|
آمنة دريكان بتليت العملية السياسية في العراق بتلقيها طعنات مروّعة بين فترة وأخرى، وكلما سارت هذه العملية على سكة الديمقراطية اصطدمت بكتلةكونكريتية ألقيت في ليلة ظلماء من قبل مراهق لاعب، أو حاقد يغيضه صوت التقدم وفي هذه المحطة أو تلك يترجل الشرفاء وأصحاب الغيرة لتصليح العطب وتنظيف الطريق لتكون السكة سالكة وتكمل مسيرتها نحو صرح الديمقراطية الشامخ. إن مفكري العملية السياسية من الشرفاء حصرا وكذلك جزء من قيادات ومنتسبي الأجهزة الأمنية ممن يغلب حرصهم على وطنهم مصالحهم الشخصية وضعوا آلية لمراقبة العابثين واستطاعوا الى حد ما جعل الطريق سالكا أمام قطار التقدم، لكنهم نسوا أو غفلوا عن وجود معرقلين في داخل هذا القطار فيحاولون إيقافه متى ما تطلبت مصلحتم ذلك. بوضوح أكثر وبتعبير أدق إن هناك ممن هم داخل العملية السياسية يشكلون حجر عثرة في طريق التقدم وآخر ما فعلوه هو المشكلة التي أحدثوها في قانون الانتخابات الذي ينتظره العراقيون بشغف لظنهم أنهم سيتخلصون من الواقع البائس الذي يعيشون فيه ويحلمون بمرحلة جديدة تسود فيها العدالة وينتهي الظلم وتوزع الثروات بشكل عادل ويعيش الناس براحة وأمان. وفي الوقت ذاته ينتظر المهجرون ممن أزيحوا جبرا من العراق أو ممن هاجروا حفاظا على حياتهم من العصابات والإجرام ينتظرون فرصتهم في التصويت ووضع قناعاتهم في التصويت لكن يبدو أن الذين تسببوا في تهجير هؤلاء يخافون أن تأتي النتائج عكسية إذ من الطبيعي أن هؤلاء سوف لن يصوتوا لمن هجّرهم ...هذا ما يبدو من أول وهلة ومن أبسط تحليل للمادة التي وردت في قانون الانتخابات المعدل مؤخرا والتي منحت المهجرين نسبة (5%) فقط ! من مقاعد مجلس النواب المقبل وهذا لا يتناسب بالتأكيد لا من قريب ولا من بعيد مع أعداد المهجرين في الخارج والتي وصلت إلى 5 ملايين نسمة يتركز معظمهم في عمان وسوريا ثم اليمن والسويد وبقية دول العالم الذي يضحك من هول ما يراه (بلد يطفو على بحيرة من النفط وشعب يتسول لقمة العيش). إن الطرح الخاص بالمهجرين – إذا ما صادق عليه مجلس الرئاسة لا سمح الله – سيعود بالعراق إلى المربع الأول أي خمس سنوات إلى الوراء ، وسوف يطعن المواطنة في سويداء قلبها وسيقطع سكة الديمقراطية وهذه ليست مبالغة بقدر ما تنبيه من ألغام في طريق الديمقراطية فإذا ما سكتنا عن وجود هذه الألغام فستنفجر علينا فلا يبقى موافق أو معارض فالكل ستغرق في سفينة مبحرة وسط أمواج عاتية. إن الأسس الصحيحة للعدالة والديمقراطية والمواطنة وغيرها من المصطلحات الجميلة يجب أن تكون أسسا راسية لا يمكن لمن هب ودب هزّها أو زعزعتها ويجب أن يعترض عليه الجميع وأن لا يدعوا مجالا للعابثين بحقوق المواطن مقيما كان أم مهجرا صغيرا أم كبيرا عربيا كان كرديا مسلما أم غير مسلم يجب أن تكون ...(جميع الحقوق محفوظة) فهل الكتاب أو النشرة أو الشريط الغنائي أغلى من البشر؟ كل من تلك المطبوعات وغيرها يكتب عليها (جميع الحقوق محفوظة).
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |