|
في ذكرى رحيله .. عائلة البصير تأبنه في احتفالية بنت الرافدين
نص الكلمة التي القاها الحاج هادي الشيخ محمد الشهيب في الحفل التكريمي الذي اقامته المنظمة بتاريخ 17/10/ 2009 لذكرى مرور 35 عاماً على رحيله بسم الله الرحمن الرحيم اخوتي الافاضل اساتذتي الكرام الحضور الاعزاء السيدات والسادة القائمين بهذة الندوة .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... انه لمن دواعي الفرح والبهجة ان تقام مثل هكذا ندوات ثقافية ادبية يبجل فيها ادباؤنا وعلمائنا وشعراؤنا لان الامم لم تتقدم وتصل الى ما وصلت اليه من الرقي والتقدم الا بفضل جهود العلماء والاساتذة والمفكرين وذلك لانهم الفكر المعطاء والعقول المبدعة وان الشعوب الحيه لتكرم وتحتفل بمثل هؤلاء الرجال العظام. ولكن وياللاسف نجد في بلادنا وهي ام العلم والحضارات والتي ملئت الدنيا بعطائها تفتقر لابسط ما يمكن ان تعطي لهؤلاء الرجال. ايها السيدات والسادة: ان المرحوم البصير لم يكن باقل من عطاء من طه حسين في مصر او غيره ولكن نشاهد ونسمع الفرق بين طه حسين في مصر فقد جعلوه شمسا ً منيرة وقمراً مضيئ فترى الساحات والشوارع والجامعات وقاعات الدرس مزينة باسمه وكذلك الاعلام في الراديو والتلفزيون ونحن هنا حتى ابناء جلدته لا يعرفونه من مدينة الحلة الا القليل من اخوانه وطلابه والذين كتبو عنه والمحيطين بعائلته . ان النظام البائد يخرجه في فلم صامت لم يتكلم ولم يتفوه حتى بكلمه واحدة ذلك الرجل الوطني الذي قال قصيدته المشهورة (لبيك ايها الوطن) في تلك الجموع التي كانت تقدر بعشرة الاف متظاهر والتي يقول في بعض من ابياتها: بك همت بل بالموت دونك في الوغى روحي فداك متى اكون فداكا اتراك تضمن لي كرامة مصرع فيه ابيت مجاوراً صرعاكا هب لي بربك موته ً تختارها ياموطني اولست من ابناكا فاليتحد جسدي بتربك بالياً ولتقترن ذكراي في ذكراكا ذلك الوطني الذي سجن وعذب في سجون الاحتلال البريطاني ونفاه الى جزيرة هنجام في الخليج العربي ذلك الرجل الذي شتم الاحتلال بحضور قائد الاحتلال في حضرة جلالة الملك فيصل الاول رحمه الله. ذلك الوطني الذي افنى زهرة شبابه وهو مكفوف البصر من اجل حرية العراق واستقلاله. ذلك النظام يخرجه بهذه الصورة لانه لم يمدحهم يوماً بكلمة او قصيدة وتلك هي سمات الحكام المستبدين الجهلة. الاخوة الحضور الاعزاء .. وهنا كلمة يجب ان تقال عندما ارادت السلطات البريطانية المحتلة اجبار اهالي الحلة على توقيع وثيقة يطلبون فيها الحكم الانكليزي على العراق قام البصير ومعه نخبة من الوطنيين الحليين الاحرار وقدموا للحاكم الانكليزي عريضة يطلبون فيها تاسيس حكومة وطنية عربية. وفي مرة جرت محاور بين البصير وبين من وقع للانكليز فقال له احدهم. ماذا تريد ياشيخ مهدي وهل تتمكن من الوقوف بوجه الانكليز ولكنه اجابه انهم لم يحصلوا على توقيعي وسيأتي يوم يبقى فيه اسمي عالياً ويطغى على بقية الاسماء، فانا لا اطلب شيء سوى خدمة وطني. وقال له اخر ياشيخ مهدي ان مثلنا والانكليز كمثل عود الثقاب وجبال الهملايا فهل يتمكن عود الثقاب ان يقلب جبال الهملايا؟ فاجابه البصير يأتي هذا اليوم وسترى بعينيك كيف عود الثقاب جبال الهملايا. وما اشبه اليوم بالبارحة وللاسف عرضت عليه الاموال والاراضي من اجل ان يسكت فقط ابى ان يساوم على استقلال بلده وكان يقول لهم تريدون ان ابيع وطني؟ هيهات هيهات لن يكون ذلك ابداً فارق الحياة ولم يملك من حطام هذة الدنيا الا داره التي كان يسكن فيها وراتبه التقاعدي وقبل الختام لنا امل وطيد من ان يلقى الفقيد الراحل شاعر ثورة العشرين المجيدة ما يستحقه من وسائل التخليد ومظاهره عل الصعيدين الشعبي والرسمي. وفي ختام كلمتي هذه ونيابة عن عائلة الدكتور البصيرآل الشهيب في الحلة اتوجه بجزيل الشكر والامتنان للقائمين بهذه الندوة وعلى رأسهم منظمة بنت الرافدين في الحلة واحيي في اشخاصهم الشهامة والوفاء كما الحضور الكرام واسأل الله ان يحفظ الجميع والسلام عليكم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |