ايها الساسيون لا تختلفوا

 

الشيخ  الدكتور خالد عبد الوهاب الملا

رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

afnan_310@maktoob.com

الاختلاف في العمل السياسي والمجالات الأخرى أمر طبيعي ومقبول إذا لم يترك صراعا أو ضعفا أو تهشما في مشروع أو حركة أو دين أو بلد!!! ونحن نرى الخلاف أو الاختلاف حتى في مصادر التشريع الإسلامي وقبولها بين المذاهب الإسلامية بل نرى الخلاف في المذهب الواحد نفسه ونراه أيضا حتى في فهم النصوص الشرعية من القران والسنة المطهرة من قبل العلماء والمجتهدين من سلفنا الصالح هذا في أمر الدين والشريعة وكذلك في عالم  بحر السياسة الكبير المتلاطم تتباين الآراء وتختلف المشارب والروىء وفي كل بلدان الدنيا هذه هي طبيعة الإنسان ونحن في العراق هذا البلد الذي عانى ما لم يعانيه أي بلد آخر نعيش اجواءا حقيقية من اختلافات في وجهات النظر وهذا أمر صحي ومقبول يتلائم مع العراق بوجهه الجديد ولكن لا نريد هذا الاختلاف يؤثر على قلوب الساسة والمثقفين ولا يؤثر على المنجزات التي حققها الشعب العراقي ولا نريده أن ينزل إلى مستوى ضعيف وهزيل بحيث ينشغل الساسة بأنفسهم تاركين عدوهم الحقيقي أنا اعذر كل السياسيين الذين يركضون هنا وهناك لجمع صوت أو تأييد ليحققوا لهم مكسبا يصلون من خلاله إلى سدة حكم العراق ولكن لابد أن نشير جميعا إلى قضيتين مهمتين تتعلق في مصير البلاد وشعبه الصابر المجاهد القضية الأولى: على السياسيين أن يجعلوا هم العراق همهم الذي لا يغادر أنفسهم ويجعلوا مصلحة الشعب العراقي قبل كل شيء  بهذا سيكسبون ثقة جماهيرهم التي انتخبتهم وصوتت لهم في مراكز الاقتراع لان الشعب شعبنا والبلد بلدنا وحق علينا جميعا أن نقدم كل الخير لهذه البلاد سيما إذا تخلصنا من آخر جندي أجنبي وما ذلك ببعيد إن شاء الله بعد أن اختار أكثر العراقيين المقاومة السياسية لإرجاع السيادة الكاملة لهذا الوطن العزيز وكل هذه المشاريع تحتاج إلى أن نزرع وبقوة حب الوطن في قلوب أبناء شعبنا لان حب الوطن من الإيمان وانظروا إلى العراق ومعانته الكبيرة حيث الحروب المدمرة والغزوات الخاسرة والسياسات الفاشلة التي تركت أثرا سلبيا على البلاد والعباد فأصبح البلد ضعيفا مريضا يعاني ما لا تطيقه الجبال الرواسي ولكن لا أنسى الوقفة المشرفة لكل أبناء العراق الذين وقفوا لكي يُنتجوا عملية سياسية يتسلم فيها العراقيون سدة الحكم بلا دماء ولا انقلابات فاشية تزين وترسم باسم ثورة مجيدة يقدسها الناس بصلواتهم ويسبحون لها غدوا وعشيا طائعين ومكرهين وإلا قُتلوا ولُعنوا وسُجنوا وسحلوا وهُجروا أما القضية الثانية: فهي عدونا المشترك والذي يتقمص بوجوه متعددة إسلامية وعلمانية فالإسلامية تلك التي حملت شعار الإسلام وارتسمت التطرف صورة له وراحت تقتل الناس وتشوه صورة الإسلام ليلا ونهارا وعلمانية (النظام السابق) نموذجا الذي ثبت فشله بكل مقاييس علم السياسة فبدأ بقتل أبناءه عام1979 وقبله تحت قاعدة الثورة تأكل أبناءها والشيء الذي نتحدث عنه هو تاريخ عشناه ولازلنا نعيش أثاره!! فقط يحتاج منا إلى أن نعترف بالأخطاء وان لا نكابر لان المكابرة هي التي جرت البلاد إلى ما نحن عليه اليوم وانصح الجميع أن يستمعوا مثلا إلى القيادي  تايه عبد الكريم أو حامد الجبوري أو صلاح العلي وغيرهم كثير جدا (وشهد شاهد من أهلها) وهم يتحدثون عن تلك الحقبة المظلمة والتي عاشوه بكل تفاصيلها وعن قرب من مصدر القرار؛ إّذن الفكر واحد والدوافع واحدة والجرم نفسه انه استئصال الآخر وقتله هذا هو الشعار الذي يحمله المتطرفون الإرهابيون والبعثيون العقائديون الخاسرون فماذا تريدون أيها الساسة العراقيون أن يرجع العراق إلى دائرة العنف والقتل على الهوية حيث الفوضى الخلاقة كما يقال ماذا تريدون أن يضيع العراق من أيدي أبناءه مرة أخرى لتحكمنا الدكتاتورية العنيفة العمياء والتي قتلت حتى أبناءها و التي لا ترقب فينا ذمة ولا ضميرا  أيها الساسة العراقيون اجتمعوا على كلمة سواء لتحموا العراق واجعلوا هدفكم العراق والعراق وحده نعم تناقشوا واختلفوا في ارائكم ولكن لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اختلفوا ولكن دون أن يصل الأمر إلى فساد قلوبكم فيكون الحقد والبغضاء بينكم وهذا بطبعه سيفرح عدوكم ويشمت الأعداء فيكم أيها الساسة العراقيون هذه نصيحة محب لبلده وشعبه ودينه الإسلام ونحن مع أن يشارك الجميع في بناء العراق ولكن على الأسس الصحيحة لان شعبنا تعب كثيرا وآن الأوان أن يستريح من التعب وقلة الخدمات آن الأوان أن يُحارب الشعب المفسدين الذين نهبوا أموال الشعب وضيعوها أيه الساسة انظروا لشعبكم ومعاناته وتعاونوا جميعا على خدمته ونحن ضد أن يهمش احد ولكن نحن مع أن يُستبعد قتلة الشعب العراقي والخيار في الأخير هو خيار للشعب وحده وذلك حينما يختار وبحرية من يمثله في قيادة البلد وصنع القرار وإدارة الدولة وذلك عن طريق صندوق الاقتراع.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com