|
التعري .. حرية أم ماذا ؟؟!!
ماجد إيليا كثيرا ما قيل وكتب عن هذه الظاهرة التي يعتبرها البعض حضارية والبعض الأخر بالسخرية، ومهما طرح على طاولة المنابر تبقى كلها وجهات نظر تختلف من مكان لأخر ومن مدون لأخر. واليوم سنتطرق معا على هذه الظاهرة(ظاهرة التعري)، والتي فهمت معانيها خطاً في العديد من الأماكن وعلى السنة أصحاب الشأن أي المقصود بالإناث اللواتي يعتبر التعري ظاهرة حضارية وحرية شخصية. في حقيقة الموضوع انه موضوع شائك ومنقسم إلى قسمين: الأول: لو قلنا إن هذه الظاهرة بالنسبة للإناث هي ظاهرة مخجلة ومغلفة ببعض من العيب والحياء، لرأينا ألاف الألسنة تفتح وتقول إن هذه الاتهامات تذكرنا وتعود بنا إلى زمن التخلف واغتصاب حق الأنثى بممارسة حريتها الشخصية. والثاني: لو أعطى المجال لظاهرة التعري لرأينا رجال الدين والشخصيات المتعصبة وبعض المجتمعات المتمسكة بالعادات والتقاليد هاجمة بكل قواها على معظم الآراء التي تؤيد التعري، وبين هذه المعادلة الصعبة تقع اللائمة على ذوي الأنثى وأهلها والقسم الأكبر على الأنثى نفسها، فالأنثى المثقفة والتي ترى إن التعري ظاهرة اعتيادية ومن حق أي فتاة ارتداء أي ملابس تليق بها وتراها مناسبة لها. إن المشكلة بظاهرة التعري انه لم واعتقد لن يفهم بالصورة الصحيحة ما لم ندرك أين الصح وأين الخطأ بذلك، واقصد نرى البعض من الإناث بقمة الأخلاق الظاهرية من حيث الملبس وظهورها أمام الناس، ولكن للأسف هي بالأصل فتاة تفتقر لمقومات الأخلاق والعفة أصلا، ونرى البعض الأخر من الفتيات في قمة الجمال وبملبس متعري أو نصف متعري، وتشار الأصابع الملتهبة عليها من شتى الجهات، ولكن نراها بالأصل تمتلك قمة الأخلاق والثقافة والعفة والشرف، فأي من هذه الحالتين يراها الفرد داخل المجتمع صحيحة أو غير صحيحة؟ وبالنسبة لمجتمعنا الشرقي، فيرى إن الفتاة(المستورة هي من ترتدي الملابس المكممة والحجاب وغيره من مظاهر العفة الخارجية وحسب فهمهم ومنظورهم للأخلاق والعفة والمظهر الخارجي، وأما الفتاة فترى انه لا علاقة بالعفة والشرف بالملابس والمظهر الخارجي، وان جمال وعفة وأخلاق الروح هي الأهم لتكون الفتاة حرة وتحس بأنها بشر بغض النظر لألسنة المثرثرين من حولها.. وبالنسبة لأهالي وذوي الإناث المتعريات والمستورات، فنرى إعطاء الحرية الشخصية الكاملة لابنتهم أو أختهم أو زوجاتهم على أساس الثقة الممنوحة لهم، أما للمستورات، فنرى بعض من أهاليهم مازالوا وللأسف يحاولون إخفاء إناثهم عن أنظار المجتمع وتحت غطاء الدين والعادات والتقاليد ضانين أنهم بإعمالهم التعسفية ضد إناثهم، هي حرصا منهم عليهم غير أبهين لمصير تلك الفتاة وطريقة تعبيرها الشخصي. لقد عانت الأنثى فيما مضى وما زالت تعاني من عدة ظواهر تمارس ضدها، فلو ارتدت الملابس المحتشمة أكلت نصيبها من الثرثرة الزائدة والمشوهة وان تعرت فكان الله بعونها وبسمعتها فما الذي يرضي هذا المجتمع الذي تربى على العادات والتقاليد ولكن يجهل أصولها أو يسمعها ولا يطبقها؟ وأخيرا، تبقى هذه المعضلة حديث الشارع والساعة واعتقد وبرأيي كإعلامي، إن الحرية الشخصية حق شرعي لكل إنسان ما لم يتخطى الخط الأحمر، وليس بالتعري تكون الحرية والثقافة إنما بالعلم تتجسد شخصية الأنثى ويزيد من شانها وسط المجتمع كذلك تكون قدوة يقتاد المجتمع بها.. ومهما قيل ويقال اعتقد انه من المستحيل إغلاق أفواه العالم سواء كانت الفتاة مستورة أو متعرية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |