العلاقات العراقية الخليجية .. ودور المجلس الأعلى في تطويرها

 

عمار العامري

aaaa007617@yahoo.com

قد لعبت الظروف التي مرت على العراق طيلة العهود المنصرمة من تاريخه المعاصر دورا كبير في واقع العلاقات العراقية الإقليمية فقد شهدت التقلبات السياسية والتغييرات في واقع الأنظمة لاسيما في العراق تأثير على هذه العلاقات، إذ حكم العراق ما يقارب من أربعة عقود بالحكم الملكي المناظر للأنظمة السياسية في اغلب البلدان المجاورة آنذاك وكان لهذه المفارقة مرددات متباينة على العلاقات الثنائية بين الدول، وعندما تغيير نظام الحكم إلى النظام الجمهوري تغيرت النظرة للعلاقات الرسمية بين الدول نفسها ولكن كان للعلاقات الخاصة والمتجذرة بين شعوب هذه الدول الدور في تمكين دولها من بناء علاقات طيبة رغم بعض التوترات التي تأتي نتيجة لظروف معينة تحكمها فرضية العلاقات الدولية المرتبطة بالدول الكبرى.

وعندما وصلت عناصر حزب البعث للسلطة في العراق عام 1968 بدأت بوادر العلاقات العراقية الإقليمية خاصة الخليجية مرهونة بسياسات جماعة الحزب المرتبطة بإفراد معينة تفرض آليات خاصة للتعاون وفق ما تراه مناسب لا حسب البروتوكولات والمواثيق التي تتعامل فيها الدول الأخرى، لذا استخدم النظام العراقي في فترة 1980–1988العديد من المسائل غير المستحسنة والتي لا تنم عن تعامل دبلوماسي حقيقي أنما كانت العلاقات مرهونة بإحكام القوى التي يفرضها نظام بغداد لاسيما بعد عام 1979 حيث وصول التيار الإسلامي الإيراني للسلطة في إيران بعد الإطاحة بالنظام الملكي العلماني وتزامن معها سيطرة صدام وجماعته على مقدرات الحكم في العراق وإثارتهم لزوبعة الحرب العراقية – الإيرانية تحت ذرائع وحجج واهية ومنها ما يخص العلاقات العراقية الخليجية إذ أن النظام العراقي حاول استفزاز الدول الخليجية وإظهار أن النظام الإيراني يحاول اجتياح الساحل الخليجي وإنهاء وجود الدول والإمارات العربية على الخليج مما حفز هذه الدول والتي أصبحت بين تخوفها من نوايا إيران غير الحقيقي وغضب صدام وتهوره على أن تدعمه في حربه على إيران حتى اجتاح صدام لدولة الكويت بعد عام ونصف من نهاية تلك الحرب لتبدأ مرحلة جديد في بناء العلاقات بين الشعب العراقي والشعوب الخليجية لعب فيها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الدور الكبير من حيث تمتين العلاقات العراقية الخليجية وتطويرها بعد تلك النكسة التي حصلت في العلاقات الثنائية نتيجة غزو الكويت في آب 1990 فقد بادر سماحة السيد محمد باقر الحكيم إلى زيارة الدول الخليجية وفتح صفحات جديدة من العلاقات الثنائية التي لا تتأثر بغطرسة النظام السابق في بغداد فقد نظم سماحة شهيد المحراب زيارات متكررة لإعادة اللحمة بين أبناء الشعبين على اعتبارات منها حسن الجوار والعلاقات التاريخية الطويلة بين الشعبين والمصالح المشتركة بينهما والتي لا يمكن التغاضي عنها وبعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق في 2003 برزت الضرورة لإعادة العلاقات الرسمية من جديد فباشر رئيس المجلس الأعلى سماحة عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم إلى إدامة تلك العلاقات بصورة ايجابية وقام بزيارة متكررة لدولة الكويت والدول الخليجية الأخرى وكان من نتائج الزيارات أعادة العلاقات الدبلوماسية لاسيما مع الكويت التي انقطعت لأكثر من 13 عام وتم فتح السفارات بين الطرفين وإعفاء العراق من عدد من الالتزامات المالية أو تخفيفها اتجاه هذه الدول ودعوة تجارها ومستثمريها للعمل في العراق، فيما تأتي زيارة سماحة السيد عمار الحكيم لرئاسة المجلس الأعلى الأخيرة لدول الخليج العربي بالأثر الكبير في تطوير العلاقات العراقية الخليجية خاصة أن هذه الزيارات المهمة تستثمر لمصالح العراق خاصة حينما يطرح فيها السيد الحكيم معاناة العراق جراء العمليات الإرهابية من قبل أعداءه وللتأثير في دعم تلك الدول لتجربة العراق الديمقراطية معتمدة على التعاون المشترك وترسيخ العلاقات في كافة المجالات التي تخدم الشعب للوقوف أمام التحديات الكبرى التي تحف بالمنطقة لاسيما محاولات بعض الدول الإقليمية في دعمها للتنظيمات البعث المحظورة والتي اكتشفت بعد تصريحات المنشقين من تلك المجاميع الذين أشاروا إلى دعم خليجي كبير لقوائم انتخابية في الانتخابات البرلمانية العراقية للتأثير السلبي على مستقبل العملية السياسية وما يترتب عليها من تأثيرات على العلاقات العراقية الخليجية. 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com