التحالفات الانتخابية بين مصالح الحزب ومصالح الوطن1

 

عماد خليل بله

ekbelah@yahoo.com

تتفاعل حركة التحالفات السياسية في الساحة السياسية العراقية استعداداا للانتخابات النيابية القادمة وتتميز الحركةبانحسار الاصطفاف الطائفي من الواجهة والذي لايعني بالضرورة ان العراقيين قد حسموا امرهم وتوجهوا صوب الوطن. وظهور تشكيلات سياسية جديدة بوجوه جديدة او خروج  قيادات وادعائهم الاصابة بصحوة وطنية وربما ليس الامر الا تبادل ادوار ومواقع لاجنحة من الموجودات السياسية وجدت بظنها ذلك وسيلة سحرية لمواصلة استدراج اصوات الناخبين المتذمرين.

من الجميل ان الشعارات المستخدمة في الساحة تزخر بالوطنية وتتحدث عن كل ما يطمح له العراقيين من تغيير ايجابي نحوالعمل الصحيح في تقديم الخدمات والتعيينات الوظيفية والحفاظ على وحدة الوطن واعماره،  لكن الفأر يلعب بالعب والخوف من لدغة اخرى يسرى في قلوب المواطنين الضحايا اذ نجد نفس القيادات التي لعبت بالسلطة خلال السنوات الست الماضية  تُنطِز  في الساحة مما تجعلنا كمواطنين كوتنا التجربة  في شك حتى لو افترضنا حسن النية وهي( القيادات وتشكيلاتها) بهذا تصبح بحاجة الى تقديم الادلة على صحة توجهاتها الجديدة والا كيف تبرر ممارساتها التي ادت الى سيل الدم العراقي وخراب البلاد وفقدان الامن وكسر لحمة العلاقات الاجتماعية، وهدر الميزانية المالية الهائلة، وهل لهؤلاء اللاعبين الكبار امكانية تقديم للشعب الضمانة بان الاطراف صاحبة الحظ والبخت التي ستملك البرلمان تلتزم حقا بافساحها المجال فعلا للطاقات العراقية النزيهة والقادرة على ان تساهم في تصحيح الاوضاع واعادة البلد الى طريق التمدن، وبكلمات اخرى تؤدي دورها الصحيح بخدمة المواطنين وتحترم استقلالية الدولة، وان تتراجع  هذه القوى عن تقديم الدولة ومؤسساتها والوطن وثرواته كمغانم غزوة الى رفاق الحزب والمطبلين لكل نظام وتقنعنا ان الوطن اكبر من اية حزب واكبر من رئيس الوزراء واكبر من مجلس الرئاسة ومن البرلمان واكبر من الجمع  مجتمعا بكافة متسلمي تلك الرواتب التي لا تشبع غول الفاحشة التي لا تتفق مع اعراف وواقع الحياة العراقية ولا تتفق مع حجم الخدمات المقدمة للناس. وكلنا يعرف بان في اوساط هذه الكيانات عناصر لها من القدرات والخبرات ما يمكنها ان تنجز شيئا محمودا ان مارست تخصصها بكفاءة وفي الموقع الصحيح ، وان قل عددها، فهي بحد ادنى بامكانها بفعل  تلك القدرات والمواقع في الدولة ان تثبت مسيرة صحيحة  للمؤسسات التي تديرها، لو هدأت وتوقفت عن الانجرار مع الكسب غير المشروع الذاتي والحزبي الفئوي.

الوطن العراقي الذي اصبح مهما ويكثر ذكره في التصريحات الاعلامية للسياسيين ومنهم نواب في برلمان الشعب! اكتشفنا وجودهم على حين غفلة ولاول مرة يكون من الخيانة استخدامه كبغلة في سوق المزايدة السياسية فالوطن العراقي  موجود حي متكامل وهو اقدم من هؤلاء وممن ولدهم ومن عشائرهم وطوائفهم واحزابهم. افتونا اجاركم الله ، ما الوعكة التي ذكرتهم الان بوجوده. الحمد لله ان كانت الصحوة هي عودة وعي والحمد له ان اكتشفوا اهمية هذه البضاعة. فهل سيتعاملون معه كشعب وجغرافية وتأريخ وثروات ومستقبل  ويتوقفوا عن قصر استخدامه  كبقرة حلوب.

ان الانتخابات القادمة عسيرة الولادة والتوجهات الحالية تظهر ان الوليد لن يكون مصلح زمانه ورغمه نامل ان لا نكون على خطأ انه افضل ما يسمح به وعينا كناخبين وماتسمح به امكانياتنا الديمقراطية، وسيكون خطوة نحو احلال الصحيح. ويمكن لهذه الخطوة ان تكون افضل لو تمكنت القوى الجادة لاعادة بناء العراق من الاجتماع في تحالف واحد يكسبها الاصوات الكافية لاخذ زمام الامور لقيادة البلد. فهي تنجح اذ تتجاوز المواقف الفكرية المستندة على تجربة الماضي وان تتجاوز المصلحة الذاتية الغارقة في انغلاقها وتنفتح نحو الوطن. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com