤمن به في هذه الحياة !. وشيئ مدرك لافعال حميد الشاكر عندما يتناول الفكر والثقافة الشيوعية بالنقد من منطلق ان حميد الشاكر هذا له رؤية في كيفية الاستقرار الاجتماعي وبناء لحمة الطبقات في المجتمع بدلا من صراعها الهمجي بالفكر الماركسي ولهذا يدعو الشاكر الى الكفر بالماركسية بسبب ماتشكله من ضرب لاستقرار المجتمع وعملية تكامله بهدوء وبعيدا عن الفكر الهدام ...الخ . اذا كان كلّ هذا مفهوم ومبرر لحميد الشاكر باعتباره كاتب وصاحب قلم وبامكانه ان يشرح وجهة نظره، الآن ماهو المفهوم والمبرر والمقنع عقليا عندما ينبري امثالك للدفاع عن الشيوعية في مجتمع كالمجتمع العراقي ؟. هل هو التعاطف مثلا مع المستضعفين الحزبيين ؟. لو كان القياس بهذا الشكل ففي مجتمع المؤمنين بالله يُستضعف الشياطين فهل ندعو لنصرة الشياطين بسبب استضعاف المؤمنين لهم ؟. اليس مشكلة ثقافية تدعونا للنقد هي رؤية انسان مثلك يدافع عن الشيوعية وهو غير مدرك لاي مفردة من مفرداتها الثقافية ؟. هذا هو السبب العقدي الحقيقي الذي يدفعنا لتناول جميع الافكار الانسانية بالنقد ماعدى ماننتمي له اسلاميا من منطلق اننا نؤمن بان الاسلام اطروحة فكرية وبعيدا عن التطبيق السيئ للمتأسلمين الجدد بامكانها خلق السعادة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لشعبنا العراقي ان تهيئت لها كوادر اسلامية واعية ومسؤولة واخلاقية على الحقيقة وليس ظاهرة قشرية فحسب ولهذا امنا بها والى ان يثبت لدينا العكس ضد الاسلام فنحن باقون على هذا الايمان وبالدعوة لهذا الاسلام والايمان به، بعكس ماندعو له بالكفر بجميع مايناهض اسلامنا في هذه الحياة !. نعم ليس تزلفا كما اشرت ايها الصديق عقيل الزيدي لزعامات دينية مع اننا لانشعر بالخجل من هذه الزعامات ان تزلفنا لها فهم ابائنا الروحيون على اي حال ويلام الرجل ان برّ بوالده او تزلف للقرب منه وطلب الرضا والقبول منه، ولكن مع ذالك نحب ان نؤكد لك ان ليس لنا اي علاقة باي زعامة دينيا ونحن مستغنون بالله سبحانه وتعالى عن التزلف لغيره والسلام .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |