مراكز صنع القرارات والسياسات الأمريكية

 

العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

burhanb45@yahoo.com

الولايات المتحدة الأمريكية بنظر الامبريالية ليست أكثر من شركة لها يتحكم بسياساتها وبقرارها مجلس إدارة.

ومجلس الإدارة هذا يضم كبار ملاك الشركات النفطية وشركات الصناعة والمؤسسات المصرفية والتجارية والإعلامية وشركات المرتزقة وشركات متعددة الجنسية, وبعض الشواذ المميزون من رموز الفن والفكر والرياضة والثقافة والمجتمع والعسكر. وهو بمثابة الحكومة الفعلية والخفية لهذه الدولة العظمى.ويتبع لهذه الحكومة الفعلية إدارة شكلية أشبه بدائرة علاقات عامة, ومؤسسات علمية ومراكز أبحاث ودراسات إستراتيجية وتكتيكية, وبعض المعاهد والجامعات.والقسم الضئيل منه تشرف وتنفق عليه بعض مؤسسات الإدارة الأمريكية أو الجمعيات الأهلية,أما القسم الأكبر فيتبع للشركات والمؤسسات الصناعية,وهم من يشرفون عليها ويقدمون له الدعم والمساعدة,وهم من يقومون باختيار طاقمه, ويحددون أطر تأهيله.وهذه المراكز مصدر هام للمعلومات والمشورة وأشبه بسماسرة أفكار وسياسة واقتصاد وفن وإعلام وتجار حروب وصراعات دامية. وتنحصر مهامها في: مساعدة الإدارة الفعلية في وضع السياسات وصياغة القرارات. وتحسين وتجميل الوجه القبيح للامبريالية والإدارتين الأمريكية والإسرائيلية وسياساتهم الظالمة والعدوانية والإرهابية. وتبرير ما تنتهجه الإدارة الشكلية من أساليب الكذب والنفاق والمراوغة لخداع الشعب الأمريكي وشعوب العالم. أما الإدارة الشكلية فهي الرئيس الأمريكي والكونغرس بمجلسيه والذي يتم إظهارهم للملأ بعمليات انتخابية لا يقوى على خوضها لحجم تكاليفها سوى شخصيات مدعومة من الشركات والمؤسسات الصناعية والتجارية والمالية .مع وزراء يتم اختيارهم بطرق مسرحية.وهذه الإدارة الشكلية مهمتها تنفيذ أوامر وتعليمات الإدارة الفعلية بأسلوب الهدف يبرر الوسيلة, وتحمل تبعات الفشل لتكون بعض رموزها هم الضحية. فمثلاً حين قررت الإدارة الفعلية السيطرة على نفط العراق, فلجأت إدارة جورج بوش لغزو واحتلال للعراق بذريعة وجود أسلحة دمار عراقية, وحين لم تجد مثل هذه الأسلحة بدلت الذريعة لتكون اتهام النظام العراق بجريمتي المقابر الجماعية والارتباط مع تنظيم القاعدة وكونه نظام طائفي يضطهد الطوائف والقوميات. وحين ثبت بطلان هذه التهم, تذرعت بنشر الحرية والديمقراطية في العراق. أي أن الإدارة الشكلية مهمتها الدجل والكذب والنفاق والخداع والمراوغة والتضليل بعملية إخراج لإنتاج أهداف ومتطلبات الإدارة الفعلية.

ولكل من هذه الشركات أو المؤسسات الصناعية والمالية والمصرفية وسائط إعلامها الخاصة من محطات التلفزة أو الإذاعة أو الصحف والمطبوعات والمراسلون (وكان مايكل كولن باول أبن وزير الخارجية السابق باول يديرها في زمن إدارة بوش باعتباره رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية والتي تقوم بمهام وزارة الإعلام) ليتمكنوا من خلالها بمخاطبة كل شريحة من شرائح المجتمع بواسطة إعلام خاصة بتسميات مختلفة تراعي الجنس والعمر والمهنة وطبيعة المجتمع ونوع الاهتمامات,فهناك وسائط إعلام للشباب(كإذاعة مونت كارلو) وأخرى للكهول (كإذاعة لندن) وأخرى للنساء أو المراهقين أو الأطفال وأخرى مشتركة (كإذاعة صوت أمريكا وفضائية الحرة) وأخريات للفن الهابط موسيقى وأداء, أو للجنس والرذيلة والعهر أو لعرض أفلام الجريمة والرذيلة أو للطبخ والشعوذة والأزياء وكسب الأصدقاء والملايين من الدولارات. وتوفر هذه الوسائط لهذه المراكز والمؤسسات منابر إعلامية للحوار ونشر الأفكار للتأثير على العقول, وتعميم النموذج الأمريكي في كل مجال. وهذا الحشد من المؤسسات والمراكز مهمته استيعاب شرائح من بعض من رجال السياسة والاقتصاد والعلم والفكر والدين والفن والصحافة والإعلام ورجال الأعمال باعتبارهم سطح المجتمع المؤثر. والتأثير عليهم وترويضهم لخدمة مصالحها الاستعمارية.وحتى أنها في كثير من الحالات تتسول بهذه الشخصيات ولاءات شعوبهم, وتجيش العواطف البريئة لخدمة المصالح الاستعمارية والصهيونية, بحيث يكونوا بمثابة اللسان الناطق نيابة عنها. والإدارة الأمريكية تنظم لمن استطاعت التأثير عليهم دورات تدريب في بعض الدول وبدون أن يعرفوا بعضهم بعضا.ثم تنتج منهم تيارات ملونة أو إصلاحية أو نيو ليبرالية(ليبراليين جدد). و تنحصر مهامهم بتثبيت وترديد ما تردده وتطلبه وتسعى إليه الإدارة الأميركية. والعمل على جعل كلام رموزها منزلاً لا يقبل الجدل أو الخطأ في عقليات شعوبهم من خلال المقالات والندوات والدراسات واللقاءات والتصريحات والمحاضرات التي يروجونها, ليبقى المواطن في حيرة من أمره تجاه دينه ومعتقده وموروثه وقوميته وبيئته وأصوله, بهدف زعزعة ثقته بوطنه وقيادته ومعتقده, والتلاعب بحسه الوطني والأخلاقي كي يتحول إلى حس منهك أو ضعيف. بحيث يبقى مترنحاً في حياته, وجاهلاً عما يدور من حوله. والعمل على صب الزيت على الصراعات المذهبية والطائفية والأثينية الخابية, والترويج للفكر الاستهلاكي والجنس والرذيلة والفن الهابط لحناً وأداءً وموسيقى, والثقافة الهجينة, وطمس الحقائق أو تشويهها وتغييبها. والدفع بالجماهير لإشباع الغرائز والشهوات, أو الانهماك طيلة الوقت بتحصيل لقمة الخبز, أو إضاعة الوقت في الترف الاستهلاكي وأسواق البورصات بدل الاهتمام بالقضايا الوطنية والدينية والأخلاقية. ونشر الفساد والرذيلة للحد من خطر القيم السامية للأديان السماوية والقيم الأخلاقية والتي تدعو لمكارم الأخلاق والمحبة والفضيلة لما تمثله من خطر على الامبريالية والنظام الرأسمالي والصهيونية وقوى الاستعمار. كي تبقى الإدارة الشكلية طليقة اليدين بتنفيذ السياسات الاستعمارية والصهيونية بعيدا عن أعين الناس, ليتسنى لها تمرير المشاريع الاستعمارية بيسر وسلاسة.

باختصار شديد يمكن القول بأن الحكومة الأمريكية الفعلية والتي تعمل بصورة خفية,هي من تحرك الرئيس ووزرائه عن بعد,وبجهاز أشبه بجهاز التحكم الآلي .وهي تتخذ قراراتها على ضوء ما تصدره مراكز الدراسات والأبحاث الممولة من قبلها والتي تعنى بالفكر الاستراتيجي الأميركي,وتضم نخبة فاشية يمينية متصهيٍنة, والكثير منها صهاينة والتي يطلق عليها دبابات الفكر ( Think Tanks ).وهي من تختار المرشحين للرئاسة والوزراء وباقي مفاصل القرار الأميركي من أسر أرستقراطية واقتصادية واجتماعية تاريخها مشوب بالغموض والمحسوبية والقبلية والعشائرية ممن لها ارتباطات مع شركات النفط والمجمع الصناعي الأمريكي وحي المال ( وول ستريت)والمخابرات المركزية وبعض الجامعات الأمريكية الموجهة لهذا الغرض. فمثلاً خريجي جامعات كمبريدج وأكسفورد وساندهيرست في بريطانيا يسيطرون على مقاليد الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية البريطانية.وهي من تعد الدراسات والخطط والسياسات وتحدد الأعداء وتقدمها للحكومة الخفية لتختار منها ما يناسب مصالحها,وتجبر الإدارة المنتخبة والشكلية على العمل على تنفيذها بحذافيرها. ومثال على هذه المراكز:

1. مؤسسة راند( راندوم): نشأت عام 1948م مهمتها تحليل السياسات الدفاعية والخارجية. وميزانيتها تزيد عن/100/ مليون دولار سنويا وهي من نفذت العملية الاستعراضية لمسرحية إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس. وهي من نظمت عروض عمليات النهب وتدمير المؤسسات العراقية بأزياء عراقية وكويتية وعربية بهدف الإساءة للعراقيين والعرب وتصويرهم على أنهم رعاع ولصوص.

2. مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: تأسس 1921م وهو أهم المراكز البحثية. يتولى رسم خريطة السياسة الخارجية. تشارك في رئاسته مادلين أولبرايت . وقدم تقريرا لإدارة بوش أنتقد فيه الضغط الأمريكي على الحكام العرب بهدف الإسراع بعملية الإصلاح والدمقرطة, لان ذلك سيؤدي إلى وصول إسلاميين إلى الحكم , واحتمال استيلاء قوى معادية للولايات المتحدة الأمريكية على مقاليد الأمور في بعض الدول في حال حصول إصلاح سياسي شامل .مما يعني تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية وأمن إسرائيل واستمرار تدفق النفط من دول الخليج. منبهاً إدارة بوش أن الوصول إلى قيم الديمقراطية في المجتمع الأمريكي أستغرق مئة عام. ولا مانع من أن يستغرق الإصلاح العربي وغيره مثل هذا الوقت. وأن عليهم النظر للإصلاح على المدى الطويل وليس على المدى القصير. حيث لا يمكن فرض الديمقراطية من الخارج بهذا الأسلوب المفاجئ, لأنه نتاج ممارسات تراكمية.

3. مؤسسة كارينجي للسلام العالمي: أسسها بارون الحديد أندروا كارينجي عام 1910م,وتضم دور نشر ومراكز أبحاث وهدفها التأثير على الشعوب لفرض قيم المجتمع الأمريكي وضمان تحقيق نبؤة التوراة وتحقيق حلم الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل التوراتية.

4. معهد المشروع الأمريكي لبحوث السياسات: تأسس عام 1943م ويعد أهم مراكز الفكر اليميني, والوكر الرئيسي لعتاة المحافظين الجدد والصقور المجرمين.

5. المركز الأمريكي لنشر الديمقراطية في العالم الثالث: وهو منظمة أهلية. وهو المركز الوحيد الذي يتلقى دعم غير محدود من الإدارة الأمريكية وتشرف عليه وزارة الخارجية وال CIA.

6. اتحاد الكتاب الأمريكي: يرأسه سلمان رشدي المعروف بكتابه آيات شيطانية, والذي هدف من خلال نشره الإساءة للإسلام والعرب والمسلمين.

