|
أوباما جدير بجائزة نوبل
نبيل يونس دمان في الوقت الذي فاجأنا خبر، نيل الرئيس الاميركي باراك اوباما، لجائزة عالمية رفيعة، فقد افرحنا اكثر، كون الرئيس الحالي، يشار له بالبنان، وهو موضع اختبار التاريخ، فقد قبل التحديات الكبيرة، التي تواجه كوكبنا، منها ترسانة السلاح النووي، وظاهرة الاحتباس المناخي، التي تبدو اخطارها جدية، على مدى العقود القادمة، اضافة الى الزلزال الاقتصادي الشديد، وازمته التي تفاقمت منذ عام او اكثر، ولا زالت تضرب اطنابها، في نواح شتى من المعمورة. اذن يمكن الاستنتاج السريع، بان لجنة جائزة نوبل الذكية، قد حمّلت الرئيس اوباما أعباء اضافية، عليه النهوض بها. لا اعتقد ان الرجل تنقصه، الفلسفة الضرورية، والنظرة البعيدة، بقدر ما هو بحاجة الى الاسناد من الرأي العام الاميركي ومجلس النواب( الكونغرس) قد لا يكفي تشخيص الرئيس الصائب لمتطلبات العصر، بل يحتاج الى قوة اقناع متزايدة لاعضاء المجلس الآنف الذكر، وقبل ذلك عليه ان يختار من سلسلة المهام، حلقاتها الاضعف، ليتسنى له سحبها بالكامل، كما يبدوا لي على مدى الثمان سنوات، التي اتوقع ان يمضيها رئيساً متميزا للولايات المتحدة. ان اوباما ظاهرة جديدة في الحياة الاميركية ومن كل النواحي: المنشأ، سرعة الصعود، الى جرأته في تحمل مسؤولية الاوضاع الاستثنائية، التي تمر بها اميركا منذ قرابة العقد من الزمان، وتحديدا منذ احداث ايلول 2001. يتزايد اعجابنا باوباما ويشتد تأييدنا له بمرور الوقت، فهو يسعى الى اعادة ثقة العالم وشعوبه بالدور الذي تمثله اميركا في موقعها الصناعي والعسكري، الشعوب تحتاج الى من يتعاون معها، لا من يترفع عليها، فمن يشأ تعليم الشعوب، عليه دراسة تجربة الاخ الاكبر، وطموحه الوصول الى المياه الدافئة، وفي اول اختبار له في افغانستان، كان الفشل في انتظاره، وليكن احد الاسباب الرئيسية، في اختفاء امبراطوريته، التي تجاوزت السبعين عاماً. ان نهج التعالي والاستاذية، قد اثبت الزمن خطأه مراراً، فكم من امبراطور لعبت بمخيلته، اهواء التفوق والغطرسة والشغف بالقوة، واراد ان يسود، لكنه اصطدم بواقع ارادة الشعوب، فتكسرت هيبته وتلاشت احلامه، كم هو سهل بلوغ الدكتاتورية، ولكن ليس ثمة طريق للنزول منها. اذن لا يمكن ان يقود العالم ربان واحد، او نمط حكم واحد، او دولة مهما بلغت من الجبروت والقوة وحتى الافكار، على اية دولة تتفوق في التقنية والبناء والادارة والقانون ان تتواضع وتشارك الاخرين امكاناتهم الخاصة، على هذا الاساس تصبح الدبلوماسية فاعلة ونشطة بين الدول، وبالتالي تنعكس فائدتها لتكريس الديمقراطية في الكثير من البلدان المتعطشة لها، وفي المقدمة الشرق الاوسط، الذي سيتحول الى منطقة سلام واستقرار، بعد حل معضلة الصراع العربي الاسرائيلي. اننا بوضعنا البسيط، نلوح للرئيس اوباما، وهو يتوجه الى عاصمة النرويج في ديسمبر القادم، لاستلام جائزته التي تبرع بأموالها الى المنظمات الخيرية. حيّا الله الرئيس باراك حسين اوباما.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |