مؤتمر واشنطن للإستثمار .. نجاح في الإعداد وقدرة في الإقناع

 

جعفر الموسوي

إعلامي عراقي – الولايات المتحدة

almosawi888@yahoo.com

فوجئت الأوساط السياسية والأقتصادية  الامريكية بحجم الرسالة التي قدمها العراق في مؤتمر الإستثمار العراقي الامريكي الذي إنعقد في واشنطن للفترة 20 – 21 أكتوبر الجاري، من خلال حضور أكبر وفد عراقي جمع بين رجال السياسية والإقتصاد والكوادر المتقدمة في الوزارات والمحافظات، ودعوة مفتوحة للإستثمار أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بثلاث أنواع من أشكال الضمانات للشركات المستثمرة، ضمانة قانون الإستثمار العراقي، وضمانة كفلتها إتفاقية الوكالة الدولية لضمان الإستثمار التي وقع عليها العراق عام 2007، وضمانة الاتفاقيات الثنائية لضمان وحماية وتشجيع الاستثمارات، مع إعفاء ضريبي وتطمينات للشركات المسثمرة بعدم مصادرة أو تأميم المشروع الإستثماري، فضلاً عن حماية هذه المشاريع من قبل المؤسسة الأمنية التي أشار المالكي الى قوة بسط  أجهزتها في الارض العراقية مستعرضاً أرقام التحول في إستقرار الوضع الامني .

 ومثلما سجلت الصحف الامريكية لكلمة المالكي خطفها للأضواء في هذا المؤتمر بكلمة واثقة من وعودها، فإن رجال أعمال أمريكيين وعراقيين كانوا يسجلون للمالكي إختياره الصائب في إسناد مهمة رئاسة الهيئة الوطنية للإستثمار الى أكاديمي عراقي درس في الولايات المتحدة، حصل على الدكتوراه من جامعة إيسترن – مشيغان، هو الدكتور سامي الأعرجي الذي إستطاع بفريق عمله من إقامة أكبر تظاهرة إقتصادية عراقية في الولايات المتحدة كما جاء على لسان المستشار الإعلامي للمالكي ياسين مجيد،لا يمكن التغافل أيضاً عن مجهود السفارة العراقية في واشنطن متمثلة بجهود السفير الصميدعي وجهود القنصل الاقتصادي العراقي في واشنطن نوفل الحسن الذي يمثل نموذجا ناجحا لقصص العراقيين المهاجرين الذين خلقوا من أجواء معاناتهم طريقاً نحو سلم النجاح لم تغب عنه المثابرة مكنهم فيما بعد من مشاركة فاعلة في المشهد العراقي الجديد .  

الحضور العراقي المكثف في المؤتمر جعل وزيرة الخارجية الامريكية ترتجل كلمة رمت الكرة فيها في ملعب الشركات الاقتصادية المتباطئة في ولوج ساحة الإستثمار في العراق، فأكثر من 300 شخصية عراقية جاءت من العراق للمشاركة في المؤتمر، وزراء وأعضاء برلمان ومحافظين وكوادر اقتصادية واكاديمية، وأكثر من ألف شخصية من الولايات المتحدة الامريكية بينهم رجال أعمال عراقيين وعرب، حسب ماذكر مهند حيمور أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمرالذي أوضح أن الكثير من طلبات الافراد والشركات لم يتم قبولها لضخامة العدد الكبير الذي قام بالتسجيل مبكراً لحضور المؤتمر الأمر الذي جعل العديد من المشاركين يطالبون بتمديد أيام المؤتمر أو إقامة مؤتمر تكميلي آخر، فيما سجل الدكتور سامي الاعرجي أكثر من 220 لقاء رسميا مع الشركات والافراد المستثمرين ذكر انه قام بتشكيل لجنة لمتابعة للوقوف على تفاصيل إنجاز العقود، ومازاد من حماس الشركات الامريكية انها سجلت لقاءات مباشرة مع المسؤولين العراقيين دون وساطة من الحكومة العراقية وهو ماأفصح عنه كولينز وايت رئيس شركة ديفنيس شيلد الأمريكية للمعدات  في حين سجل حضور وفود المحافظات  نشاطاً ملفتاً للنظر هو الآخر في حركة البحث عن فرص الإستثمار، فمثلما ذهب الدكتور شلتاغ عبود المياح محافظ البصرة الى أولوية الأستفادة من الخبرات العراقية المهاجرة وتقديم التسهيلات لرجال الاعمال العراقيين في أمريكا في الحصول على فرص الاستثمار، فإن محافظ النجف عدنان الزرفي ذهب الى أبعد من مجرد الأستثمار في قطاع السياحة الدينية التي تشتهر بها النجف وباقي الأماكن المقدسة في العراق الى فتح أجواء محافظته أمام الخطوط والشركات العالمية الجوية محققا نجاحا في اقناع الأمريكيين بفتح مجال الملاحة الجوية بين مطار النجف والمطارات الأمريكية .

وبالمقارنة بين مؤتمرات إستثمار عقدت في مناطق أوربية فان الحصاد الذي جناه العراق في هذا المؤتمر في التقدم نحو ساحة العرض والطلب هو أفضل بكثير من المؤتمرات السابقة، الأمر الذي يعده بعض المسؤولين العراقيين خطوة جريئة من الشركات الامريكية المستثمرة التي راحت تطوف على عناوين مجالات الإستثمار المتعددة كالصحة والتعليم والكهرباء والنفط والأمن والدفاع وتكنلوجيا الإتصال والخدمات المصرفية والأسكان وغيرها .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com