نهاية العالم في 2012 كذبة كبرى .. والعلماء: «قل علمها عند ربي»


صالح عبدالفتاح - القاهرة

shehryar0@googlegroups.com

ثمة حديث متواتر عن قيام الساعة في نهاية ديسمبر عام 2012، وبالتحديد في 21 ديسمبر هذا الحديث عاد مجددًا في ظل التلقف الإعلامي لأي أخبار وأحداث غريبة وعجيبة تستعدي نوعًا من الدهشة والاستغراب الإنساني والتساؤل والاثارة التي تتطلب دائمًا العودة الى كبار علمائنا ومفكرينا للوقوف على ثوابت الاحداث ورأي صحيح الدّين فيها حيث لا يختلف الدّين مع العلم، وانما يلتقي معه ولكن هناك مساحة دائمًا لدحض الافتراءات والرد على الاكاذيب.

مرجعية الخبر تعود الى ما كشفته وكالة ناسا الفضائية عن تأكيد وجود كوكب آخر بالاضافة الى الكواكب الأحد عشر المتعارف عليها. حيث كشف احد التلسكوبات التابعة للوكالة في الفضاء ظهور كوكب يعادل حجم الشمس تقريبًا وأطلق عليه اسم nibir.. وقد قامت الوكالة بدراسة ذلك الكوكب الغامض، فوجدت انه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس، وبالتالي وجدوا ان هناك مخاطر كثيرة لو اقترب من مسار الارض.. ولكن هذا ما حصل فبعد اختبارات استمرت لاكثر من خمسة اعوام وجدوا ان هذا الكوكب nibiru سوف يمر بالقرب من الكرة الارضية على مسافة تمكن سكان شرق آسيا من رؤيته بكل وضوح (2009) بل انه سوف يعترض مسار الارض وذلك في عام (2011) وفي هذا العام سيتمكن جميع سكان الارض من رؤيته وكأنه شمس أخرى. ونظرًا لقوته المغناطيسية الهائلة فإنه سوف يعمل على عكس القطبية اي ان القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي والعكس صحيح، وبالتالي فإن الكرة الارضية سوف تبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها ولكن بالعكس حتى يبدأ الكوكب بالابتعاد عن الارض مكملاً طريقه المساري حول الشمس.

وتشير ابحاث ناسا الى ان كوكب nibiru هو كوكب يدور حول الشمس في نفس مسار الكواكب الاخرى، ولكن على مدى ابعد حيث توصل العلماء الى ان هذا الكوكب يستغرق في دورانه 4100 سنة لاكمال دورة واحدة حول الشمس، اي انه قد حدث له وان اكمل دورته السابقة قبل 4100 سنة، وهذا ما يشرح لنا سبب انقراض الديناصورات والحيوانات العملاقة قبل 4100 سنة تقريبا، وانفصال القارات عن بعضها البعض (ما عرفناه بالانفجارالكبير) حيث انه بمرور هذا الكوكب بالقرب من الارض سوف يفقد الكرة الارضية قوتها المغناطسية، وبالتالي سيكون هناك خلل في التوازن الارضي مما سينتج عنه زلازل هائلة وفيضانات شاسعة وتغيرات مناخية مفاجئة حيث تقضي على 70 % من سكان العالم كما انه حتى وإن اكمل طريقه وصار على مقربة من الشمس فإنه سوف يأثر على قطبيتها، وبالتالي ستحدث انفجارات هائلة في الحمم الهيدروجينية على سطح الشمس مما سيؤدي الى وصول بعض الحمم الى سطح الارض حيث ستؤدي الى كوارث بيئة عظيمة تنتهي بقيام الساعة ونهاية الحياة.

وقد دعم عدد من علماء الغرب هذه النظرية حيث يرى عالم الفلك الفرنسي (نوستراداموس) (سنة 1890):حيث تنبأ بأن الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية سوف تضطرب بنهاية الألفية الثانية، وستسبب في دمار الحياة بعد 12 عامًا فقط.

وتنبأ عالم الرياضيات الياباني (هايدو ايناكاوا) (1950): بأن كواكب المجموعه الشمسية سوف تنظم في خط واحد خلف الشمس وان هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض بحلول 2012.

وقال علماء صينيون: بداية نهاية العالم ستكون في ديسمبر 21 من عام 2012 حيث يكون الكوكب المجهول في اقرب نقطة له من الارض وفي عام 2014 سيصل الى نقطة ينتهي فيها تأثيره على الارض مكملاً مساره الشمسي حتى يعود مرة أخرى بعد 4100 سنة .

الساعة تأتي بغتة

ويستنكر علماء الاسلام ويرفضون هذه الاكاذيب التي تفسر مقدم يوم القيامة على اساس علوم البشر، مؤكدين ان حديث القرآن عن الساعة لا ينطبق وتنبؤات علماء الغرب، وأن الظواهر الطبيعية سنة إلهية ولكنها لا تجزم بأن العلماء أيا ما كانوا يمكن ان يحددوا يوم القيامة الذي اخفى الله موعدها لحكمة يعلمها سبحانه، كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم حدد علامات كبرى وعلامات صغرى للساعة لا يمكن تجاهلها.

ويؤكد الشيخ خالد الجندي الداعية الاسلامي المعروف أن أحدًا لا يمكن ان يحدد موعد الساعة لأن الحق سبحانه وتعالي جعلها مخفية، وغير معلومة ليباغت الناس بأعمالهم وبمدي ايمانهم بوحدانيته وقدرته: “قل علمها عند ربي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو” فلا يستطيع أحد من علماء الدنيا ان يتحدث عن موعد الساعة؛ لانها تأتي بغتة وهم لا يشعرون. كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد علامات صغرى ليوم القيامة كلها تمت، ولكنه حدد علامات كبرى لم يتم منها ولا واحدة إلى الآن، مثل ظهور المهدي المنتظر، والملحمة الكبرى، وخروج المسيخ الدجال، ونزول سيدنا عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وهجوم يأجوج ومأجوج، وحياة سيدنا عيسى بعد فناء يأجوج ومأجوج، وستستمر 40 عامًا في سلام تام على الشريعة الإسلامية، وكذلك طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وكل هذه العلامات وغيرها تؤكد أن الساعة لن تقوم خلال عامين قادمين؛ لأن هذه الأحداث تستغرق وقتًا، حيث يمكث المسيح عيسي بن مريم أربعين عامًا.

خرافة وغيبيات

ويؤكد العالم المصري المتخصص الدكتور زغلول النجار أن “هذه خرافة، ودخول في أمور غيبية مطلقة لا يمكن أن يرقى فيها الإنسان، إذ لا يمكن للبشر والأنبياء التنبؤ بموعد الساعة” وإن معظم ما ينشر حول نهاية العالم عام 2012 هو محض هراء، لا يستند إلى أي أساس علمي”. ويؤكد الدكتور النجار أن الساعة غيب لا يعلمه إلاّ الله، ولا تأتي إلاّ بغتة، مستندًا في ذلك إلى قول رب العالمين في محكم كتابه عن الساعة “ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلاَّ بغتة”.

ويتساءل عن الأسباب والدوافع للتنبؤ بتدمير الأرض لحدوث عواصف شمسية، مؤكدًا أن مثل ذلك يحدث منذ بلايين السنين، ولم تدمر الأرض. ويستهجن إثارة الذعر والرعب بين البشر بالتنبؤ بحدوث كوارث ستنهي الكون الذي له خالق عظيم يحفظه ويصونه ويحميه، حتى يأتي أمره بإنهاء كل شيء، فينتهي في لمح البصر.

ويدعو الدكتور النجار الناس إلى التفكر قبل التصديق، وان يتذكروا حادثة تنبؤ الفلكي الأمريكي (شومخر) منذ سنوات بأن هناك مذنبًا سيضرب بالأرض، “حيث قام العشرات بالانتحار الجماعي في أمريكا وأوروبا، وقد مر المذنب دون أن يمس الأرض بسوء، ولم يثبت صحة كلامه” وفقًا لما يقوله النجار. ويدعو كذلك إلى عدم تصديق التنبؤات التي هي بيد الله سبحانه وتعالى، محذرًا من الأخذ بقول من لا مرجعية لهم ويريدون بث الذعر من خلال نشر التنبؤات حول أمور هي بيد الله سبحانه وتعالى ، ولم تأتِ بسنة على الإطلاق.

كلام كذب

ويؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق أن كل ما يقال أو يتردد حول اقتراب الساعة، ما هو إلاّ كلام كذب، وكثير من علماء الفلك وغيرهم توقعوا نهاية العالم فى يوم معين، إلاَّ أن هذا هراء، وأن ما يتعلق بيوم القيامة هو ما أنزله الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم، مؤكداً أن الله له حكمة عظيمة للعمل لآخر لحظة فى الحياة، ولذلك أخفى ميعاد القيامة. وأضاف عاشور إن “النجم الثاقب” هو النجم الذى يثقب الظلام بضيائه، وليس كوكبًا أو جسمًا فضائىًّا بحسب ما قال المفسرون للقرآن، “فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون”. وطالب البشر بالتوبة والعودة إلى الله حتى لا يخرجوا من الدنيا وهم مذنبون، وضرورة إصلاح الدنيا والدّين معًا، كما طالب علماء المسلمين بتصحيح مثل هذه الادّعاءات من علماء الغرب. وأكد الدكتور مسلم شلتوت نائب رئيس المركز المصري للبحوث الفلكية أن ما يتردد حول نهاية العالم بالكوكيب المسمّى “نيبرو” ما هو إلاّ أساطير، حسب ما اطلع عليه من علم، مشيرًا إلى أن هناك نظرية تؤكد أن الشمس هى مركز القوة، وتدور حولها جميع الكواكب. وأكد شلتوت أن الولايات المتحدة مستعدة لمثل هذه الظواهر الطبيعية، حيث ستقوم بإطلاق صاروخ نووى لتدميره حتى يصل للأرض عبارة عن شظايا، وليس جسمًا كبيرًا، ورفض التحديد العلمى لموعد يوم القيامة. وقال إن علماء الدنيا لا يستطيعون التنبؤ بيوم القيامة لأن العلم البشري له حدود وهناك خطوط فاصلة لا تجعل العلماء يتطاولون على أصول الاديان؛ لأنه لا تعارض بين العلم والدّين، ولو افصح القرآن الكريم عن قدرة البشر على امكانية معرفة موعد يوم القيامة لكان ذلك محل بحث واجتهاد من العلماء.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com