على طريق ِالحَج!!!.. آلُ سُعودُ وانفلونزا الخنازير

 

قاسم محمد الكفائي/ عراقي مقيم في كندا

ALKEFAEE@ROCKETMAIL.COM

الحَجُّ الألهِيُّ بمَفهومِهِ العِبادي يعني الفرضُ الألهي الذي أرادَ بهِ اللهُ عزَّ وَجَل للأنسان ِالمُسلم أن يجدَ فيه فرَصَا للأستِغفار، وَتطهيرِ الذُنوبِ، والتجديدِ في يومٍ مَعلومٍ من الأشهُرِ الحُرُم. هذا ما أجمَعَ عليه فقهاءُ المُسلمين، المُخلصينَ مِنهُم والمنافقين, كونَ التفسير العام للمعنى العبادي لا يخرجُ عن المناسِك الواجبةِ من طوافٍ وإحرامٍ وجَمَراتٍ، والوقوف على جبل عرفة. فسلاطينُ القصور في عموم البلاد الأسلامية مرتاحون وفرحون من هكذا مناسك، وهي تعني لهم مجرد هَروَلةٍ، وقضاءِ وقتٍ، مع معاناةٍ وتعبٍ تلمُّ بالحاجِّ أثناء الطوافِ وتلبيةِ النداء ( لبَيكَ اللهُمَّ لبَيك ). لأكثرَ من قرنٍ ظلّ آلُ سُعودٍ وأسيادُهم الغربيين يتفيئون بغفلةِ أو تغافلِ عامّةِ المُسلمين، وعجزِهم عن فَهم المَعنى الأمثلِ لمفهومِ الحَج. وفي تلكَ المَناخاتِ المُلتهِبةِ بنار الصِراع القائمِ ما بين الأسلامِ والحركةِ الصَهيونية التي تحاولُ جاهدةً الحدَّ من الظاهرةِ الأسلاميةِ، وتعميمَ حالةِ الجُمودِ، وصناعَة الكياناتِ الخبيثةِ في جسمِ الأمةِ من أمثالِ آلِ سعود، وإسرائيل، أعلنَ الأمام الخميني العظيم – تقدست روحه الطاهرة – في آخر السبعينات من القرن الماضي من مقره في مدينة النجف الأشرف حيث مرقد جدِّهِ أميرُ المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب – ع – ثورتَهُ المباركة فأطاح بالطاغوت الحاكم في إيران محمد رضا بهلوي. بنجاح الثورةِ إنجَلَت كلُّ المفاهيمِ الأسلاميةِ المُحَمّديَّةِ، وانكشَفَت الى الناسِ على حقيقتِها. لقد تبيَّنَ أن فوائدَ الحَج لا تنتهي بطهارةِ الأنسانِ من الذنوب، ولا بالجَري ما بينَ الصَفا والمَروة، ورَمي الشيطان بالحَجَر. فالمعنى العبادي ينتهي بانتهاءِ العملِ من المناسِك. أما المعنى الآخرَ الذي يبقى حَيّا، مُلتهبَا في نفسِ وفكرِ وحياةِ الحاجِّ المُسلم هو المعنى السياسي للحَج الذي يُفسَّرُ بمعنى البراءةِ من المُشركين المتمثلِ بالأستكبارِ العالمي، أمريكا واسرائيل، وكلِّ الحكّام الطواغيت الذين أشاعوا في الأرض الأسلامية فسادا وخوفا. لقد داهمت ثورةُ الأمامِ بهذا الفهَمِ المَوضوعي لمعنى الحَج السياسي كلَّ الحصون والقلاع التي تمترَسَت فيها قِوى الصهيونيةِ العالميةِ، وعملائهُم من الحكّام الرجعيين حتى جزعوا منها، مُتهمِين الأمامَ بتصديرِ ثورتهِ والتدَخُل في شؤونِهم الداخلية. في مَواسِم الحَج لأعوامِ الثمانينات من القرن الماضي شَهِدَت مكة المكرمة، والمدينة المنورة تظاهراتٍ تُقدَّرُ بعشراتِ الآلافِ للحجّاج المُسلمين الذين لبُّوا نداءَ الامام الخميني بالتظاهر وإعلانِ البراءة من المُشركين (أمريكا وإسرائيل)، كان أكثرُهم من الجَمهوريّة الأسلاميةِ في إيران. ولما تفافمَ خطرُ هذه الظاهرةِ العباديةِ صَوبَ المعسكر الأمريكي والأسرائيلي، أوعَزَت أمريكا والغرب في عام 1987 الى حكومةِ آلِ سعود بضربِ تظاهرةِ الحجّاج الذين يُطلقون شِعار – الموتُ لأمريكا، الموتُ لأسرائيل-، فتسَبّبت بقتلِ أكثرَ من 400 حاجٍّ مُتظاهرٍ، وجرحِ الآلاف، سالت دمائُهم في شوارع مَكة َوهُم يُؤدّون الشعيرَة الألهية َ المقدّسَة. فالدَورُ السعودي الذي أوكلتهُ قوى الأستكبارِ بتحجيمِ فاعليةِ ونشاط ِ ممارسةِ الشعائر العباديةِ السياسيةِ للحَجِّ المُحَمَّدي الصَحيح كان عظيما وكبيرا وفاعلا بقساوتهِ وخُبثهِ، كونَ أعضاء العائلةِ الحاكمةِ هم من سلالةِ الناصبة، وجهلةٌ بامتيازٍ، وذو ميّزاتٍ فاسدةٍ وضحلةٍ حتى في عمالتِها لأمريكا والغرب !!!

وإلا كيفَ يُمكن لها أن تحكمَ شعبا تعدادُه الملايين وتتحكّم بخيراتهِ الهائلةِ، ومقدساتهِ لصالح الصهيونيةِ، ودولِ الأستكبار ؟

كلُّ ما نعرفُه عن آلِ سعود عمالتَهُم، ومحاربتَهُم للهِ ورسولهِ، والعبادِ، وجهلَهُم بالحياةِ والدين. في مَقالاتِنا السابقةِ ومنذُ ُ التسعينات كتبنا الكثيرَ عن جرائمِ مباحثِ آل سعود أيام الحَج الأكبر وهيَ تخططُ لقتلِ الحجاج بطرق مختلفةٍ، غامضةٍ، منها الحرائق في المخيمات، أو سقوط عمارة يقطنها أعدادٌ مضاعَفة من الحجاج، أو إنهيارِ جسرٍ تكدّسَت عليهِ عشراتُ الآلافِ مِنهُم، أو تهديمِ نفقٍ راحَ تحتهُ المئات من ضيوفِ الرَحمن ضحايا، وحتى الدّهس المتعمَّد وغيرِها من الوسائلِ الشريرةِ، كلُها تتم َّ بتدبيرٍ مُسبَقٍ من أجهزةِ المخابراتِ للدول الأستكبارية، تنفذُها مباحثُ حكومةِ آل سعود، بتغطيةٍ سياسية وإعلاميةٍ لحكوماتٍ رجعيَّةٍ لجعلِ الحج موسما خرافيا يشكو منه كلُّ حاجٍّ وصلَ الديارَ المقدسة َ لغرض الاستغفار والتباحث مع أخيهِ المسلم الآخر في كلِّ شأنٍ يخصُهم. في هذا الموسم من عام 2009 يتوافدُ على أرضِ الحِجاز أكثرُ من مليونَي مُسلمٍ لغرض أداء تلك الفريضة الواجبة. أيضا هو موسم ُ إنتشارِ مرض (إنفلونزا الخنازير) الذي ذاع صيتهُ كمرض وبائيٍّ خطيرٍ، فليس من الصَعب على مباحثِ آل سعود (هو من شِيَمِهِم) نشرَهُ عن عَمدٍ بين صفوفِ الحِجاج القادِمين من الدول الأسلاميةِ الفقيرة (وليس دول الغرب) بهدفِ إنزال أكبر الخسائرِ بهم، وزعزعةِ إيمانِهم بهذه الشعيرة، والأمتناع عن أدائِها كفرض الهيٍّ مُقدَّس. هناك شكوكٌ أخرى، ومَخاوفٌ تدعو للقلق والحَذر تصَدّرَت كلَّ الشكوك لهذا العام تفيدُ بأن تلك المباحث – الصهيونية والرجعية - قد تعمَدُ على نشرِ هذا الوباءِ بينَ مَجاميع الحجّاج العراقيين للفتك بهم بدواعٍ مختلفةٍ، سياسيةٍ، أو مذهبيةٍ (مُنحَرفة)، الهدفُ منها تكبيدَ الشعبِ والحكومةِ العراقيةِ خسائرَ، وصولا لضربِ العمليةِ السياسيةِ والديمقراطيةِ في العراق الجَديد.

 كذلكَ ! من نتائج ِ هذهِ المُهمةِ الخبيثةِ هوَ أن يتهدّدَ الملايينَ من العراقيين بخطرِ الأصابةِ بهذا الوباء حالَ عودةِ آلافِ المُصابين من الحجّاج – لا سامح الله -. لذا نهيبُ بالمسؤولين المخلصين على قوافلِ حجّاجِنا أن يحذروا كلَّ الحذر من شرورِهم، وأن يُبدِّدونَها باتباع وسائل الأعلام، وإيصالِ الرسائلِ المَقروءَةِ الى مصادر الخطر، فتُنذِرهم وتحجِم عملهُم. في ذاتِ الوقتِ لا نريد للحاج العراقي أن يسكتَ عن جرائم الوهابيين التكفيريين التي اقترفوها في العراق بأسم الجهاد، بِدَفعٍ من الحكومةِ السعودية. إنَّ فَضْحَ هؤلاء بوسائلِ الأعلام على اختلافِها ضمن منشوراتٍ وندواتٍ ولقائاتٍ معَ كلِّ المسلمين الحجّاج هو منسكٌ عباديٌّ سياسي لابدّ أن نهتمَّ بهِ كغيرهِ من المناسك الأخرى في نصرةِ قضيةِ فلسطين العادلة، وقضايا المسلمين الأخرى.  

العودة الى الصفحة الرئيسية 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com