|
تجَاوَزوا البرلمان ..و قاطعوا القوائم المغلقة ..!
هـرمـز كـوهـاري يكاد يجمع العراقيون ليس فقط الساسة والمثقفين بل حتى رجل الشارع على رفض القائمة المغلقة لصالح القائمة المفتوحة وبرأي لهذا سببان أولهما زيادة الوعي السياسي في الشارع العراقي وثانيهما أن الأحزاب الإسلامية والقومية قد بان معدنهم الخسيس!! وإستغلوا في الإنتخابات السابقة طيبة وإندفاع الجماهير للتصويت وإعتبرت هذه الأحزاب والتكتلات الدينية أنها تأييدا وحبا بهم دون أن يعرفوا أو يقروا بأنها لم تكن كذلك بقدر ما كانت رغبة المصوتين في التخلص من التسلط و الدكتاتورية وإثبات الذات لأول مرة . وهذا عين الصح و المعنى الصحيح للإنتخابات الديمقراطية أي الإنتخابات بالقائمة المفتوحة طبعا إذا خلت من التزوير! والتدخل بأنواعه أو التهديد كالتهديد في الدنيا بالسيف البتار أو بالآخرة بالنار الأوار وهذا مستبعد جدا والتزوير يتخذ مختلف الأساليب والطرق سواء أثناء عملية الإنتخابات أو قبلها وقد تكون بواسطة " وعاظ السلاطين " في الجوامع والحسينيات كالتكفير أو بالرشاوي أو الوظائف الممنوحة جزافا ومن دون الحاجة اليها ...الخ ليس هذا في العراق فقط بل في جميع الدول العربية والإسلامية وربما دون إستثناء!! ومع هذا يبدو البرلمان العراقي مترددا بإتخاذ القرار الصائب والصحيح أي إقرار القائمة المفتوحة مما يستدل أنه ينتهز الفرصة الموآتية لإغفال الشعب وإقرار الإنتخابات بالقوائم المغلقة ليستمر في دورة جديدة وليأخذ ويهرّب البقية الباقية من المال الحرام !!! وإذا حصل أن أصر البرلمان أي ما يعتبر مجلس "ممثلي" الشعب !!! على القائمة المغلقة رغما عن إرادة الشعب فمن حق الشعب بل من واجبه تجاه الوطن والأجيال القادمة أن يسحب ثقته من هذا المجلس وذلك بتخطيه للمجلس ومقاطعة أي حزب يصر على القوائم المغلقة جملة وتفصيلا وبذلك يثبت الشعب أنه يمارس رقابة فعالة على "ممثليه" فكثيرا من النواب العراقيين يشعرون أنهم السادة الآمرين والناهين دون حسيب ولا رقيب بعد أن تجردوا من أبسط الأخلاق السياسية . إن النواب هم محامو الشعب . و كما من حق الموكل أن يسحب وكالته أو يلغيها من وكيله المحامي إذا شعر أن محاميه يعمل لمصلحته الذاتية أو لصالح خصمه أي يخون موكله فتعتبر مخالفة وتقع هذه ضمن المسألة القانونية تحت مسمى خيانة الأمانة وقد يحاكم من قبل النقابة أولا ومن القضاء ثانيا و قد تسحب هويته المهنية !! وهنا من حق الشعب أن يسحب وكالته الذي أعطاها لمحاميه أو نوابه أو حتى حزبه وتكتله ويكون بهذا قد قام بواجبه تجاه مجتمعه وأجياله وأرسى قاعدة عامة للإنتخابات في المستقبل . إن سكوت مجلس " النواب " على هذا الموضوع بتوجيه من أحزابه وكتله لهو دليل قاطع على إصرار هؤلاء على إستمرارهم في غش الشعب والإحتيال عليه وهذه هي قمة الإنحطاط الأخلاقي وخيانة الأمانة والتعسف في إستعمال الحق والسلطة الممنوحة لهم من قبل الشعب عندما كلّفهم بتمثيله وإعتراف صارخ بأنهم مرفوضين من الشعب ولهذا يخفون وجوههم ونياتهم الخبيثة . إن الأحزاب لا تستمد قوتها ونفوذها من الأعضاء حيث أن أكثر الأحزاب جماهيرية لا يتعدى عدد أعضائه الملتزمين أكثر من (عدة آلاف أو عشرات وربما مئات الألآف)!! وولكنه يحصل على ملايين الأصوات في الإنتخابات!! تلك الملايين من الأصوات ليست إلا أصوات ملايين الأنصار والمستقلين المؤيدين لشعاراته وسلوك وأخلاق قادته وقد يفشل الحزب كثير الإعضاء بسبب عدم واقعية شعاراته وسوء أخلاق وتصرفات أعضائه وقادته . إن المستقلين الذين يمثلهم رجل الشارع هم الذين يرجحون كفة هذا الحزب أو ذاك بناءا على مبدأين أساسين أولها واقعية وشعبية برنامج الحزب وثانيهما نزاهة وإستقامة مسؤولي الحزب وأعضائه وماضيهم النظيف الأمر الذي يكسبون به ثقة الجماهير بهم وبشعارتهم كما ذكرنا أعلاه وكلما بالغ الحزب بضخامة وعظمة شعاراته التي تكون أكثر من طاقته وإمكانيته يُفهم منه أنه يغش الناخبين فيتجنبونه .كما كانت الأحزاب القومية والبعثية في الخمسينيات تتعهد في برامجها بتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية وأن أولى أولياتها القضية المركزية!!! وهي أي هذه الأحزاب واثقة ومتأكدة أنها لم ولن تتمكن من ذلك لا هي ولا إذا إجتمع الإنس والجن !!!! ولهذا نفرت عنها الجماهير فلجاءت تلك الأحزاب الى العنف والإغتيالات والإنقلابات ولا زالت تمارس نفس السلوك ولكن تحت أسماء أخرى ولكن لماذا يرفعون هذه الشعارات تحرير فلسطين والوحدة العربية ! بعيدة أو مستحيلة التحقيق ذلك ليس إلا لتبرر وجودها في الحكم حتى تحقق شعاراتها أي تبقى في الحكم الى ما لا نهاية!!! أما الأحزاب الوطنية تضمّن برامجها الشعارات الواقعية الملموسة والتي تمس حياة الشعب اليومية . و قيل أن المطبخ البريطاني هو الذي يتحكم في نتائج الإنتخابات البريطانية!! لأن أكثر المصوتين هم من النساء وعندما لا ترى المرأة في المسواق كل ما تحتاجه تحقد على الحزب الحاكم وتمتنع التصويت له وتصوت للحزب المعارض . وبراي إن الجماهير يجب ألا تكتف بالإحتجاجات والتظاهر بل الى تفعيل قراراتها كالإضرابات العامة والإعتصام لتفرض إرادتهاوإذا أصر ما يسمى ب" نواب الشعب " على القائمة المغلقة بمعنى إصرارهم على تزوير الإنتخابات مقدما وقبل البدء بهالأن عدم كشف أسماء المرشحين وحرمان الناخب من معرفة من ينتخب ومن يرفض يعتبر أبشع أنواع التزوير .بل يجب أن يطورها أي الشعب الى ثورة بيضاء كتعبير وإحتجاج لكل التصرفات والسلوك المشين الذي سلكه هؤلاء المنافقون والمتلاعبون بمصير وأموال ومستقبل هذا الشعب الذي طال ‘ستغلاله عقودا من الزمن وعلى كل ما جنت أيديهم خلال ستة سنوات من النهب والسلب والقتل والتهجير والتدمير . نعم لتكون هذه فرصة لإعطائهم درسا لا ينسوه!!!. فإرادة الشعب فوق إرادة الحكام والبرلمان وإعطاء ودرسا قاسيا لمن يصر على خداع الجماهير أكثر من مرة بالمرجعيات تارة أ والقومية والعروبة أخرى وبالمذهبية ثالثا أو العشائرية والقبلية والمناطقية رابعا وخامسا وسادسا!. وإيقاف المخادعون الدجالون من تكرار خداع الجماهير الذين وجدوا أ نفسهم أنهم إمتلكوا العراق ومن ثم يبيعونه بأبخس الأثمان ويهربون حيث عوائهم في دول الجوار أو البعيدة تنتظرهم!!!! وليقولوا الى هنا وكفى !!!! ================ وبهذا تكون الخطوة الأولى لتفعيل دور الجماهير بفرض إرادتها على القادة الإنتهازيين الذين حشروا كثيرا من الأميين والجهلة والممراوغين وأعوانهم وأزلامهم في قوائم مغلقة وكأنهم يلعبون لعبة ( سي ورق ) المشهورة . التي وإن كانوا حقا كذلك فإمكانكم إفشال أو إيقاف دعاة القائمة المغلقة ليتراجعواى عن قرارهم ليس بالخطب والكلمات وبيان الأحسن والأسوأ بل بإجراء عملي وذلك أن يقرر الكلي إنتخاب القوائم المفتوحة ترك أو إهمال القوائم المغلقة وعدم التصويت لها ويكون عملكم هذا كضربة المعلم ودرسا قاسيا لأولئك الذين غشوا الشعب بالإتيان بأناس لا هم ولا غم لهم إلا جمع المال الحرام وتثبيت "حقوقهم" إن القيام بهذا العمل الجديد والجبار سيكون أول تفعيل لدور الجماهير بفرض إرادتهم على القادة المزيفين وتخرج هذه الجماهير من شبه الطاعة العمياء أو التسيير من قبل أولئك الملالي . إن النظام الذي يدعون أنه ديمقراطي يعطيكم سلاحا ماضيا فلماذا لا تستخدمونه ؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |