|
صبحي جايخانه سى .. رمز من رموز الثقافة التركمانية وعنوان للمحبة بين مكونات كركوك أوزدمير هرموزلو العراقي.. عندما يسمع أو يقرأ عن مدينة الذهب الاسود،كركوك،تخطر بباله المادة 140 السيئة الصيت او المادة 23 التي ذهبت في مهب الريح او الصراع على النفط او سياسة التغيير الديموغرافي التي تتعرض لها هذه المدينة منذ خميسنيات القرن الماضي. لكننا اليوم سنحاول الابتعاد بعض الشيء عن المشاكل والتجاذبات السياسية التي تلقي بظلها الثقيل على المدينة،حيث سنلقي الضوء على واقعها الثقافي الذي يمثل التركمان الجزء الاهم والاكثر وضوحا فيه. شددنا الرحال لكي نستقر في حي (قورية)..هذا الحي الذي تقطنه غالبية تركمانية،وهو حي تخرج منه العديد من السياسيين والمثقفين التركمان الذين ساهموا في تنشيط الحركة السياسية والثقافية لشعبهم.وكانت محطتنا الاولى منطقة (جريت ميدانى) وتعني بالعربية (ميدان سباق الخيول) وسبب تسمية المنطقة بهذا الاسم يعود الى انه في فترة حكم الامبراطورية العثمانية كانت تقام فيها سباقات الخيول،حيث زرنا مقهى صبحي أو (صبحي جايخانسى) كما يحلو للكثيرين تسميته. عندما دخلنا الى المقهى كان بانتظارنا معرض لصور الفنانين التركمان العمالقة امثال أستاذ الخوريات التركماني (رشيد كوله رضا) و(محمد قلايي)،وكانت صورة استاذ الخوريات المرحوم عبد الوهاب (هابة) تتصدر لائحة الصور من حيث كبر حجمها مقارنة بالصور الاخرى،حيث يتمتع (هابة) بشعبية كبيرة عند التركمان. ونحن نتجول داخل المقهى التقينا بصاحبه السيد صبحي الذي تحدث لنا عن تاريخ تأسيس هذا المقهى قائلاً: افتتح المقهى في ثمانينيات القرن الماضي،لحاجة المنطقة الى مقهى جديد يجمع ابنائها خصوصا بعد اغلاق مقهى طارق،مضيف،بعد سقوط النظام السابق وتثميناً لنضاله ثم تشرفنا بالتعرف على (كليكدار) او بمحاسب المقهى والذي رغم صغر سنه يحلو للكثيرين تسمية بـ(دايي جمال).بعدها التقينا بالنجم (يحيي) الذي يغضب احيانا من كثرة العمل لكنه في الحقيقة يحمل قلبا ناصع البياض لايحب جرح احد. اخيرا التقينا بمجموعة شابة والتي تتردد دائما على المقهى وتتكون من (أوغوزو جهاد وحلمي وأردال ويوسف ونبيل وعلي ولؤي) حيث اكدوا لي بأن اليوم الذي لم يأتوا الى المقهى يحسون كأنهم فقدوا شيئا م،وقالوا ايضا لولاهذا المقهى لكانت المجموعة قد تفتتت وكل واحد منا ذهب في سبيله. بعد كل هذا لم يتبق لنا سوى القول بأن هذا المقهى يشكل ملتقاَ للمكونات الاخرى ايضا في المدينة،لان العرب والأكراد والمسيحيين يشكلون جزءا مهما من الاصالة والثقافة العراقية... والى الملتقى...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |