|
عودة الكفاءات العراقية والانتخابات
من مسلمات البناء والتطور ومن بديهيات الفكر الستراتيجي ان الامم تنهض والبلدان تتطور والشعوب تتقدم بوجود علمائها الافذاذ ومثقفيها الكبار في كل الصعد وكافة المستويات. ولهذا السبب بادرت الحكومة العراقية وبعد جهود حثيثة ومطالبات كثيرة وكتابات عديدة ممن يهتم بالشان العراقي فارسلت الوفود والممثلين عن الحكومة ومن ثم ذهاب رئيس الحكومة بنفسه ليباشر الدعوة الى عودة الكفاءات العراقية المغتربة التي تشغل اعلى المناصب في اغلب دول العالم المتطورة بعد ان احتضنتهم واستفادت من خبراتهم وافكارهم وعقولهم ووفرت لهم كافة متطـلبات الحياة وكل مستلزمات العمل الحقيقية فكانوا حقا من المبدعين والمتفننين بالعطاء العلمي الثر الذي اضفى الشيء الكثير. وهنا اود توجيه السؤال المهم الى الحكومة العراقية ورئيسها الذي اطلق تلك المبادرة الجيدة: هل وفرت حكومتكم لتلك الكوادر العلمية مستلزمات العمل كما هوموجود في الدول التي يعملون فيها الان، وهل قامت الحكومة بدراسة الفكرة جيدا قبل البت بها والطلب من اولئك العلماء بالعودة لبناء البلد كما تعبرون، واسئلة كثيرة بهذا الخصوص اعتقد انها غير خافية عن اذهانكم فما هوالجواب؟ وهناك سؤال اخر اوجهه لحكومة المالكي الداعية الى عودة الكفاءات، الا تعلمون ان هناك من لا يرحب بقراركم هذا ودعوتكم هذه حيث ان هناك الكثير من رؤساء الدوائر الذين يخشون على انفسهم من الاقصاء بعد عودة الكفاءات والشهادات (الحقيقية) قد وضعوا العصا في دولاب تلك الدعوة واجبروا الكثيرين على العودة الى بلدانهم بمجرد ان علموا انهم سياتون للعمل بجانبهم فما ان يعود احد من حملة الشهادات العليا وله شأن كبير في المحـافل الادبية والعلمية حتى يصطدم بكثير من العـقبات المصطنعة والتي هدفها عرقلة دوره العلمي والادبي والاجتماعي في خدمة الـوطن بعد ان كان موردا مهما وعنصرا فعالاً في دولة الغرب (الكافرة) التي كـانت توفر له كـل مقومات النجاح والابداع ليـؤدي دوره العلمي المطـلوب ، فمـا ان يفكر بالعـودة الى دولته (المؤمنة)، حتى تتـكالب عليه النفوس الضعيفة واصحاب المصالح الشخصية الضيقـة ليغلقوا بوجهه جميع الأبواب ليعود ادراجه ويرجع بخفي حنين وهوخائب ونادم على ما لحقه من غبن في دولته الام . فمن الذي يعرقل عودة الكفاءات، هل هم من الوسط الجامعي الذين يخافون على مناصبهم كرؤساء الاقسام وعمداء الكـليات ورؤسـاء الجامعات من اصحاب الانتماءات الحزبية والـطائفية، ام هم بعض مدراء الدوائر الحكومية الـذين حصلوا على هذه المناصب بشهـاداتهم المزورة التي تدل عليها تصرفاتـهم غير المـسؤولة وخبراتهم المتـواضعةً . واخيرا اقول: ان عـودة الكفاءات الحقيقية وتبوأها المناصب العالية والمرموقة وخصوصا ذات الشان العلمي والثقافي ستقلب كفـة الميزان بالاتجاه الصحيح وستسحب البساط من تحت اقدام المتخلفين الجهلاء الذين وصلوا الى تلك المناصب باخطاء الاحزاب التي لا تملك رصيدا في الشارع، وكذلك سكوت المواطن الذي ارتضى لنفسه ان يساق من قبل اناس لا يفقهوا الاختلاف بين الشفافية والحرية . وبهذه المناسبة اعتقد ان الانتخابات البرلمانية القادمة يجب ان تقام وفق القائمة المغلقة والدوائر المتعددة لانها ستسد الطريق امام الجهلاء والمتخلفين واصحاب الكروش الذين سأمهم المواطن العراقي وضجر من كثرة تصريحاتهم ووعودهم المزيفة. لذا ادعوابناء شعبي المسكين وكذلك من غير المساكين ان يطالبوا ويواصلوا الطلب بالقائمة المفتوحة ولا يغرنهم كلام البعض الذين يحاولون غش الناخب بالتصريحات المعاكسة للافعال فقد علمنا ومن مصادر كثيرة ان اغلب الاحزاب تريد العمل بالنظام السابق اي القائمة المغلقة لانها الانسب لعودة قياداتها التي نفر منها الشعب الى سدة الحكم ثانية فالحذر الحذر ولا يقولوا لكم ان موعد الانتخابات موعد مقدس، كلا فان القائمة المفتوحة هي المقدسة حتى لوتاجلت الانتخابات لستة اشهر اخرى وحتى سنة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |