|
عوافي للشبع ماء صافي
محمد علي محيي الدين تطالعنا بين حين وآخر تصريحات لأطراف حكومية في مركز القرار عن المباشرة بمشاريع عملاقة للماء الصافي في العراق وأنها ستغطي احتياج هذه المدينة أو غيرها بما يجعلها غير معرضة لنقص المياه،وان هذه المشاريع أحيلت على هذه الجهة أو تلك ولكن تمر السنين والأعوام والمشكلة باقية دون حل،والناس تشكوا العطش وشحت الماء ،ونتساءل أبن هو التخطيط في أنشاء هذه المشاريع وأين المتابعة لانجازها ،لقد وجدنا من خلال متابعتنا لمشاريع المياه أن العمل فيها يجري ببطء لأسباب كثيرة في مقدمتها عدم تسليم المستحقات المالية أو أحالة المشاريع الى شركات لا تمتلك الخبرة في هذا المجال أو شركات حديثة لبعض المغامرين ممن يتركون العمل قبل الشروع أو بعد الشروع به ويهربون لجهة مجهولة أو يختفون عن الأنظار مما يشكل هدرا للوقت والمال فتقوم المؤسسة المعنية بإحالتها الى مقاول آخر ولا يراعي في مثل هذه الأمور الخبرة والرصانة والحصانة والمصداقية لتلك الشركة فيتكرر الأمر ويبقى الناس بانتظار مشاريع هامة لم تكتمل بسبب ضعف الجهات المسئولة وعدم أهليتها لاختيار الأصلح لتنفيذ الأعمال بناء على حسابات خاطئة تهدف للمنفعة الشخصية للمسئولين عن الإحالات الذين لا يتوخون المصلحة العامة بقدر التفكير في مدى استفادتهم من هذا الطرف أو ذاك. وآمر آخر لاحظناه في بعض المشاريع الصغيرة التي نفذت من قبل بعض الشركات لإيصال الماء الى المناطق الريفية بإقامة مشاريع صغيرة يستفاد منها أبناء المناطق ولكن ما يحدث أن هذه المشاريع لم تحسب حساباتها بشكل جيد فتتوقف عن العمل لأسباب تافهة ولا يستفاد منها الذين وجدت لفائدتهم مثل عدم توفر المولدة أو مد خط كهربائي للطوارئ أو عدم توفر الوقود لها أو عطل المولدة وعدم تشغيلها أو تعيين عاملين من المرتبطين بهذا المتسيد أو ذاك وهؤلاء لا يعملون في أوقات منتظمة فيؤدي الى توقف تلك المشاريع أو عدم توفر الماء أصلا في تلك المناطق بسبب شحت المياه وانقطاعها عن الأنهار التي أقيمت عليها أو استغلال المضخات من قبل العاملين لمشاريعهم الزراعية لأنهم من الأقوياء والمتسيدين في المنطقة وأمور أخرى كثيرة مما يفقد هذه المشاريع الفائدة المرجوة منها ويبقى المواطن بانتظار رحمة السماء التي أغلقت أذانها عن سماع صراخ المستصرخين وأدعية المؤمنين فمنعت عنهم حتى المطر مما جعلهم حائرين الى من يلجئون بعد أن أهملهم من على الأرض وتناساهم من في السماء والغريب أنهم لا زالوا يرددون ما قاله جدهم الجاهلي: ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا وأحلفكم بالعباس أبو رأس الحار يوجد من لم يصلهم حتى الماء الكدر فاضطروا لحفر الآبار واستخدام مائها (المج) في الأكل والزراعة وري الحيوانات ولا أدري متى تصدق الأحلام ونرى بلاد ما بين النهرين مكتفية بماء الشرب الصافي،وأن لا يقول ملوكها كما قالت ملكة فرنسا عندما رأت الناس يطالبون بتوفير الخبز فقالت (لماذا لا يأكلوا الكيك) فقد كثرت معامل المياه المعلبة وانتشرت في أغلب المدن العراقية وسيضطر المواطن العراقي بسبب الحاجة ،الى شراء الماء ويشرب (مي البطالة) ولا أدري من أين سيشتري البطالّة ماء البطالة وهم لا يجدون عملا يرد غائلة الجوع عنهم. وأخيرا بعد كتابة المقال فوجئنا أن مدينة الحلة أنقطع عنها الماء ليومين متتالين بسبب بقعة زيتية تسربت من أنابيب إيصال الوقود لمنظومة كهرباء المسيب ،ولا ندري من هي الجهة الواقفة خلف هذا التسريب ،الذي لو لم تنتبه إليه الجهات المعنية لأدى الى إصابات هائلة بأمراض سرطانية،يذهب ضحيتها مئات المواطنين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |