هل ستصبح المانيا الوطن البديل للايزيدين بعد لجوء اميرهم اليها
 

سفو قوال
bahzani2@gmail.com

ذكرت بعض المصار المتابعة للاحداث ان الامير تحسين بك كان قد قدم لجوئه يوم الخميس الماضي في منطقة دورتموند في وسط غرب المانيا بمعية مترجم من ايزيدية تركيا، كما اكد بعض اللاجئين المتواجدين في ذلك المكان رؤيتهم للامير في نفس المكان، وقد حاولنا الاتصال بالامير للتأكد من الخبر فلم نفلح .

عاش الامير تحسين بك فترة طويلة متغربا في بريطانيا حيث كان مطلوبا لنظام صدام حسين بتهمة اشتراكه في محاولة انقلابية لتغيير النظام سنة 1969 والتي كان حكمها الاعدام المؤكد . بعد احدى عشرة سنة اعفي عنه ليعود في بداية الثمانينات الى الوطن حيث لاقى استقبالا مهيبا من قبل الايزيدين . وبعد ذلك جرت محاولة لاغتياله من قبل النظام السابق في شباط / 1992 حيث نجا منها باعجوبة بعد ان تعرض لجرح بليغ واستشهد اثنائها اخو زوجته، لكن التفاف الايزيدين حوله وخاصة اهالي قصبة بحزاني اجبر السلطات على اعادة النظر في تعاملها معه بعد ذلك، حتى لاتخلق ثغرة بينها وبين الايزيدين فاوقفت ممارساتها العدائيةضده .

الامير شخصية متزنة جدا وهادئة, يتميز بالتواضع الشديد وقبول النقد مهما كان شديدا، عمره يقارب الثمانين،وفترة امارته تقارب السبعين سنة، له علاقته المميزة مع قادة الحركة الكردية، ويذكر انه كانت له علاقات شخصية وطيدة مع البارزاني الخالد الذي كانت ابوابه مفتوحة دوما له،وكذلك مع الرئيس جلال الطلباني، حتى انه في احى لقائاته معه، حيث قال مام جلال اذا كان اميرنا حاضرا فساظل وافقا احتراما له،وفي 27/9/1991 في باعذرا " بيت المارة "قال الرئيس مسعود البارزاني "انتم امراء كردستان كلها ولستم امراء الايزيدين وحدهم .

 لم يجد الامير نفسه ولا رعيته الايزيدين في وضع مناسب خلال السني الاخيرة حيث قوضت حقوق الايزيديين وجرى تهميشهم، اعطيت الكوتة لاقليات كوردستان ماعدا الايزيدين اللذين تم اختزالهم بمقعد واحد في اربيل ومقعد واحد في بغداد،والغيت وزارتهم في بغداد وكان لهم وزيرين معطلين في اربيل المنحلة، فلا سفراء ايزيدين ولا دبلوماسين، وهم محرومين من الزمالات الدراسية ومن الخدمات فسنجار تشبه ب "طورا بورا الافغانية ".

تعرض الامير لمحاولة اغتيال في ايلول 2003 بعد سقوط النظام البائد، كما تعرض داره وبقية الاماكن المهمة في قضاء الشيخان الى هجوم من قبل جموع طائفية في شباط /2007، فحرقت اماكن عديدة واعتدي على الايزيدين واهينت كرامتهم، ومن حينها اصبح حال الامير في وضع لايحسد عليه .

كما قامت المجاميع الارهابية التكفيرية بعمليات خطيرة بقتل الايزيدين في بعشيقة وسنجار، وكانت كارثة تل عزير التي اطلق عليها بالضربة النووية لشدة الدمار الذي خلفته واكثر من الف ضحية بين قتيل وجريح قد هزت ضمائر العالم، ولكنها لم تلقي اهمية في بغداد واربيل .

عينت لجنة استشارية ايزيدية من قبل حكومة دهوك لتتحكم في كل مفاصل حياة الايزيدين وامورهم الدينية والسياسية والثقافية والتي جردت الامير من كل سلطاته وحصرته في زاوية ضيقة لتحكم عليه بالموت البطيء . وقد اصبح الامير يعيش حالة صعبة بين كماشتي السلطة الكوردية التي همشته وهمشت شعبه وبين الايزيدين الذين يتهمونه بالصمت وعدم الدفاع عن حقوقهم، بل ذهب اتهام البعض له بانه وضع مصالحه فوق مصالح الايزيدين وانه لم يؤدي دوره ك"امير" .

لقد وردت بعض المعلومات الى بحزاني نت بان سلطات كوردستان منزعجة جدا من مشكلة الامير، كما ان الموضوع يلقى اهتماما كبيرا من لدن القيادة الكوردية في اربيل على اعلى المستويات . وان وزارة الخارجية الالمانية منشغلة جدا بهذا الامر، وكذلك قنصلية المانيا في اربيل التي بدورها اتصلت ببعض المسؤلين الايزيدين المقربين من الامير وكما اتصلت بابنه حازم عضو البرلمان الكوردستاني مستفسرة عن جوانب الموضوع المختلفة .

كما تشهد مدينة هانوفر الالمانية "مركز الحراك الايزيدي" نشاطات كبيرة واتصالات واسعة،حيث علمت بحزاني نت بتواجد وفد حزبي من الديمقراطي الكوردستاني لحلحلة المشكلة . فقد اكدت لنا بعض المصادرالمقربة من الامير بانه يجري ممارسة ضغوط كبيرة عليه من اجل الغاء لجوئة وسحبه ولم تفلح تلك الجهود لحد الآن .

كما وردت لنا بعض الاخبار بانه ساد ارتياح كبير في اوساط اللاجئين الايزيدين، وان اللجوء الجماعي للايزيدين سيفتح بعدما اصبح الامير نفسه لاجئا .وكانت قد زادت معاناتهم في الفترة الاخيرة بسبب الغاء اللجوء الجماعي لهم وابقاءه للصابئة والمسيحيين .

العراق الساخن يعيش حمى الانتخابات والصراع من اجل تثبيت وجود الاطياف المختلفة في العراق الجديد .ولكننا نجد محاولة لاختصار 600 الف ايزيدي بكوتة واحدة في بغداد وسط صمت كوردي .

فلماذا يلجأ الامير الى هجرة وطنه في هذا الوقت بالذات ؟

هل ان كل ستة مواطنين ايزيدين يساوون مواطنا واحد في عراق اليوم ؟

كيف تقبل حكومة كوردستان واحزابها "الاوصياء قسرا على الايزيدين " ما آل اليه حال الايزيدين ؟

هل ستكون المانيا الوطن البديل بعدما ضاق الوطن الاصيل بالايزيدين .

سؤال يدور في خلد الكثيرين،هل قرر الامير ان يكون مع شعبه ويطالب بحقوقهم من المانيا ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com