7. المجلس الأمريكي لتحرير لبنان:أسسه المحامي اللبناني زياد عبد النور عضو الكونغرس والعربي الوحيد من بين من صقور الإدارة الأمريكية. ويصدر المجلس بالتعاون مع مجموعة أمريكية من أصول لبنانية نشرة شهرية بعنوان استخبارات الشرق الأوسط تعادي سوريا وفصائل المقاومة والمناهضين للسياسة الأمريكية.ولا يخفي رغبته باغتيال الإمام حسن نصر الله لأنه اضر بإسرائيل والمصالح الأمريكية.

8. معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (تينك تانك): أسسته منظمة إيباك (المعروفة باللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة والتي تأسست عام 1951م) وذلك عام 1985 م. ويصدر تقرير الشرق الأدنى كل /15/ يوم, ومهمته منع الدول العربية والإسلامية من امتلاك السلاح النووي, ودعم إسرائيل وتأمينها, وتحضير جيل جديد يمسك بناصية الإدارة الأمريكية, وتوعية الكونغرس بأهمية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وتدعي إيباك بأن دورها محصور بتقديم المعلومات لصناع القرار الأمريكي. وهي أقوى الجماعات الخمس الضاغطة في واشنطن واكبر مراكز النفوذ.

9. مركز مجلس المصلحة القومية: أسسه العضو السابق بمجلس النواب الأمريكي بول فندلي عام 1989م بهدف مجابهة إيباك وتغيير مسار السياسة الأمريكية.

10. منتدى الشرق الأوسط: أسسه الصقر دانيال بابيس والذي يمقت العرب والمسلمين والملونين بمن فيهم كولن باول وكونداليزا رايس.

11. اللجنة الأمريكية من أجل لبنان حر: شكلت اللجنة استجابة لرغبة المحافظين الجدد على شاكلة المؤتمر الوطني العراقي الذي أسسه أحمد الجلبي.ولا يقتصر دورها على ضمان الانسحاب السوري من لبنان, وإنما إلى إحداث تغيير داخل سوريا ولو بالقوة العسكرية. ولها علاقات وطيدة وتنسيق تام مع منتدى الشرق الأوسط, حيث شكلا مجموعة عمل أحد أعضائها ديفيد فورزنر الموظف بمكتب ديك تشيني وأحد أنصار نتنياهوا. وهم يعتبرون أن مصلحة أميركا تكمن في استخدام لبنان كوسيلة للضغط على سوريا لإجبارها على القبول بالاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان.

12. الائتلاف السوري الديمقراطي: أسسته الإدارة الأمريكية ضمن مشروع سمي الإصلاحات الحزبية في سوريا وعقد مؤتمره في بروكسل (18ـ19/1/2004م).

13. معهد هوفر للحرب والسلام: تأسس عام 1919م.ومعهد البحوث الحكومية تأسس عام 1916م. ومعهد بروكينجز تأسس عام 1927م.ومعهد هدسون تأسس عام 1961م.ومعهد كارتر .ومعهد نيكسون للحرب والسلام في واشنطن .و معهد جيمس بيكر. وربما يشكل معهد تشيني.

وتنتشر هذه المراكز كالفطر وتتعامل مع القضايا ذات الطبيعة العسكرية والإستخباراتية لمساعدة الجيش الأمريكي في مواجهة التحديات كقضايا الإرهاب والأمن القومي والمصالح الاقتصادية والاجتماعية والنفطية, لضمان السيطرة الفكر والثقافة والفن الأميركي لتعميم المظهر الأمريكي. وهي تعتبرأن برامج الانتخابات يجب أن يتمحور حول من سيكون أكثر فعالية لهذه الإمبراطورية.وأن تحرير الأسواق هو الهدف وليس تحسين الظروف المعيشية للفرد, وان الحروب يجب أن تبتكر وتخترع من أجل ترويج الصناعة وتحقيق الأرباح الخيالية. وهي بذلك توفر لمجالس إدارة الشركات الاحتكارية والحكومتان الخفية والشكلية الفوائد التالية:

· إيجاد تفكير جديد في السياسة يتوافق مع السياسة الأمريكية والصهيونية.

· توفير خبراء وقادة للعمل في الحكومة والكونغرس والمؤسسات الرسمية والغير رسمية.

· إيجاد تفاهم مشترك لصانعي السياسة الأميركية حول مختلف الخيارات السياسية المطروحة.

· إيجاد فريق ثالث مهمته القيام بالوساطة بين فئات ومصالح أميركية متضادة عند اللزوم.

· صياغة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وتقديم النصح والإرشاد بخصوصها.

· إعداد نخب لكل دولة من دول العالم تفكك مناعة الشعوب الوطنية والأخلاقية والدينية والفكرية. وتكون بمثابة نواة لحكام جدد في بلدانها يأتمرون بأوامر الإدارة الأمريكية.

وصحيفة الديلي تلغراف البريطانية التي يمتلك الصقر ريتشارد بيرل (رجل الظلام) أسهما كبيرة فيها هي من تنشر تقارير كاذبة لتشويه سمعة النائب البريطاني جورج غالاوي. حتى أن النائب الجمهوري السابق كيفين فيليبس أصدر كتابا بعنوان (أسرة حاكمة أمريكية) كشف فيه العائلات الحاكمة في بلاده ,والأجيال الأربعة لعائلة بوش الذين بقوا على الدوام بالقرب من مراكز الحكم والقرار والقوة الاقتصادية والسياسة الأمريكية . حتى أنه اعتبر الإدارات الأمريكية أسوأ من حكم القبائل والعشائر والأسر الحاكمة والمستبدة في بعض الأقطار العربية. وربما لهذا السبب تدافع الإدارات الأمريكية عن بعض الدول الفاسدة والمستبدة وتشيد بها كقلاع للحرية والديمقراطية. ومنظمة مراسلون بلا حدود صنفت الولايات المتحدة الأمريكية في الدرجة /18/ بين الدول بعد كوستاريكا من حيث توفر الحرية الإعلامية. أما بعض الشركات الأمريكية فدورها يشوبه الغموض:

1. شركة دنيكورب (DynCorp) وشركة نورث الأمريكية : وقعا عقود لتأمين مرتزقة للعمل في العراق بما يزيد عن مليار دولار سنويا. والشركتان مسئولتان عن خدمات أمنية. وتأمين حماية قوافل الإمداد والتموين والوقود العسكرية والمدنية, وتفكيك العبوات الناسفة وحماية وحراسة الشخصيات الهامة والعملاء (يصرف سنويا لهذا الغرض 9 مليار دولار ) ورجال الأعمال والشركات الأجنبية وخطوط النفط وبعض المنشآت . وقد أعترف وزير التخطيط في حكومة أياد علاوي بأن نفقات الحماية تزيد عن /40% / من كلفة كل مشروع من مشاريع إعادة الإعمار والتأهيل مما يعثر إنجازه. وشركة دنيكورب مخولة بشراء الأسلحة وجوازات السفر لعناصرها,وإقامة شركات دعارة تضم فتيات كعبيد لممارسة الجنس بغية الترفيه عن الجنود والمرتزقة وبعض المسئولين. وهي من تشارك في إعادة تأهيل الشرطة العراقية وإدارة السجون العراقية بعقد مع الحكومة الأميركية. وهي من عالجت طول لسان احمد الجلبي حين راح يتطاول على أسياده الأمريكان بمداهمتها لبيته ومقرات حزبه.

2. شركة هاليبرتون: عمل فيها ديك تشيني وكرمته بإكرامية نهاية الخدمة بمبلغ /34/ مليون دولار, وله علاقات مريبة معها حاليا . مختصة في صناعة أنابيب النفط إضافة لصناعات مستورة وخفية وتملك أسطول جوي خاص فيه العديد من مختلف الطائرات المدنية والحربية , وقوات للرد السريع ووحدات استخبارات خاصة بها. أوكلت إليها بعقود مهام نقل القوات الأمريكية وتقديم الدعم اللوجستي لها, وتوريد مواد تموينها وخدمة إطعامها . وتشغيل البنية التحتية للبترول العراقي بعقد خيالي قيمته /2,5/ بليون دولار. وهي مشهورة بالغش والسرقات واللصوصية والفساد, وتتهرب من دفع ثمن المحروقات المستجرة من بعض الدول. ويمتلك أحمد الجلبي أسهما فيها. وتتبع لها شركة كيلوغ ــ براون وروت وهي شركة عسكرية متخصصة بنشاطات بناء القواعد والمنشآت العسكرية.

3. شركة الخدمات التنفيذية: مختصة بتقديم الضباط والجنود والفنين والخبراء لدعم المجهود الحربي.

4. شركة ميبري (MPRI): مختصة بتدريب الجيوش وتقديم المشورة والخبرة والنصح.

5. شركة كارلايل + مجموعة مادلين أولبرايت: يعتبر جيمس بيكر شريكا رئيسيا في الأولى, حيث يمتلك مع بوش الأب( الذي يعمل فيها مستشاراً) ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أسهما كبيرة فيها. وبوش الابن أوكل للشر كتان مهمة أطلق عليها المهمة النبيلة والتي تتلخص بإلغاء ديون العراق . وكلاهما تضغطا على الحكومة الكويتية لتوقيع عقد معها بمليار دولار مع حصة 5 % من قيمة مبلغ/27/ مليار دولار هي مجموع ديونها على العراق بهدف تحصيله من العراق.

6. شركة يونيكال: أكبر شركة نفط أمريكية ,يعمل فيها زلماي خليل زادة مع حميد قرضاي مستشارين إضافة للعديد من العملاء والمرتزقة,وحصدت عقود كثيرة في العراق وأفغانستان. ومازالت ارتباطاتها وامتداداتها في دول آسيا الوسطى ومع بعض العملاء العرب وغيرهم طي السرية والكتمان.

7. مجموعة بكتل: مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحزب الجمهوري , وتعمل كفريق واحد مع إدارات ريغان وبوش الأب والابن. وعمل وزير الدفاع السابق كاسبر واينبرغر مستشارا لها , ودبليو كينيث دايفيس نائبا لمديرها , وجورج شولتز وزير الخارجية السابق عضو مجلس مديريها. وأنجز معظم مشاريعها وعقودها دونالد رامسفيلد ومنها عقد مع نظام الرئيس صدام حسين بهدف بناء مصنع كيماوي في بغداد متعدد الأغراض. ومنحت حالياً عقود لإعادة إعمار العراق تفوق بليون دولار.وشركة بكتل مع كل من شركات دوبونت , وإيستمان كوداك, وجنرال إلكتريك , وهيوليت ياكارد, وأنترناشونال كومبيوتر سيستمز, ويونيسيس. حتى أن شركة جنرال إلكتريك التي تعلن عن نشاطها في مجال الكهرباء وتخفي نشاطها في مجال التسليح هي من تصنع وسائل تفجير القنابل النووية.

تواجه حالياً الحكومة الفعلية مشاكل وصعوبات جمة .لذا يجد المتابع للأحداث أن الرئيس والكونغرس بمجلسيه وهذه المراكز حائرون وضائعون مما جرى ويجري في العراق وأفغانستان, ومما أصاب الاقتصاد الأمريكي من انتكاسات وعمليات إفلاس. إضافة إلى تحول كثير من العملاء إلى عالة عليها نتيجة فسادهم وأنانياتهم بتحقيق مصالحهم الذاتية.حتى أن الرئيس باراك أوباما بات عاجز حتى بتنفيذ ما وعد فيه من إغلاق معسكر غوانتاناموا أو سحب قواته من العراق أو إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان. بحيث نسمع عزفاَ غير منسجم ومتعارض ومتضاد من الرئيس ووزير الدفاع وبعض الجنرالات. ناهيك أن عجز الإدارة الفعلية أنعكس سلباً على أداء إدارة الرئيس السابق بوش التي بقيت مترددة في كثير من المواضيع حتى انتهاء ولايتها, وفشلت فشلاً ذريعاً في تقديم الدعم والمساعدة للمنكوبين بفعل إعصار كاترينا .حيث كانت معالجتها لمثل هذا الوضع المأساوي يندى له الجبين, وأكثر تخلفا من معالجات الدول الفقيرة والمتخلفة لمثل هذه النكبات. كما أننا نشهد منذ أكثر من خمسة أعوام وحتى الآن حيرة وضياع وتردد الرئيس والكونغرس بمجلسيه فيما يجب أن يتم التصرف حياله بخصوص السرقات والتجاوزات التي جرت وتجري في العراق من قبل بعض الشركات الأمريكية ورموز النظام الحالي, وكذلك بما يخص تخصيص الأموال لدعم المجهود الحربي,أو التحقيق في المخالفات والتجاوزات. أو في إجراء تحقيق بكل ما جرى في العراق وأفغانستان.وربما هذا ما دفع بأحد أبرز الكتاب والمفكرين الأمريكيين في العصر الحديث السيد أثار غور فيدال والبالغ من العمر 83 عاماً ليطلق تحذيرا يقول فيه:آسف أسفاً شديداً لأنني أيدت أوباما في حملته الانتخابية بعدما كنت مؤيداً لمنافسته هيلاري كلينتون .. وأوباما كان أذكى شخص وصل إلى هذا المنصب منذ أمد طويل ولكنه عديم التجربة وغير قادر على فهم القضايا العسكرية وأنه يتصرف كما لو أن أفغانستان الوصفة السحرية إذا حلها فإنه سيحل مشاكل الإرهاب .. وينبغي على الولايات المتحدة الأميركية أن تترك أفغانستان .. وأننا فشلنا أيضاً في كل الجوانب الأخرى من مجهودنا للانتصار على الشرق الأوسط أو سمه ما شئت .. والحرب على الإرهاب مسرحية مرتبة وكانت مسألة علاقات عامة فقط,تماماً كأسلحة الدمار الشامل العراقية......وأنني أعيش الآن بين أمة من الكذابين .. وصحافتنا مشغولة الآن في تحضيرنا للحرب على إيران .. والرئيس باراك أوباما مشكلته أنه لا يكذب,ومثقف فوق العادة ولا ينتبه إلى مدى قلة وعي وجهل جمهوره,ولذلك يفشل في تأدية مهام منصبه على نحو خطير لأنه يصدق الجنرالات, وأنه مازال مصدقاً أن الحزب الجمهوري هو فعلاً حزب ,بينما هو في الواقع حالة ذهنية تماماً مثل الشبيبة الهتلرية, يقوم على أساس الكراهية ـ الكراهية على أساس ديني وعرقي .. والمحافظون ثلة فاشيين .. وأنه لا توجد في الولايات المتحدة طبقة مثقفة .. وأن هناك احتمالاً لاغتيال أوباما,فالأمر يحتاج لقاتل بمفرده يترصد له في الظلام في العاصمة....وأن الولايات المتحدة الأميركية تسير ببطء جنائزي لأنها ستأتي لنا ديكتاتورية عسكرية قريباً,لأن أحداً لن يقدر على ضبط الأمور .. . والرئيس بنيامين فرانكلين قال أن النظام سينهار بسبب فساد الناس وهذا الأمر حصل في عهد الرئيس جورج بوش .. وبوش كان يعرف أن الطريقة الوحيدة لكسب أي جنرال هي منحه نجمة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com