|
الشباب العنصر الأهم في كسب الجولة الانتخابية
جاسم محمد جعفر/ وزير الشباب والرياضة الشباب رأس مال العراق وثروته الغنية ولا تضاهيه اي ثروة من الثروات وان الاستثمار بهم في مشروع وطني كبير مهم جدا يحتاج الى اموال ومتطلبات ضمن خطط سنوية واضحة مع برنامج استراتيجي كبير، من يضع هذا المشروع في برنامج عمله من الكتل الانتخابية في الانتخابات القادمة ويُقنع الشباب بهذا البرنامج سوف يكسب الجولة ويشكل الحكومة. ويمكن اتخاذ الانتخابات القادمة مقياسا لعمل كل الكتل السياسية ومن يكسب الشباب في مشواره الانتخابي سيفوز بتولي مقاليد الحكم في العراق. ان الاحصاءات والمسوح المتوفرة لدينا تشير الى صعوبة كسب شباب العراق، وإن تم فلا يمكن كسب أصواتهم الا وفق اسس واستراتيجية مقنعة ومؤثرة. وتعود صعوبة ذلك الى ان وعي شباب العراق في السنوات السبع الاخيرة قد تطور بشكل ملحوظ وهم يتابعون البرامج الانتخابية لكل الكتل السياسية ، فان لم يكن البرنامج مقنعا ومستقطبا لهم ومناغيا لوجدانهم لا يمكن كسبهم والخوض بهم. فالكتل الانتخابية مع الاسف لم تستثمر بفئة الشباب بالشكل الصحيح ولم تستجب الى متطلباتهم وحاجياتهم خلال الأربع سنوات الأخيرة، بالمقابل حصل الاستثمار والانفتاح على شرائح اخرى كرؤساء العشائر والفنانيين والرياضيين وهو ما أوجد لدى اكثر الشباب نوعا من الاحباط والانكماش، وبناء على ذلك فان تركهم بهذا الشكل قد يوجد ردة فعل معاكسة يجرهم الى الميل نحو كتل فضفاضة او ينمي عندهم عدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات ، وان اكثر رؤساء الكتل الانتخابية يتثاقلون نوعا ما بلقاء ودي وعاطفي لسماع افكار وتوجهات ابنائنا من الشباب ، وهذا ما اوجد نوعا من التنافر والتباعد بين الشباب ورؤساء الكتل السياسية ما يفضي الى نتائج غير مرضية . وزارة الشباب والرياضة وهي الجهة القطاعية المسؤولة عن توعية وتطوير الشباب رصدت هذا التحول وهذه الظاهرة ونبهت مرارا عما يدور في هذا الوسط وكررت مطالبتها اصحاب القرار لاحتضان هذه الشريحة بشكل سليم وعلى طول السنة وان مغازلتهم وإظهار المودة لهم في ايام الانتخابات قد تكون له اثار ونتائج عكسية فالشاب مشاكله كبيرة وطموحاته كبيرة ايضا وهو ينتظر برامج وافكارا واقعية وتطبيقية مقنعة وبعيدة عن الشعارات الفضفاضة. وعلى هذا أخذت الوزارة على عاتقها عملية تنظيم الحركة الشبابية بشكل أشمل للقضاء على كل ألوان التخلف والتمرد والبطالة في هذا الوسط الحساس وايجاد وعي وطني راق وفق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الشباب التي صادق عليها مجلس الوزراء عام 2008 بالتعاون مع الوزارات الاخرى المعنية والمؤسسات الدولية لتنمية الشباب. لقد اظهر شباب العراق بعد سقوط الصنم مشاركة فاعلة لبناء العراق وطالب ان يكون له دور فاعل ومؤثر في تنظيم الخارطة السياسية في العراق وأسهم بشكل واسع في دعم اركان المؤسسات الديمقراطية والدستورية عبر المشاركة في الانتخابات ولكن سرعان ما اصطدم بالتهميش والاقصاء والتهديد من قوى الظلام والارهاب ففقد جزءا من همتهم وألجأ بعضهم الى الهجرة والبحث عن فرص للجوء الى دول اوربية. وهذا ما يجعل العمل على إرجاع الهمة الشبابية ورد الاعتبار لهذه الشريحة واجبا وطنيا وقوميا مقدسا من خلال فسح المجال لهم واعطائهم حرية اكثر لبيان ارائهم وافكارهم وهو أمر يوجه الى اصحاب القرار من الكتل السياسية للقاء بالشباب والاستئناس بافكارهم وتكليفهم بمسؤوليات وطنية للمشاركة الفاعلة في بناء العراق عبر صناديق الاقتراع. ان للشباب سمات واتجاهات ايجابية تجعل الكل يفكر لاستقطابهم فان لم يتم جذبهم وكسبهم من قبل اصحاب القرار واهل البيت سوف يتم كسبهم لقوى تعمل من وراء الحدود تحيلهم الى صف الاعداء وتعرضهم لتقبل الافكار الهدامة والتحول الى سيف ذي حدين يصعب كسبه لمصلحة وطنهم العراق ومن هذه السمات: : 2 ـ إنّ العمل السياسي، يستلزم العمل ضمن الجماعات السياسية، والشباب في هذه المرحلة يلجأون الى التعبير عن النزعة الجماعية فيهم، وهي الانتظام مع الجماعة . 3 ـ في مرحلة الشباب والمراهقة يتجه الانسان إلى التجديد والتغيير، لاسيما وأن ظروف الحياة المدنية تتطور بسرعة هائلة في مجال التقنية والعلوم ، فينخرط الشباب في العمل السياسي رغبة في التغيير والإصلاح، والالتحاق بمظاهر التقدم والرقي المدني . 4 ـ في مرحلة الشباب يكون الطموح في احتلال دور اجتماعي، والتعبير عن الإرادة بدرجة عالية، مما يدفع الشباب الى الانضمام الى الحركات، والتيارات السياسية، لاحتلال موقع اجتماعي . إن ملامح ثورة الاتصالات في هذا القرن تؤشر على قيادة الشباب لهذا العالم باعتبارهم يشكلون أكثر من نصف سكان الأرض، وهناك بوادر عدة تؤكد هذا الدور الذي بدأه الشباب في مجالات قيادة الشركات أو في الاستثمار أو داخل معامل الاختراع. فثورة المعلومات وتراكمها رغم قصر الزمن قد اعطت لشباب العراق وعيا راقيا وانطلاقة مدهشة جعلت منه يستفيد من إنجازاتها دون حاجة إلى انتظار تراكم الخبرة الحياتية, كما أن الشباب أصبح يمثل القوة الاستهلاكية المؤثرة, وهم يضعون في هذه السوق مداخيلهم المبكّرة من سوق العمل في نوعية جديدة وغير تقليدية من البضائع . وللأسف فان اصحاب القرار مازالوا يتوجسون خيفة من الشباب ومن أفكارهم وطموحاتهم, ويضعون الحواجز أمامهم لكبح جماح رغباتهم ومحاصرة طموحاتهم, ومازالوا يدفعون بأعداد كبيرة منهم وخاصة المتعلمين إلى البحث عن مجتمعات جديدة تفتح لهم مجالاً لتحقيق طموحاتهم وتلبي رغباتهم وأحلامهم, فامتصت الدول المتقدمة نخبة المتعلمين والطموحين والجادّين من شبابنا سواء ايام النظام البائد او في يومنا هذا ووصلت أعدادهم في بعض الدول إلى عشرات الآلاف , وهذه ظاهرة لا ننفرد بها وحدنا, بل هناك كثير من المجتمعات التي فقدت زمام قيادة الشباب فانجرف شبابها إلى مصائد التطرف والعنف وعالم المخدرات والكحول . إن شبابنا يعيش أزمة اغتراب حقيقي , إن الشباب في الأنظمة البيروقراطية والانظمة التي لا تولي اهتماما بالشاب وتتركهم في معاناة التهميش والاقصاء والتهديد ما يجعله الشاب يشعر بالعجز