الفرنسيون اكثر تفاؤلا منا ..
هادي جلو مرعي hadeejalu@yahoo.com
لا ادري ان كان الاخرون يشاركونهم التفاؤل ؟ لكن الفرنسيون يبدون حماسا تجاه استراتيجيتهم في العراق،الذي تصفه السيدة ان ماري ايدراك وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية "انه (بلاد الرافدين التي يمتد تاريخها الى الاف السنين والتي شهدت ايضا قيام وانهيار امبراطوريات في رمال الصحراء والتي عاشت ساعات مأساوية ولكنها تنهض دائما باصرار شديد ).
هذه الكلمات تشكل علامة دالة على الثقة بالعراق وعلى امكانية التعاون الجاد وفي مجالات عدة، اهمها الاستثمار في كافة المرافق التي يحتاجها الشعب العراقي للبدء بحياة جديدة خارج دائرة العنف والصراع السياسي والاحتقان الطائفي .
لكن هل يدرك الساسة العراقيون قيمة الثقة تلك وذلك التفاؤل العريض وهل سيتلقونه بروح متحفزة للنهضة بالبلاد واعمارها ام انهم سيستسلمون لرغبات خاصة ومصالح فئوية وربما عطلوه .؟
كنت اشعر بالتفاؤل وانا اتابع حركة العشرات من كبار المستثمرين واصحاب الشركات والمسؤولين الفرنسيين الذين شاركونا حفل العشاء في منزل السفير الفرنسي، وشعرت ان الامل في عودة الحياة الاقتصادية والنهوض بهذه البلاد ممكن وانه غير قابل للموت او الانحسار بل هو كالحظ الطيب، يمرض لكنه لا يموت .
يمكن من خلال تتبع نشاط السيدة ان ماري ايدراك خلال ايام زيارتها لبغداد معرفة حجم النوايا الطيبة للفرنسيين في بناء مصالح حيوية مع العراقيين واقامة مشاريع استثمارية في مختلف الشؤون التجارية والصناعية وقطاعات النقل والاتصالات والزراعة وسواها من استثمارات .. التقت الوزيرة الفرنسية بمجلس رئاسة الدولة، ورئيس الحكومة، ووزراء التجارة والنفط والمالية والنقل وكانت افتتحت الجناح الفرنسي في معرض بغداد الدولي الذي ضم 35 شركة فرنسية مشاركة،وحضرت حفل توقيع شركة مطارات باريس مع وزارة النقل العراقية عقدا بقيمة 28 مليون يورو من اجل القيام بالدراسات الخاصة بمشروع مطار الفرات الاوسط , وحفل اخر وقعت فيه شركة تالس عقدا بقيمة 8 مليون يورو مع وزارة الداخلية من اجل اصدار (الهوية الوطنية) ونظمت حفل استقبال في المسكن الفرنسي وهو الاول من نوعه منذ عقد من الزمان وحضره طبقة من رجال الاعمال من البلدين وكنت حاضرا مع عدد من الاعلاميين العراقيين .
الحماس الفرنسي للعودة الى بلاد ما بين النهرين يشكل عامل دفع لبلدان اخرى لتحذوا حذو باريس في السعي للعمل المشترك والاستثمار في كافة القطاعات .
الوزيرة قالت .. الحياة بدأت تأخذ مجراها من جديد، ونحن نأمل من خلال حضورنا ان نكون صناع الحياة الى جانب اصدقائنا العراقيين . شكرا سيدة ايدراك ..
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب