|
حزن العراق ..!
باقر الفضلي نَوى في أَصْغَرَيهِ وما سَلاكا(1) وَهَمَّ بِكَ الفُؤادُ وما جَفاكا
تَوَهَّمَ فيكَ مِنْ بُعْدٍ شَبيهَاً فما نَسَجَ الخَيالُ سِوى إِرْتِباكا
فَسارَ مَعَاكَ يَرتَشِفُ المَنايا وأَرْفَلَ في العَذابِ ولا إِشتََكاكا
تَسَرَبَ في الجَوانِحِ ذُو ضِرامٍ ليقْدَحَ في الضُلوعِ سَنى لَضاكا
فكانَ هُيامُهُ صَرْعَ اللياليْ هُيامَ النُوقِ مِنْ عَطشِ الهَلاكا
تَعَوَّدَ أَنْ يَرى الإِخْلاصَ دَرْبَاً وأَنْ تَجري المَسيرَةُ في هُداكا
فعاجَلَهُ المَصيرُ فَراحَ يَلويْ ظَنيناً في خُطاه وما إزْدَراكا
هيَ الأَيامُ ما حَفِظَتْ عُهودَاً ولا صِدْقَاً حَبَتْكَ كما حَبَاكا
أَراقَتْ مِنْ دِمائِكَ ما أَراقَتْ وأغْرَتْ بالغَنيمَةِ مَنْ غَزاكا
فمَنْ لِيْ بَعدَما نَضُبَتْ دُموعِيْ وفاضَ الحُزْنُ مِنْ أَلَمٍ، سِواكا
***
عِراقَ المَجدِ والذِكْرى سِهامُُ نَشَبْنَ بِمُقْلَتَيَّ فَهَلْ أَراكا
جَلَبْنَ مَعَ النَوى سِحْرَ المَواضي فَرُحْتُ أَصُوغُهُ شَجَناً بَكاكا
تَفجَرَ مِنْ وَريدِ الحُلْمِ بَحْرُُ تَزاحَمَ مَوْجُهُ لَمّا سَقاكا
تَخَضَّبَ قانياً ثَغْرُ القَوافِيْ يُحاكيْ فيكَ مِنْ أَلمٍ دَهاكا
فَطالَ الفَجْرُ فيكَ وما أَضاءَتْ وجَفَ الرافِدانُ، أَسىً لِذاكا
***
أُسائِلُ كُلَّما ذُرِفَتْ دُموعُُ إذا ما كُنْتَ تَنْعَمُ في عُلاكا
وعشْتُ مَعَ الجِراحِ أَنيسَ وَجدٍ فَصارَ الجُرحُ مِنْ أَملٍ دَواكا
أُقاسِمُكَ الأَنينَ على إِصْطِبارٍ وأَصْدَحُ بالحَنينِ على هَواكا
وكَمْ ناغَيتُ فيكَ رَنينَ قَلبيْ وأّنْشَدّْتُ القَوافيَّ كَيْ تَراكا
يواصِلُ بَينَنا شَبْكُ البَواقيْ وتَسْبَحُ في سَماكَ ذُرى لُقاكا
***
عراقَ العِزِ ذا حُكْمُ اللياليْ تَبرَّمَت النُفوسُ إِذْ إِصْطَفَاكا
فَدَبْتْ مِنْ جحُورِ العَفْنِ نُكْرُُ تُراوِغُ سَيرَها ورَمَتْ قَفاكا
تُداهِنُ في الحَقيقةِ ذي مَراءٍ وتَحمِلُ زَيفَها وِدّاً مَعاكا
تُشاطِرُكَ الهُمومَ وليسَ تَبْغِي فَلاحَكَ، بَلْ مُناشِدَةً رِضَاكا
يَسيلُ لُعابُها أَنّى أَناخَتْ وأَنّى أَبْصَرَتْ عَجَزَاً أَتاكا
***
عِراقَ الحُبِ ما هامَتْ نُفوسُُ بوَجْدِكَ غَفلَةً وَرَمَتْ شِباكا
وما بَعُدَتْ عَليكَ رِحابُ قَومٍ إِذا الإِيمانُ أَلْهَمَهُمْ دُعاكا
تُعانِقُنا المَحَبَةُ حِينَ نَمْضي وتَحْدو خَطوَنا جَزَلاً خُطاكا
أَنِسْنا مِنْكَ كُلَ الحُبِ شَوقَاً وطُرْنا فيكَ ما وَسِعَتْ سَماكا
فإنْ دارتْ بِنا الأَفْلاكُ يَومَاً مَدارُ الشَمْسِ كانَ لنا ضِياكا
***
عِراقَ الوَجدِ قَدْ بَنَتْ العَوالي لمَجْدِكَ سُلَمَاً وَرَعَتْ حِماكا
وشَدَ مَعَ العَزِيمةِ مِنْكَ شَعْبُُ تَرَبَعَ عَرْشَها وسَقا ضَناكا
يَعيشُ الناسُ في جَنْبَيكَ أَمْنَاً وكَمْ لاذَ الفَزِيعُ الى ذَرَاكا
أَخا العَلياءِ ما عَتُُمَتْ دُرُوبُُ ولا حُرِمَتْ مَسَالِكُ مِنْ سَناكا
يَشِعُ الكَونُ مِنْكَ شَبيهَ شَمْسٍ تَلاشى نُورُها وطَغى بَهاكا
***
كَتَمْتُ الحُبَ في أَشْلاءِ رُوحيْ أُناجِيْ كُلَ مَنْ حَضَنَتْ ثَراكا
وأَكْتِبُ لَوْعَتِي جُرْحَاً ودَمْعَاً يُغَنْيهِ الفَهِيمُ ومَنْ عَداكا
أُفاخِرُ فيكَ كُلَ الناسِ طُراً وأَحْمِي فيكَ ما مَلَكَتْ يَداكا
أَراكَ كَما يَرى العشاقُ قَلباً تَدَفَقَ نَبْعُهُ لَمْا رَءاكا
عَقيقَ الشَرْقِ ما بَزَغَتْ شُمُوسُُ ولا دانَتْ لِغَيرِكَ في صَفاكا
***
تَوَهَمَ مَنْ رَماكَ فَخابَ ظَناً مُنيراً في ضُحاكَ وفي مَساكا
تَقاحَمَ مُدْرِعَاً يَبغيكَ شَراً تَكسَّرَ رُمْحُهُ لَمّا رَماكا
فهَبَتْ مِنْ غَفيرِ الناسِ وَلْهى تَزُفَ إِليكَ، ما يُرضي مُناكا
تَزِينُ بِكَ الحَقيقَةُ حينَ تَزهو تَرى فيكَ الشُموخَ بِمَنْ فَداكا
كَأنْكَ في مَسارِ النَجمِ بَدْرُُ مَسارَ الشَمسِ لو بَرَدُُ عَراكا
***
أَراكَ وفيكَ مِنْ حُزْنٍ، كَظِيمَاً تَخَطى ناظِريكَ الى شِفاكا
فكَمْ فَرَحاً شَدَوتَ بهِ إِحْتِساباً لِتَفْضَحَكَ العُيونُ بِما حَداكا
كَتَمْتَ الجُرحَ في جَنبَيكَ صَبْرَاً وصَبْرَاً عشْتَ تَرْتَقِبُ المَلاكا
رَعاكَ اللهُ مِنْ وَشْمِ الأَماني فَخَيرُ الوَشْمِ ما خَطَّتْ يَداكا
وما نَيْلُ المُنى حُلْمَ التَأَسِي وهَلْ يَحْبو الوَليدُ بِلا حِراكا _______________________________________________ (1) أصغريه : قلبه ولسانه
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |