جمال سليمان وفخ صدام حسين

 

قاسم المرشدي / زيورخ

k.murshidi@hotmail.com

. هل سينظم جمال سليمان لـ قائمة ضحايا صدام؟

هل الشهرة والمال، والشعارات ستقود النص أم إن ضمير سليمان، و إبداعه سيوجه العمل؟ 

لقد تناقلت وسائل الإعلام  نبأ موافقة النجم العربي السوري جمال سليمان على تجسيد شخصية صدام حسين حاكم العراق السابق.

تأتي موافقة النجم  بعد أن أًثير جدل حول ترشيحه لهذا الدور الفخ.

دور فخ لان صدام يحرق من يقترب منه و يُزين جرائمه، وأن المشاهد العربي ناضج بما يكفي و لاينخدع بالمؤثرات.

جمال سليمان مبدع كبير عرف بتأديته  أدوار مختلفة لشخصيات مركبة  تختزل الشر والخير، والعظمة والانحدار، والجهل والمعرفة معاً.

سليمان الفنان المتميز، أبدع في تجسيد أدوار،  المرهف الاحساس، الفارس والرومانسي، الثائر والمتمرّد، القاسي وكذلك المجرم.. منذ ظهور موهبته  على مسارح الهواة في دمشق عامي 80 و81

مرورا بعشارات الاعمال:  عائد من حيفا ـ هجرت القلوب للقلوب ـ الثريا ـ  الناصر صلاح الدين ـ التغريبة الفلسطينية ـ صقر قريش ـ  حليم ـ سحر العاشق ـ أولاد الليل ـ أفراح أبليس وغيرها الكثير من الاعمال والادوار المتميزة،

لكن مندور أبو الدهب في ـ حدائق الشيطان ـ هو الذي فتح له أبواب هوليود الشرق، وتوجه ملكا، واثق الخطا على سجادها الاحمر.

إن عزم سليمان على تأدية دور صدام الذي حكم عراق التأريخ والحضارة لاربعيين عاما بالدماء،  ودموع الناس وأشجانهم، والحصار.

اربعون عاما وثروة العراق تبدد على مهرجانات الشعر و وسائل الإعلام، والسجون والمعتقلات، والحروب،  وبناء القصور الرئاسية،  وبطولات لم تصمد أمام أول اختبار حقيقي عام 2003

ـ  مخاطرة  ومسؤلية كبيرة لفنان بحجم جمال سليمان.

أن سليمان يسير في طرق غير معبدة، دون خريطة في منطقة مزروعة بالألغام.

يأمل كثير من متابعي اعمال الفنان، ورسالته الفنية أن لا تلوى أعناق الوثائق والنصوص، والحقائق التي تشهد على دكتاتورية صدام البدائية، وأن لا يظهر العمل كـ تصفية حسابات مع إدارة البيت الابيض السابقة لصالح جهات معلومة!، وأن لا تُسيطر على السيناريو شعارات لم تقدم للأمة سوى الفساد والدكتاتورية،  ومزارع إسمها أوطان.

وأن من المفيد للعمل أن يظهر حجم تآمر صدام على القضية الفلسطينية، وتشتيته  للجهد الفلسطيني من خلال أبو العباس وأبو نضال وغيرهما.

فقد كانت القضية الفلسطينية مجرد ورقة بيد صدام، و أن غزوه لدولة الكويت عام 90

ليحرر القدس حسب زعمه،

هو الذي دفع سورية والسعودية والعرب مجتمعيين لمؤتمر مدريد، والاعتراف بإسرائيل و التفاوض معها.

وأن صدام ( ما غيرو ) كاد أن ينجح في حرق سورية و أن يزرع  فيها الفوضى،  وعندما حاول حافظ الاسد أن يُعيد الامور إلى ما كانت عليه بالقوة، عيرهُ صدام حسين وشمت به:

(أن على الرئيس الذي ينتفض شعبه ضده في 3 محافظات أن يترك الحكم. لكن صدام لم يفعل عندما انتفضت ضده  14  محافظة عام 1991)

تـأمُـل

إن صدام حسين عاصر كثير من الملوك و الرؤساء والزعماء والشخصيات:

عبد الناصر ـ السادات ـ  مبارك ـ  القذافي ـ  الخميني ـ حسين بن طلال ـ فهد بن عبد العزيز ـ زايد بن سلطان ـ  بري ـ  حمد ـ  جابر الاحمد الجابر الصباح ـ حافظ الاسد ـ علي عبد الله صالح  ـ حسن الثاني ـ  خليفة ـ

محمد باقر الصدر ( قتله صدام عام 80 ) ـ إدريس البارزاني ( قتله صدام عام  87 ) ـ عدنان خير الله طلفاح ( قتله صدام عام 89) 

جل هؤلاء وغيرهم فارقوا الحياة، وقد تركوا أبناء ( ذكور ) يحملون أسماءهم  إلا صدام؟!

كيف يفسر هذا الامر، هل له علاقة بالسماء،  وآهات الأرامل والأيتام من ضحاياه؟.

وهل ستجد هذه الاشارة وغيرها طريقها  للعمل المزمع  إنجازه؟، في زمن الانفتاح الامريكي على العرب والمسلميين.

إن كثير من العراقيين، والمراقبيين يخشون أن  يظهر سيناريو مسلسل صدام كـ سيناريو

مندور أبو الدهب ونهايته.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com