|
ج 3 من شرائط وعلامات ظهور الامام المهدي عليه السلام
محمود الربيعي في هذا الجزء نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب اللغوية للالفاظ المتعلقة بعصر الظهور كلفظ الحوادث والدلالات والآيات وسنورد بعض تلك الحوادث التي وردت في الاخبار كما نورد بعض الايات المتعلقة بذلك العصر. الحوادث ومن الجانب اللغوي ومن لسان العرب: الحَدِيثُ: نقيضُ القديم. وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع. خبر الشيخ المفيد: وورد في خبر الشيخ المفيد عبارة: ومن جُملةِ هذهِ الأحداثِ محتومةٌ ومنها مُشتَرَطَة. وورد في الاخبار خروجُ السفياني من المحتومِ ؟ قالَ: «نعَمْ، والنداءُ من المحتوم، وطُلوعُ الشمسِ من مَغْرِبها محتومٌ، واختلافُ بني العباس في الدولةِ مَحتومٌ، وقَتْلُ النفس الزكيةِ محتومٌ، وخروجُ القائمِ من آلِ محمد محتومٌ » قُلتُ له: وكيفَ يكونُ النداءُ؟ قال: «ينادِي مُنادٍ من السماءِ أَولَ النهار: أَلا إنَّ الحق مع عَليٍّ وشيعتِه، ثُمَّ ينادِي إبليسُ في آخرِ النهارِ من الأرضِ: أَلا إنَ الحق مع عثمان وشيعتِه، فعندَ ذلكَ يَرْتاب المُبْطِلونَ ». وجاء في العبارة: «لا يَخْرُجُ القائمُ حتى يَخْرُجَ قَبْلَه اثنا عشرمن بني هاشم كُلُّهم يَدْعُو إلى نَفْسِه. ومن الحوادث أولا: وهَدْمُ سورِ الكوفةِ. ومثل هذه الاخبار قد تحتاج الى فهم للموروث ولمستقبل هذه المدينة وقد تشير الكوفة الى العراق عموما أو النجف والكوفة معا الى غير ذلك من الاجتهادات الجغرافية، وفي روايات أخرى ذكرت عبارة جدار مسجد الكوفة بدلا عن سور الكوفة. ثانيا: ونارٌ تَظْهَرُ بالمشرقِ طُولاً وتبقى في الجَوِّ ثلاثة أيّامِ أو سبعة أيّامٍ. والنار قد تعطي معاني مختلفة فقد تكون إشارة الى الحرب ومنها الحروب الجوية، وقد تعن، وتعبير المشرق أيضا قد ياخذ معاني متعددة، فهل يعني مشرق الارض أم دول الشرق أم شرق دولة معينة يجري عنها الحديث بشكل مستمر كالعراق مثلا. ثالثا: وبثق في الفراتِ حتى يَدْخُل الماءُ أَزِقَّةَ الكوفةِ. انبثق الماء: انفجروجرى مجمع البحرين - بثق - 5: 136 ومثل هذه الاخبار لايعول عليها لكثرة حدوثها في كثير من الاوقات. رابعا: وعَقْدُ الجسرِممّاَ يلي الكَرْخَ بمدينةِ السلام. وسيأتي الحديث عن ذلك فيما بعد. خامسا: وارتْفاعُ ريحٍ سوداءَ بها في أوّلِ النهارِ ؛ وزلزلة حتى يَنْخسفَ كثيرٌ منهاَ، وخوفٌ يَشْمَلُ أهلَ العراقِ، وموتٌ ذريع فيه، ونَقْص من الأنفسِ والأَموالِ والثمراتِ، وجرادٌ يَظهرُ في أوانِه وفي غير أوانِه حتى يأتيَ على الزرعِ والغلاّتِ، وقلّةُ ريْعٍ لما يَزْرَعَه الناسُ. وهي أخبار عمومية تحدث في مختلف مراحل الحياة السياسية في مختلف العصور. سادسا: ثم يُختَمُ ذلك بأربع وعشرين مَطْرَةً تَتَّصِلُ فتَحْيى بها الأرضُ من بعد مَوْتِها وتُعرفُ بَرَكاتُها. وهي علامات عمومية تحتاج الى قرينة. سابعا: قالَ أَميرُ المؤمنينَ عليه السلامُ: «بين يدي القائم موتٌ أَحمرُ وموتٌ أَبيضُ، وجرادٌ في حينهِ وجرادٌ في غير حينهِ كأَلوانِ الدمِ، فأمّا الموتُ الأحمرُ فالسيفُ، وأَمّا الموتُ الأبيضُ فالطاعونُ » . وهي حوادث عمومية تحتاج الى قرينة زمنية وقرائن أخرى تتلق بعصر معين. ثامنا: «إنَّ قُدّامَ القائمِ عليه إلسلامُ لسنة غَيْداقَةً، يَفْسُدُ فيها الثمار والتمر في النخلِ، فلا تَشُكُّوا في ذلك » . قد يكون إجتماع العلامات والقرائن أكثر إقناعا في تحصيل بيان عصر الظهور المبارك مما يكون قبله أو قريبا منه.
الدلالات ومن لسان العرب: والجمع أَدِلَّة وأَدِلاَّء، والاسم الدِّلالة والدَّلالة، بالكسر والفتح، والدُّلُولة والدِّلِّيلى. قال سيبويه: والدِّلِّيلي عِلْمُه بالدلالة ورُسوخُه فيها. وفي حديث علي، رضي الله عنه، في صفة الصحابة، رضي الله عنهم: ويخرجون من عنده أَدلَّة؛ هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا فيَدُلُّونَ عليه الناس، يعني يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة. ودَلَلْت بهذا الطريق: عرفته، ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة، وأَدْلَلت بالطريق إِدْلالاً.والدَّلِيلة: المَحَجَّة البيضاء، وهي الدَّلَّى. وقوله تعالى: ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً؛ قيل: معناه تَنْقُصه قليلاً قليلاً. الآيات: ومن الجانب اللغوي: ومن لسان العرب: والآيةُ العَلامَةُ، وقوله عز وجل: سَنُريهم آياتنا في الآفاق؛ قال الزجاج: معناه نريهم الآيات التي تدل على التوحيد في الآفاق أَي آثارَ مَنْ مَضَى قبلهم من خلق الله، عز وجل، في كل البلاد وفي أَنفسهم من أَنهم كانوا نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عظاماً كسيت لحماً، ثم نقلوا إِلى التمييز والعقل، وذلك كله دليل على أَن الذي فعله واحد ليس كمثله شيء، تبارك وتقدس. وتَأَيَّا الشيءَ: تَعَمَّد آيَتَهُ أَي شَخْصَه. وآية الرجل: شَخْصُه. ابن السكيت وغيره: يقال تآيَيْتُه، على تَفاعَلْتُه، وتَأَيَّيْتُه إِذا تعمدت آيته أَي شخصه وقصدته؛ وآيات الله: عجائبه. الفراء في كتاب المصادر: الآية من الآيات والعبَر، سميت آية كما قال تعالى: لقد كان في يوسف وإِخوته آيات؛ أَي أُمور وعِبَرٌ مختلفة. ومن ألآيات أولا: كسوفُ الشمسِ في النصفِ من شهرِ رمضان،وخسوفُ القمرِ في آخره على خلافِ العاداتِ، وخَسْفٌ بالبيداءِ، وخَسْف بالمغرب، وخَسْفٌ بالمشرقِ، وركودُ الشمسِ من عندِ الزوالِ إلى وسطِ أوقاَتِ العصرِ، وطلوعُها من المغرب. عادة مايحدث الكسوف في اواخر الشهر القمري، كما أن الخسوف يحدث في وسط الشهر القمري ولكن عندما تنعكس الآيتين فإن ذلك يعد آية غريبة وجديدة لم تكن معهودة من قبل. وبالنسبة للخسوفات فلايمكن أن يعول عليها لأنها عمومية وتحدث بشكل دوري وتحتاج الى قرينة قريبة لكي تلازم حدث الظهور. وأما بالنسبة لركود الشمس واستقرارها في موضع معين دون أن تتحرك كعادتها فيعد آية جديدة على خلاف العادة من أن الشمس مستمرة على حركتها المدارية الدورية دون توقف. وبخصوص طلعتها من المغرب فهو أمر غريب جدا ايضا ويدعو الى الدهشة وهذه الظواهر الكونية المتعلقة بالشمس ليس لها تفسير فيما لو وقعت إلا بقدرة الله عز وجل ولتكون تصديقا للاخبار. ثانيا: وطلوعُ نَجْمٍ بالمشرقِ يُضيءُ كما يُضيءُ القَمَرُ ثم يَنْعطف حتى يكادُ يلتقيَ طَرَفاه، وحُمْرَةٌ تَظْهرُ في السماءِ وتنتَشِرُ في آفاقِها. ثالثا: ونداءٌ من السماءِ حتى يَسْمَعَه أهلُ الأرضِ كلُّ أهلِ لغةٍ بلغتِهِم، ووجهٌ وصدْر يظهرانِ من السماءِ للناسِ في عينِ الشمسِ. النداء من السماء إما أن يكون ظاهرة سماوية لاعلاقة لها بأهل الأرض كأن يكون صوت ملك من الملائكة مثلا، أو قد يكون بواسطة الأجهزة السمعية المتعارف عليهاكلنقل الفضائي عبر الاقمار الصناعية التلفزيونية ويمكن أن يتردد بكل اللغات ويبث آليا وفق التطور التكنولوجي الحديث. رابعا: وأمواتٌ يُنْشَرونَ من القبورِ حتى يَرْجِعوا إلى الدنيا فيتعارَفونَ فيها وَيتزاوَرُونَ. لاأجد أية غرابة أبدا من رجوع بعض الأموات حيث تعتبر هذه ألآية من أهم الآيات التي تكون مصدقة لظهور الإمام المهدي المبارك، وأعتقد جازما أن المتخلف فقط هو الذي لايمكنه تصديق مثل هذا الخبر الذي لايتعارض مع إيمان المؤمن بقدرة الله واولياؤه كعيسى بن مريم عليه السلام. خامسا: لا بدَّ من منادٍ ينادي من السماءِ بأسمِ رجل من ولدِ أَبي طالبٍ، فقُلْتُ: جُعِلْتُ فداك يا أَميرَ المؤمنينَ تَرْوي هذا؟ قالَ: إي والَذي نَفْسي بيدِه لِسماعِ أُذُني له، فقُلْتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، إنَّ هذا الحديثَ ما سَمِعْتُه قَبْلَ وقتي هذا! فقالَ: يا سيفُ، إنَّه لحقٌّ، وإذا كانَ فنحنُ أَوّلَ مَنْ يُجيبُه، أَما إنَّ النداءَ إلى رجلٍ من بني عمِّنا، فقُلْتُ: رجلٌ من ولدِ فاطمة؟ فقالَ: نعَمْ يا سيفُ، لولا أَنَّني سَمِعْتُ من أَبي جعفر محمد بن علي يُحَدِّثُني به، وحَدَّثَني به أَهلُ الأرضِ كُلّهم ما قَبِلْتُه منهم، ولكنَّه محمدُ بن عليّ ِ. وهذا الخبر يؤكد ماذكرناه ويدعم الرأي الاول الذي يقول ب،ه صوت ملك من الملائكة ويمكن أن يكون جبريل عليه السلام خصوصا ان له علاقة وثيقة بالامام المهدي عليه السلام وسيكون أحد أعوانه. سادسا: وُهيب بن حفص، عن أَبي بصير قالَ: سَمِعْتُ أَبا جعفرَعليه السلامُ يقولُ في قوله تعالى: ( إِنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) قالَ: «سَيَفْعَلُ الله ذلك بهم » قُلْتُ: مَنْ هم ؟ قالَ: «بنو أُميةَ وشيعتُهم» قُلْتُ: وما الآيةُ؟ قالَ: «رُكودُ الشمسِ ما بين زوالِ الشمسِ إِلى وَقْتِ العصرِ، وخُروجُ صَدرْ ووَجْهٍ في عينِ الشمسِ يُعْرفُ بحسبِه ونَسَبِه، وذلك في زمانِ السفياني، وعندها يكونُ وبَوارُه ولَوارُ قومِه » . وهذا الخبر يؤكد أن بعض الحوادث المذكورة لها قرينة بالظهور وملازمة له وقريبة منه. سابعا: الحسينُ بن يزيد، عن منذر الخوزي عن أَبي عبدالله عليه السلامُ، قالَ: سَمِعْتهُ يقولُ: «يُزْجَرُ الناس قَبْلَ قيام القائمِ عليه السلام عن معاصيهم بنارٍ تَظْهَرُ في السماءِ، وحُمْرَة تًجَلِّلُ الَسماءَ، وخسفٍ ببغدادَ، وخَسْفٍ ببلدِ البصرةِ، ودماءٍ تُسْفكُ بها،وخراب دوُرِها،وفناءٍ يَقَعُ في أَهْلِها، وشُمولِ أَهْلِ العراقِ خوفٌ لا يكونُ لهَم معه قَرارٌ» . وهذا الخبر يدعونا الى أن الغرض منه هو أن يكون هناك خوف ورعب يسبق الظهور ومن مصاديق هذا الخوف النار وحمرة السماء والخسوفات وسفك الدماء والخراب والتدمير وإفناء الحياة بشكل جماعي ورعب مستمر يتحرك بين حين وآخر فكلما تصور الناس أن الحالة ستستقر وتهدأ تتحرك عوامل الرعب والاثارة من جديد، كما يبدو أن هذه الحوادث متلازمة ومتلاحقة بحسب الخبر. وبذلك نكون قد القينا الضوء على بعض الحوادث والآيات المتعلقة بالظهور لعلها تساعد في تقريب مفهوم الحادثة والآية التي تسبق الظهورأو تلازمه بمقتضى الأخبار الواردة في أمر الظهور وهي كثيرة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |