الانتخابات العراقية .. بين التحديات وإرادة المواطن

 

عمار العامري

aaaa007617@yahoo.com

أصبح من الضروري ألان أن يتحمل الجميع في العراق مسؤولية انجاز الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد، وان الضرورة تأتي من عدت أسباب تدخل في صميم العملية السياسية خصوص بعد أقرار مجلس النواب قانون الانتخابات لعام 2010 - والذي تعثر طويلا حتى جرى التصويت عليه في وقت حرج جدا إذ لم يبقى أمام الجميع سوا شهرين وبضع ساعات على موعد إجراء الانتخابات والمقرر في 16 كانون الثاني من العام القادم- وان هناك تحديات جمة تقف أمام انجاز الانتخابات أو أن العملية السياسية معرضة للانهيار أذا ما تداركت القوى الوطنية الخطر المحدق بالعراق والذي يمكن إرجاع أيام العراقيين إلى سابق عهدها حيث محاولات سلطات البعث السيطرة على السلطة خاصة وإنها تسعى تحت مسميات مختلفة بمساندة ودعم الدوائر السياسية الإقليمية لقيادات الحزب المحظور لإعادة تنظيم وترتيب خلاياهم من جديد في العراق.

ويرى المراقبين أن أهم التحديات التي تواجه العملية السياسية هي محاولة إعاقة انجاز الانتخابات في موعدها أو تأخيرها إلى إشعار أخر، وهذه المحاولات تأتي نتيجة لتحرك الجماعات المؤيدة لعصابة البعث في داخل العملية السياسية وخارجها وان هناك جهود تبذل من اجل تأخير الانتخابات أو تخلخل بعض الجماعات والمرشحين ضمن القوائم والكيانات الانتخابية إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها، ما إن هناك الكثير من العناصر الراغبة في الترشيح لدخول الانتخابات والتي تعمل لصالح حزب البعث تسعى للتأثير على الناخب العراقي- لاسيما في المحافظات الوسطى والجنوبية- بعدت طرق منها دفع الأموال والهدايا والإغراء بالوظائف والتعيينات وشراء ذمم بعض شيوخ العشائر والمتنفذين، وان هناك تعاون معهم من قبل ما يسمى بأعضاء الفرق والشعب التابعين للحزب سابقا وعناصر الأمن والاستخبارات السابقين وبتوجيهات من قيادات البعث في الخارج، ألا أن هذه المعلومات كثيرا من تفند رغم صحتها من قبل بعض المسئولين المحليين.

كما أن هناك ثمة تحديات تشاطر عودة البعث من جديد هو أعادة الحكم في العراق بـ(نظرية الحزب الواحد)، والتي تحاول بعض الدوائر السياسية ووسائلها الإعلامية خلط الأوراق أمام المواطن العراقي من اجل ثني مساعيه للمشاركة في الانتخابات من اجل حث أنصار هذه النظرية للمشاركة بشكل كبير، إذ أن هناك كيانات معينة مدعومة من جهات خارجية تحاول استخدام نفس الشعارات التي يتعاطف معها الناخب في انجاز احد الأمرين وهما التشكيك في الولاء للقوائم ذات التأثير الكبير وبذلك يصبح الناخب متحير في اختيار أفضل القوائم وبهذا تشتت الأصوات أو أنها تحصل على تلك الأصوات والتي لم تكن تستحقها أصلا وأيضا استفادة من تقليل عدد الناخبين للقوائم التي تدافع عن المصالح العليا للبلاد، وان هذه المحاولات تقوم فيها قوائم آخذت تتوغل في الشارع العراقي في الفترة الأخيرة والتي لم يكن لها أي وجود قبل سعيها للاستفادة من المال العام والمناصب التي حصل عليها القائمين على هذه القوائم.

وعليه فان نجاح الانتخابات لم تأتي فقط من المشاركة وإنما على الناخب أن يتفهم حجم التحديات التي تواجهه في عدم المشاركة أو اختيار القوائم المرشحة غير المؤهلة، وان حث المواطنين على الإقبال على صناديق الانتخابات يحتاج إلى توعية وتوجيه أفضل من حيث اختيار المرشحين الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن وعدم السعي وراء تحقيق المصالح الشخصية أو الإغراء بالمناصب، وأن ما بعد ذلك أهم واكبر إذ أن البعث والإرهاب قد تركا في العراق علامات فارقة لا يمكن نسيانها وان عودة احدهما أو كلاهما فهذا يعني عودة القتل والدمار والسجون والمقابر الجماعية والتفجيرات، وان رغم ما يعانيه الشعب العراقي من قلة في تقديم الخدمات والأعمار فهذا لا يعني أن هناك عناصر وكيانات أفضل من أبناء العراق الحقيقيين والذين ضحوا طيلة عقود من الزمن من اجل تحقيق التغيير في العراق وما يرافق العملية السياسية من أرباك فكل هذا تأتي بسبب البعث أولا والإرهاب ثانيا من وراءه تحقيق أهدافهم والأسباب التي استخدموها في التفجيرات والاستباحة لدماء الأبرياء دليل على سوء نواياهم في سعيهم لحكم الشعب العراقي من جديد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com