|
التنقيب عن النفط في إسرائيل في ضوء نصوص التوراة
د.جعفر هادي حسن arabiclanguagecentre@hotmail.co.uk من المعروف أن اسرائيل من الدول المستوردة للنفط مع أنها بدأت بالحفر والتنقيب منذ الخمسينات وحفرت أكثر من أربعمئة بئرولم تعثر طيلة هذه الفترة إلا على عشرين مليون برميل من النفط .أما بالنسبة إلى الغاز فستصبح إسرائيل مكتفية منه كما تقول التقارير بعد أن اكتشف الغازفي البحر في هذه السنة بكميات هائلة في حقل تامار رقم واحد على بعد 90 كيلومترا من حيفا. وأن هذه الكمية ستكفي إسرائيل لعشرين سنة قادمة .وإلى جانب التنقيب الذي تقوم به إسرائيل نفسها فإن شركات مستقلة أغلبها يملكها مسيحيون صهيونيون من الولايات المتحدة الأمريكية قامت وتقوم بالبحث عن النفط والتنقيب عنه فيها طبقا لتأويلات بعض نصوص التوراة . وفي الوقت الحاضر تقوم شركة جون براون التي أسماها"شركة صهيون للنفط والغاز" بعمليات التنقيب. وجون براون هو ليس أول هؤلاء وربما لايكون آخرهم.إذ أن عمليات التنقيب لهؤلاء كانت قد بدأت في الستينات من القرن الماضي حيث وجدوا في نصوص التوراة ما اعتقدوا أنه إشارة إلى وجود النفط فيها .ومن هذه النصوص التي يستدلون بها النص الذي ورد في سفر اشعيا32/13والذي جاء فيه" يركبه على مرتفعات الأرض فيطعمه من غلات الحقول ويرضعه من الصخر عسلا ومن صوان الجلمود زيتا" وهم يفسرون الكلمة العبرية"شمن" التي تعني (دهن،شحم،زيت) بكلمة نفط ،ويستدلون كذلك بماورد في السفرنفسه 45/3 "وأعطيك كنوز الظلمة ودفائن المخابئ لتعلم أني أنا الرب إله إسرائيل الذي دعاك باسمك" .وقالوا إن هذا الإصحاح يتحدث عن الملك الفارسي قورش وهو غير يهودي وأنهم غير يهود فهو ينطبق عليهم. كما يستدلون كذلك ببركة يعقوب ووصيته لإبنه يوسف في سفر التكوين 49/25-26 حيث جاء فيها "من إله أبيك فليعنك ومن القدير فليباركك ببركات السماء من الأعلى وبركات الغمر الرابض من الأسفل"ويفسرون الغمر الرابض هنا بالنفط. وكذلك مباركة آشر في تثنية الإشتراع 33/24 "ليكن آشر مباركا بين البنين ومفضلا بين اخوته وفي الزيت يغمر رجله" وهم هنا يفسرون الزيت بالنفط أيضا إلى غير ذلك من نصوص. . وكان من اوائل هؤلاء الذين نقبوا عن النفط في ضوء نصوص التوراة ويزلي هانكوك من أثرياء كليفورنيا الذي ادعى أنه رأى عيسى في حلم وأخبره بأنه سيجد النفط في إسرائيل .وصدق الرجل حلمه حتى أنه انفق كل ماعنده على حفر بئرين في ستينات القرن الماضي ولكنهما كانا خاليين من النفط. وكان من هؤلاء جلمان هيل الذي أنفق ثمانية ملايين دولار على عمليات التنقيب في منطقة كرمئل في سبعينات القرن الماضي ولكنه لم يجد شيئا.وقام أندي سورلي(الإبن) بالبحث عن النفط على ساحل المتوسط في الثمانينات وأنفق أيضا ملايين الدولارات التي جمعها من رواد الكنيسة على عمليات التنقيب في أكثر من مكان وحفر إلى عمق وصل إلى أكثر من واحد وعشرين الف قدم. وعثر على آثار للنفط وفي حينها أعلن المسيحي الصهيوني المعروف بات روبرتسون أن سورلي كان على وشك أن يكتشف أكبر حقل نفط في التاريخ "والذي سيكون ثورة في تحقيق نبوءات الكتاب المقدس" ولكنه أيضا فشل في العثور على النفط.بينما قضى لايل هارون مايقرب من عشر سنوات يبحث عن النفط في نتانيا دون أن يحقق شيئاً. وكان من هؤلاء برنارد كوفندفر وهو رجل اعمال من فرجينيا وهو اعتمد على النصوص التوراتية في اكتشاف النفط ولكنه توفي ولم يعثر على شيئ. وكان من أشهر هؤلاء هيرولد هيسيد ستيفن (وعرف بالاسم هيسيد).وهو مسيحي صهيوني متشدد.وكان هيسيد قد أسس شركة مهمة في التسعينات من القرن الماضي اسماها "نس" (وهي كلمة عبرية تعني معجزة) واشترى فيها الكثير من المسيحيين الصهيونيين أسهما وصل مجموعها إلى عشرة ملايين دولارا.وكان قد قابل بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين شجعوه على التنقيب والبحث عن النفط. وهوقد جند بعض رجال الدين المسيحيين للدعاية لمشروعه وتشجيع الناس للمساهمة فيه. وكان أحد هؤلاء قد أعلن إن هيسيد لاتفصله عن العثور عن النفط إلا ستون يوما إن هو حصل على المال الكافي..وإذا ما ظهر النفط فإن السبع عشرة نبوءة ستتحقق وأن الرجل الذي سيحققها هو هيسيد"(يعتقد هؤلاء إن هناك سبع عشرة نبوءة في التوراة أشارت إلى وجود النفط في إسرائيل) ولم يترك هيسيد فرصة إلا وتحدث فيها عن وجود النفط في اسرائيل طبقا للتوراة . وكان يضع حزاما عليه نجمة داوود وفيها صورة معدات لاستخراج النفط .وكان يؤكد على وجود السبع عشرة إشارة في التوراة لوجود النفط. وهو اعتقد أن النفط يوجد الجنوب الغربي من البحر الميت. وقال في عام 1999 إن الرب هو الذي خطط مشروعه كما أعلن في حينها أن جزءا من عائدات النفط ستصرف على بناء الهيكل اليهودي وقال في عام 2002 إن الخبراء في اسرائيل وفي العالم قد درسوا خططه وموقع التنقيب لاستخراج النفط وأخبروه أنه يوجد مايقرب من 18 بليون إلى 50 بليون برميل من النفط مخبوءة في طبقات الأرض تصل قيمتها إلى ترليون دولار. وكان هيسيد قد ذهب إلى إسرائيل أكثر من ستين مرة من أجل مشروعه ولكن المشروع انتهى بوفاته فجأة عام 2003. وجون براون يقوم بالتنقيب منذ بضع سنين وهو المؤمنين بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس .وما أن أصبح براون مؤمنا بافكار المسيحية الصهيونية حتى أخذ يدرس اليهودية وتقاليدها .وقد ترك عمله حيث كان مديرا لشركة كبيرة براتب كبير وقرر أن يبحث عن النفط في إسرائيل لمساعدتها كما يقول وأسس شركته التي ذكرناها وهو يقول إن الرب دعاه وكلمه وأنه هو الأجنبي الذي جاء عنه في سفر الملوك بأنه الذي سيُرسل ويحصن اسرائيل في آخر الأيام . وقال "انه على الرغم من أن الكثير من المسيحيين يعتقدون أن ما أقوم به هو عمل أحمق ولكن هؤلاء لايفهمون معنى الدعوة من الله" وقال "أنا أعرف في دخيلة نفسي ماذا سأعمل واعلم أن الرب هو الذي وضعني في صناعة النفط...إذهو قد وضع خزائن مخفية في العمق في أرض إسرائيل". وهو أخذ يدرس مناطق القبائل الأثنتي عشرة التي سكنتها طبقا لما ذكر الكتاب المقدس وركز على منطقة معينة بين حيفا ونتانيا اسمها "معنيت"واطلق على البئر الذي يحفره الآن اسم معنيت –رحبوت حيث يعتقد انه سيجد النفط فيها. ويقول براون "إنه يهتدي إلى المكان الذي يبحث فيه عن النفط بالكتاب المقدس ونصوص". وقدوظف لهذا الغرض مجموعة من المهندسين والجيولوجيين وعين إسرائيليا أرثودكسيا رئيسا لعمليات الشركة وقد اشترى الكثير من المسيحيين الصهيونيين اسهما في شركته وقد وصل الإستثمار فيها إلى تسعة ملايين.ولأن معداته ليست قادرة على الحفر إلى العمق الذي يريده فقد اتفق مع شركة تركية اسمها علاء الدين- الشرق الأوسط التي تملك معدات أكثر تطورا في الحفرولها تجارب ناجحة فيه كي تقوم بالحفر وقد وصلت المعدات مع مجموعة من التقنيين الأتراك قبل فترةقصيرة. ويعتقد براون بأنه سيعثر على النفط عند الوصول إلى العمق المطلوب. وهو يذهب بين فترة وأخرى إلى الحائط الغربي ويضع يده عليه ويصلي من أجل ظهور النفط. ويقول "إنني لم أكن تاجر نفط ولكنني أعرف أن اسرائيل تحتاج إلى النفط وإنه لقدري أن آتي إلى إسرائيل وأقوم بمساعدتها لاستخراج النفط والغاز لتكون مستقلة سياسيا واقتصاديا وتتمكن من إرجاع أرضها إذ أنها تحتاج إلى هذا النفط .وقد خصصت رأس مالي من أجل ذلك وإنني في يوم من الأيام سأجد النفط لامحالة من خلال عقيدتي باسرائيل إذ أنني أؤمن بكل مايقول الكتاب المقدس"..وكان هال لندسي المسيحي الصهيوني المعروف قد قال في عام 2007 إن شركة صهيون للنفط والغاز هي على وشك اكتشاف النفط قريبا وذلك علامة على أن ظهور المسيح عيسى قد قرب وأن النفط في إسرائيل سيكون منافسا لنفط المملكة العربية السعودية" .ويقول رئيس فريق العمل "إن عندي أملا كبيرا في أن نعثر على كميات تكون قابلة للتصدير فالنفط موجود على يميننا وعلى يسارنا فلماذا يكون هذا المكان وحده خاليا منه.و إن اكتشاف الغازفي البحر شجعنا كثيرا وغير نظرة الآخرين حول التنقيب في إسرائيل". ويقول براون في وقت قريب جدا ستكتشف شركة صهيون النفط والغاز الذي قال عنه الكتاب المقدس هو في باطن أرض إسرائيل وحينها سيكون دعائي قد استجيب
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |