|
حول تناقضات بيان الصباح!!!
محمد حبيب غالي يبدو ان موظفي جريدة الصباح واقصد المساهمين في كتابة بيانهم الاخير (حول اخراج المشعل من رئاسة تحريرها) لا يدركون انهم مؤسسة حكومية حالها حال اي مؤسسة اخرى تعنى بامور الحكومة والدولة العراقية الا ان واجباتها مختلفة بحسب طبيعة عملها وتخضع لقرارات الحكومة العراقية وتطبقها بدون ادنى اعتراض او تذمر . بعد اخراج المشعل من الصباح سمعنا الكثير من الاصوات الداعية الى اعلان الاسباب التي ادت الى اقالة المشعل من الجريدة وكانها ليست جريدة رسمية ولو صح التعبير تعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة، اي كانها قناة فضائية معادية عودتنا على التطبيل ضد قرارات الحكومة ومهاجمتها والتقليل من شأنها . لقد تضمن البيان مجموعة من التناقضات لعل ابرزها هو الكلام عن الحرية والديمقراطية وان هذا القرار عبارة عن خرق لهذه المبادئ (الحرية والديمقراطية) ... اي ديمقراطية يتكلمون عنها؟ .. اين الحرية والرأي الاخر في نشر المواضيع في جريدة الصباح ؟ ... اين الديمقراطية في اظهار اخبار الجهات الاخرى؟ ... فهناك جهات من الحكومة نفسها تشكي من عدم نشر الاخبار والنشاطات المتعلقة بها في جريدة الصباح، فهذه الامور كلها تدل على انها مؤسسة حكومية تعنى وكما قلت بنشاطات الحكومة فقط لا غير وليس هناك اي باحة تعنى بالرأي الاخر فحتى المقالات يتم اختيارها طبقا لما يرد فيها من مدح للحكومة . هناك تناقض اخر استنبطته من بيان الصباح وهو سهل ويستطيع اي شخص كشفه، وهو المقدمة الذي بدأ بها البيان والتي تقول ( لا يخفى ان الحريّة هي الثمرة الوحيدة التي ظفرنا بها من تغيير النظام البائد )، حيث اول مرة اكتشف اننا لم نظفر بشيء بعد تغير النظام الا بثمرة الحرية حسب قولهم، حيث لو قرأت جريدة الصباح وفي اي عدد منها تجد انها تتحدث دائما عن انجازات الحكومة في كافة المجالات !!!! ... ما هذا التناقض الذي يكمن في طيات هذا البيان واين الحقيقة من حيث الوضع في العراق ؟ ... هل في الجريدة وصفحتها الاولى ام في هذا البيان ومقدمته ؟ . ثم يتناول البيان تناقض اخر والمتجسد في هذا المقطع (ولا يخفى أيضاً ان لا حرية بدون حرية الإعلام) فكيف لا يوجد حرية للاعلام الان في ظل اصدار مثل هكذا بيانات يا اخواني وزملائي في الصباح ؟ .. وفي ظل نشر الكثير والكثير من المقالات والتي وكما نقول (ما يلبس عليها ثـوب )، والشطر الاخر يقول (كانت الأسرة الصحفية (باعتبارها كاشفة للحقيقة) هدفاً سهلاً للإرهابيين، وعرضة للتنكيل من قبل حمايات المسؤولين كذلك)!!! حيث انني استغرب من التطرق الى مثل هكذا مواضيع والتنكيل من قبل حمايات المسؤولين!! اي مسؤولين يتحدث عنهم البيان هل هم مسؤولو الحكومة العراقية التي تكون الجريدة جزءا منها ؟ ... ام غير هؤلاء كأن يكون من المسؤولين الامريكيين مثلا ؟ . شطر اخر يقول (لكنّ الجهات الحكومية تفاجؤنا كلّ مرة بأنها لا تقيم وزناً لحريّة الإعلام ولا يهمها احترام آليات العمل المؤسساتي ولا تتحرّى الشفافية، تلك المفردة التي صدّعوا بها رؤوسنا طوال ستّ سنوات مريرة) ... لا اعرف ماالذي يقصدونه بهذا المقطع والذي قرأته بشكل طولي وعرضي ولم اتوصل الى معناه، لانه من الصعوبة ان يكون قصدهم هو مجلس الوزراء الذي ينتمون اليه عن طريق شبكة الاعلام العراقي كونهم احد مؤسساته !! ... اذن ماهو قصدهم ؟ ... ثم انهم يتهمون الجهات الحكومية بالابتعاد عن الشفافية وعدم احترام اليات العمل المؤسساتي !!! هل ان الحكومة عندما كلفت المشعل برئاسة التحرير قد كانت تعمل بشفافية؟ ... وهل اخراج اسماعيل زاير وجمعة الحلفي ومحمد عبد الجبار الشبوط والمجيء بالمشعل هو احترام للعمل المؤسساتي؟ . تناقض اخر يقول (( فأن يقال رئيس تحرير صحيفة (هي جريدة الدولة والأوسع انتشاراً في البلد) يمكن أن يفهم باعتباره إجراء وظيفياً لا يثير الريبة، لولا ما رافق ذلك الإجراء من تكتّم على أسباب القرار)!! اذا الاخوة هنا على علم انهم جزء من المؤسسات الحكومية التي تخضع للاجراءات الوظيفية من قبل الحكومة، الا انهم معترضون على عدم اعلان الاسباب، وانا اتعجب في الواقع من هذا الكلام كوني بعيد عن هذه الجريدة واعرف ربما السبب الظاهري وراء اقالة المشعل, فلو اتصلوا بهيئة الامناء في شبكة الاعلام العراقي لعرفوا سبب اقالة المشعل حيث يتلخص ذلك بعدم قناعة الامناء بأدارة المشعل للجريدة التي وصفتها بانها ميّالة للتمرد والنزعة الاستقلالية، حتى لو لم يكن هذا السبب حقيقي الا انهم مخطئون بشكل كبير عندما يدعون عدم علمهم باسباب الاقالة . اما اخر جزء من البيان والذي يقول (نطالب الحكومة العراقية، وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء الموقر، أن يكشف لنا الأسباب الحقيقية لإقالة الزميل فلاح المشعل، وأن يعاد له الإعتبار بوصفه أحد الإعلاميين الذين تركوا أثراً واضحاً في رسم ملامح الإعلام العراقيّ، وأن يُعتَرَف بدوره في صنع فضاء الحريّة في (الصباح)، تلك الحرية التي بتنا نخشى عليها خشيتنا من دموية الإرهابيين ومن مزاج المسؤولين وقراراتهم الإرتجالية), برأيي هنا ان الافضل ترك هذا الجزء للجهات الرسمية للرد عليه، لان فيها طلبات وتهديدات وتهجم ايضا, وربما يشن اصحاب البيان بعض الهجمات الاعلامية في حال عدم اعلان اسباب اقالة المشعل . اخيراً احب ان انصح موظفي الصباح ان يبتعدوا عن هذه الافعال وان يؤدوا عملهم دون التطرق الى الامور السياسية والبحث عن الاسباب والمسببات وان يعتبروا انفسهم كأي مؤسسة حكومية تعرض رئيسها الى التغيير من قبل السلطات العليا وان يزاولوا عملهم بصفتهم اعلاميين حكوميين تابعيين للحكومة ليس الا، فلو كانوا مؤسسة اعلامية اخرى وغير تابعة للحكومة وحصل لهم مثل هذا الاجراء لاصبح الامر مختلف لكان اجراء الحكومة فعلا ضد الحرية والديمقراطية، اما موضوع المشعل واقالته فاعتقد انه جزء من الحكومة ويجب ان يخضع لقوانينها وقراراتها .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |