|
كركوك العقدة .. والانتخابات إلى متى
عبد الرحمن آلوجي تبرز العقدة المستعصبة في كركوك مرة أخرى .. وبشدة وبرؤية غير معهودة، إذ جد الجد، وتحرك ما كان من ركود !!.. ومرة أخرى ـ وفي وقت يبرز وجه القضية الكوردية إقليميا وعالميا، وعلى أكثر من صعيد ـ تتجلى النوايا المتراكبة والمتراكمة عبر عقود متطاولة من جهد مبذول، وتربية متواصلة، ورؤية أحادية عروبية، حرص عليها النظام، وحرص على تشديد القبضة الأمنية، ورفع وتيرة التعريب، وحضّ المتشددين على المغامرة بأثمن ما يمكن .. بالوطنية كأعلى قيمة يمكن أن تجمع العراقيين، وتشد أزرهم نحوبناء عراق ديمقراطي تعددي، انتقل إلى ديمقراطية فدرالية توافقية، يعتمد منطق الاستفتاء على دستور عصري، كان من المفترض أن يكون حجر الزاوية، وحكما فصلا، وطاقة على لم الشمل المبعثر، وجمع الطاقات عربا وكوردا وقوميات متآخية، ومذاهب وأديان يمكن أن تجتمع على صعيد الازدهار والبناء، وتخرج من دوامة العنف والقطيعة، والانطلاق إلى استشراف مستقبل أكثر أمنا ودعة ورفاهية، بعد تطاحن وتحارب وضغائن ومحن أفقدت القيم الوطنية، والمثل الرفيعة . لقد دأبت الاتجاهات الشوفينية التي يمكن اعتبارها ضحية مرحلة بائسة على بذل كل الجهود لجمع ما تفرق من طاقاتها التي تبددت في صراعات هامشية عقيمة وحروب أكلت الأخضر واليابس، وبحثت عن كل أشكال التعريب والاحتواء والتذويب في كركوك وتوابعها، وخانقين ومندلي وسنجار وأطراف الموصل، لتستبدل الهوية، وتسلخ الإنسان الكوردي والتركماني والآثوري من جلده، لتؤول به إلى الانتماء العربي، والهوية العربية، علاوة على ذلك كان الترحيل والتهجير وقوافل الأنفال، ونتيجة لكل هذا وذاك لم يعد البعد التاريخي والأثني والهوية القومية الغالبة في كركوك والمناطق المستقطعة مجديا، مع دخول الوقت الحاسم لمناقشة قواعد اللعبة في الانتخابات البرلمانية المقترحة، مع امتلاء الذهنية العروبية بكل أشكال وملابسات البعد الاصطفائي، والرؤية الأحادية، والنظرة العشرية الترحيلية، بحيث لم تعد كل أشكال المماطلة في تنفيذ المادة الدستورية (140) وملحقاتها وتطبيقاتها خافية، بل واضحة التوجه غير بعيدة عن سياق المرحلة السابقة,ليبرز السؤال بقوة وعمق،إلى متى هذه العقدة ؟؟! وهل من حل لتراكماتها ومماطلاتها ؟؟! وما الجدوى من تأجيل إثر تأجيل ؟؟! أسئلة تطرح نفسها، كما تطرح التساؤلات نفسها على القادة والساسة الكورد،ولا تزال تنتظر الجواب على الوضع الاستثنائي، لمنطقة حساسة وغنية، التي تعتبر الجزء الثابت والراسخ من أرض كوردستان أشبعها المؤرخون والباحثون وعلماء الآثار والأنتروبولوجيا درسا وتدقيقا، ليقف اللولوبيون والهوريون و(أراباخا ـ الاسم التاريخي) شاهدا حيا على هذه الوقائع والدراسات العميقة ؟! إن واقعا تاريخيا، ودراسة إثنية وديمغرافية منصفة، ورؤية قانونية ودستورية موضوعية، تفرض الإنصاف ومراجعة الموقف والوقوف بدقة أمام هذا الصبر الطويل والعميق الذي أبداه التحالف الكوردستاني، وقادة العملية الديمقراطية من الكورد، والشعب الكوردي الملتزم بكل أعباء ومسؤوليات العمل الوطني العراقي، أمام تحديات التعنت والمماطلة والتجاهل، وركوب الرأس في هذه المرحلة الحيوية والخطيرة من تاريخ شعبنا، في وقت تنمووتتصاعد وتصل القضية الكوردية إلى الذروة من الاهتمام الإقليمي والعالمي، لتظل الأنظار مشدودة إلى المشهد الدرامي في كركوك .. ذلك المشهد الضاغط على الأسماع والأبصار، لتنشد إلى عرضه، وهي تنتظر الفرج الواعد والقريب، بعيدا عن منطق القوة والعنف، وإعادة العجلة إلى الوراء .. على أمل صحوة وطنية ملتزمة، وحس أخلاقي يأخذ في الاعتبار العراق الديمقراطي والفدرالي الجديد ؟؟! فهل من مصغ ؟؟ وهل هناك من أحد يحدد للقافلة لتسير سيرها الوئيد، مع تقدم العملية السياسية في عراق أكثر حداثة وازدهارا ؟؟!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |