اطلاق موقع الخالد ناجي آكره يي

 

ديار بهجت آكره يي

 keys_karadaghy@hotmail.com

الخلود الابدي

 عمي وأبي الكبير ناجي :

 لقد قررت أن تمشي على جسر الموت عابرا نحو الخلود الابدي، فقد رسمت الخلود منذ الخطوة الاولى في درب الكوردايتي الطويل،  نقشت خارطة الوطن في قلبك العزيز وسرت على هداه الى الرمق الأخير، فرشت الخلود طريقا منذ الوهلة الاولى من زمن الكتابة، سهرت الليالي الطوال مع القلم والقرطاس ولم ترفع يدك من جيده  لحين ولادة المقالات التي أصبحت لي خير مرشد الى عالمك الجميل، كنت أظن أن أنبهاري لكل مافيك محظ ارتباطي بك كأب وعم ومرشد ودليل ومربي فاضل ولكني ويوما بعد آخر كنت أقترب من اليقين بعدما وجدت رهطا من خيرة المثقفين والساسة وعلية القوم يتخذون منك صديقا وفيا يخاطبوك بأجمل ما يملكون من كلمات، لم أراهم ساعة يجنحون الى جادة تنقصها أرصفة الاحترام .

وعندما أذيع خبر رحيلك الى جنة الخلود تسارعت أنامل الاحبة تمسك الاقلام لتنزف مجلدا كاملا من الرثاء الذي تتقطر منه الدماء الممزوجة بالدموع لتجمعه وزارة الثقافة في متن كتاب كامل صدر في أيام المهرجان ووزع على أحبتك من الحاضرين في قاعة بيشوا بالعاصمة أربيل، حضور دافئ دفئ قلبقك النابض للثقافة، شعراء وكتاب وباحثين ومؤرخين ووزراء وكبار الساسة ومحبي الفكر الذي أحتضنته سنينا طوال، كنت أراك في تلك القاعة المهيبة من  عيون الكامرات المحمولة، وفي عيون الفيتيات والفتيان وفي الأصوات المخلصة التي تصدح من حناجر المحاضرين، فقد جمعت أجزاء كوردستان الأربعة في تلك القاعة، شمال وجنوب وشرق وغرب، كنت أتفحص وجهك الأبوي في الباجات المعلقة على الصدور الشامخة، في البوسترات المختلفة المعدة لتلك المناسبة المقدسة، فمن كل القارات كان لك خل و خليل ومن كل دول العالم حضر من أجلك مندوب وسفير والكل يناد بأسمك أيها الامير بينما الاذاعات والفضائيات تهجي بنبأك عبر الأثير، كم كنت جميلا أيها الجميل، كم كنت ساميا أيها الباسق الطويل .

تحرك موكب عرسك منطلقا من أربيل نحو آكرى حيث الجبال التي حملت على ظهرها حضارات وحضارات وفي قبالة موقعة زيندان وقفت شامخا وبيدك كتاب العشق، عشق الكلمة وعشق الوطن وعشق الجمال، أتدري يا عماه من حمل الوشاح على شموخك المغطى ببردة ناصعة بيضاء، عزيز قدم من أرض فلسطين، صديق شعبنا الدكتور تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي قال بحقك كلمات لا تليق الا بمقامك الرفيع , ماذا أنقل لك من أحداث العرس، حرص صديقك فاضل ميران، مواكبة المفكر فلك الدين كاكايي لصغائر وكبائر العرس وتفاصيله، أم الحضور المتكرر للمؤرخ الكبير الدكتور كمال مظهر أحمد رغم متاعبه حفظه الله،  اصدقلئك القادمين من امريكا وأوروبا من كل قوم ولون وثقافة، أعذرني من عدم كتابة أسمائهم فهم كثيرون أدام الله بقائهم أخاف أن أنسى أسما عزيزا وأقع تحت طائلة حسابك الذي يعني لي الكثير والكثير .

يا عمي الخالد :

طرح العزيز فؤاد ميرزا فكرة اطلاق موقع الكتروني يحمل اسم ناجي آكره يي، وتلقف الربع فكرة الموقع باهتمام واعلنت استعدادي لادارة الموقع بمؤازرة أصدقائك من الكتاب، موقعك الآن محجوز على الشبكة الألكترونية وبعد فترة وجيزة ستطلق، سيكون موقعا يحمل تراثك الفكري وأرشيفك وصورك بالاضافة الى القسم الحي الذي يستقبل الاخبار والمقالات والبحوث والدراسات وكل ما يخدم الثقافة وريثما  توعز الهيئة الاستشارية سأكون مستعدا للعمل الدؤوب وعهدا أن أكن لهم كل الاحترام علني أنل رضاك ورضاهم وستكون العزيزة أم سامان صاحبة الامتياز فهي خير من أستلم الراية من بعدك ولنا أن نسير فخورين بها الى الابد أطل الله ظلها الامين

ايها الوالد الأمين :

أنا أدري أن المهمة صعبة وأصعب من أن يتحملها من هو مثلي يحمل ثقافة متواضعة وهي من زادك الوفير، لكني سأحاول أن أمشي في دربك واتلون بلونك وأرتدي ردائك لعلني أبلغ شواطئ ناجي الكبير، ترى هل أكون موفقا ؟، هذا ما يجيبه الزمن اللاحق والله من وراء القصد .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com