وعدم القدرة على تحقيق ذاته. والاغتراب هنا هو مرحلة وسطى بين الانسحاب من المجتمع والتمرّد عليه. هو يلجأ إلى ثلاثة أنواع من التصرّفات: إما الانسحاب من هذا الواقع ورفضه, وإما الخضوع إليه في الوقت الذي يعاني فيه النفور, وإما التمرّد على هذا المجتمع ومحاولة تغييره ولو كان ذلك بقوة السلاح. ان الكتل السياسية التي تريد المشاركة الفاعلة في كسب الشباب عليها ان تقدم برنامجا انتخابيا تظهر فيه بشكل جلي رأسمال الكتلة الانتخابية في استثمار الشباب ووضع قضيتهم في مقدمة المسائل الوطنية مع الحلول وتطبيقها لمصلحة أجيال الشباب, وعلى الكتلة الانتخابية ان تضع الخطوط العامة للبرنامج الانتخابي وتنظم مجتمعاتنا وحياتنا وقوانيننا وفق واقعهم وحجم قوتهم ومدى تأثرهم بما يجري من حولنا في العالم ، ومن ثم لابد من مشاركة الشباب وسماع رأيهم قبل اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وتوسيع دورهم في المشاركة في كل ما يتعلق بحياتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم, ويأتي في مقدمة ذلك خفض سن الناخبين ليصبح 16عاما, وأن يمثل الشباب في المؤسسات الديمقراطية والتشريعية وبالتالي لابد من تخفيض سن الترشح ليصبح 25 عاما للشباب, بما يفسح المجال لسماع مقترحاتهم والأخذ بها عند التطبيق . ان البرنامج الانتخابي الناجح هو من يعطي للثقافة السياسية جزءا وشرطا مهما في ثقافة الشباب إن أردنا تدريبهم وتأهيلهم للقيادة في مرحلة لاحقة, ونحن بهذا ندخلهم في نسيج المجتمع بدلاً من أن يتحوّلوا إلى أدوات للهدم والتخريب, فوضع ثقافة متوازنة للشباب تراعي تراثهم وتاريخهم الوطني والقومي, وتسعى للحاق بالثقافة الحديثة المنفتحة على العلم والتكنولوجيا والفلسفة المعاصرة المتطلعة إلى مزيد من الكشف عن الكون وأسراره أمر لا مفر منه, وأن ندرّبهم على اكتشاف ثقافة الشعوب والأمم المعاصرة ليتمكّنوا من التعامل والتفاعل معها في هذا العالم الذي بدأت تتشابك فيه تلك الشعوب بثقافاتها المختلفة على درب التعاون والتلاقي ضمن حركة التفاعل مع الثقافات الأخرى. ان البرلمان الشبابي الذي اسس باشراف من وزارة الشباب والذي شمل اعمار من 15 سنة لغاية 29 سنة وشارك كل شرائح الشباب ومن كل العراق يعتبر مشروعا استراتيجيا كبيرا يتعين على أصحاب القرار دعمه واسناده ليتحول الى مؤسسة ديمقراطية منتخبة من شباب العراق وفق اسس قانونية صحيحة ويكون الطاقة الكامنة والمخزونة في المجتمع ومن الشباب الواعين لارسال شباب واعين ومؤثرين الى مجلس النواب العراقي بعد ممارسة طويلة من العمل البرلماني بين الشباب . وكما بدأنا ننتهي ونقول بان الشباب راس مال العراق ،يعتبر الاستثمار فيهم لتطويرهم وتوعيتهم اغنى استثمار يضاهي الاستثمار في النفط والبنى التحتية ، فأي بنية تحتية اهم واغنى من الشباب وهذا ما يدعو كتلنا السياسية الى إيلاء اهتمام بالغ لهذا الوسط وهذه الشريحة الواسعة التي يعتبر كسبها كسبا للجولة لتولي مقاليد الحكم في العراق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |