اتحاد كرة القدم .. تلك هي الحقيقة!!

رعد حمودي سلمان

رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية

ali_mofa2006@yahoo.com

لابد لاي عمل رياضي ان يستند الى اسس وقواعد واليات، والا تحول الى عبث وفوضى، واول الاسس التي ينبغي ان نسير عليها جميعا .. ان الرياضة الاولمبية جزء حيوي ومهم من المنظومة الرياضية العراقية التي تنهل من الوضع والخصوصية العراقية الشئ الكثير حالها حال المنظومات الفاعلة في المجتمع، اما الحديث عن الخارج والتمسك بمرجعية غير مرجعية الداخل فهي حق يراد به باطل !

فبعد سنوات من التخبط وهدر الجهد والوقت والمال، بدأت ملامح العمل الرياضي الجديد تتشكل رويدا رويدا، صحيح نواجه تحديات يومية في صناعة واتخاذ القرار الرياضي، ولكن الصحيح ايضا ان هناك دائما تحدي يستند الى الرؤية العلمية الواقعية وارادة على تجاوز تلك التحديات .

فمقابل النتيجة التي وصل لها حال الاولمبية العراقية قبل اجراء الانتخابات، والظروف التي احاطت بعمل من سبقنا من الاخوة، كانت بارقة الامل من خلال النهج الديمقراطي الذي سار بخطوات ثابتة، لارساء معالمه وترسيخ ثوابته، لينتهي الى حقيقة قائمة افرزت الكثير من الايجابيات في مختلف نواحي الحياة حيث انعكس جانب كبير منها على الرياضة، وخير مانستدل به الانتخابات الديمقراطية التي جرت لمختلف مفاصل المؤسسات الرياضية العراقية عندما قال الرياضيون كلمتهم دونما قيد اوشرط او ضغوطات من اية جهة، ليتكامل بعدئذ البيت الرياضي بانتخاب مكتب تنفيذي جديد للجنة الاولمبية اخذ على عاتقه تصحيح مايمكن تصحيحه من اخطاء، املا في رسم خارطة طريق جديدة تمهد لمستقبل رياضي يبشر بالخير .

لقد منحنا الرياضيون اصواتهم وحملونا مسؤولية النهوض بالواقع الرياضي والتصدي للاخفاقات، ومنذ الرابع من نيسان عملنا على السير بخطوات وئيدة لكنها منتجة، وقد لاتتوضح الصورة بشكل بين في الوقت الراهن، لكن تملئنا الثقة ان تلك الاسس ستكون ثمارها ملئ العين بشكل يليق برياضة شعبنا واسم بلدنا الذي يستحق منا بذل الغالي والنفيس .

بدأنا بانفسنا ... كان البيت الاولمبي مترهلا و بحاجة الى ترميمات عاجلة، درسنا واقع الادارة وعمل الاتحادات ووضعنا معالجات واقعية لبعض المشاكل بعد مناقشة مباشرة مع الهيئات الادارية،  اما الشقوق والتصدعات الكبيرة فما زالت تحتاج الى علاج جذري بيد معمار فاخر وينبغي ان يكون اطارها اقرارالقوانين والانظمة وفقا للالية التي تسير عليها الدولة العراقية، ليأتي دورنا في تهيئة اللوئح والتعليمات التي تنظم كل الشؤون الادارة والمالية والفنية لعمل اللجنة الاولمبية بكافة تشكيلاتها .

وبعد ستة اشهر من العمل، وجدنا الجميع قد ركب معنا في مركب واحد، وحظينا بمساندة وتكاتف من الاسرة الاولمبية .. بالشكل الذي عجل من ظهور ملامح المرحلة الجديدة ومنها تحقيق عشرة اتحادات نتائج متقدمة على المستويات العالمية والاسيوية والعربية، الا اننا وجدنا اتحاد عزيزا ومهما يبحر بعيدا عن شاطئ الرياضة العراقية، ممتنعا عن اللحاق بالركب، ليكون المؤسسة الرياضية الوحيدة في العراق واسيا وربما العالم التي لم تجري الانتخابات لهيئتها الادارية !!

كان المنا كبيرا، فقد خلق زملاء اعزاء في ادارة اتحاد الكرة لانفسهم وللكرة العراقية ازمة كان من الممكن تجاوزها، لو صعدوا معنا في نفس المركب، فقام البعض منهم وبقرار فردي بالتمديد ثلاث مرات, دون الرجوع للهيئة العامة صاحبة القرار الشرعي في بقاء او رحيل الهيئة الادارية، فتعالت اصوات الرياضيين تطالبنا بالتدخل، فكان الحوار مع الاخوة في الاتحاد ولفترات طويلة ومتعددة وطلبنا منهم تحديد الية وموعد واضحين لاجراء الانتخابات وناقشناهم في النقاط المختلف عليها، وبينما كنا كذلك، فاجأنا الاخ حسين سعيد بتمديد رابع لاسباب اثيرت حولها الكثير من الاعتراضات لتضمينها مغالطات عن الوضع العام للبلد، ولسنا بصدد مناقشتها الان، بعد ان انكرها رئيس الاتحاد الذي لم ينفك مع زميل او زميلين له بالتلويح بعقوبات الفيفا، كلما تقدمنا بالحوار الذي اشترك فيه  اخوة اعزاء تركوا مهامهم الوظيفية الجسيمة ليحاولوا ايجاد صيغة تحفظ للقرار الرياضي العراقي هيبته وتعيد الاتحاد الى الشرعية حاله حال بقية افراد الاسرة .

هكذا كان الحال، اتحاد له رؤيته وروايته الخاصة عن الازمة، ومعارضة شعبية و رياضية واعلامية ووطنية ، وهيئة عامة منقسمة، ودوري متوقف، وضع لم يشهده تاريخ كرة القدم العراقية منذ ستين عاما  .. اقترحنا عليهم نزع فتيل الازمة بتنحية رئيس الاتحاد المتغيب عن مقره في العاصمة منذ اكثرمن ثلاث سنوات  اوتقديم استقالاتهم اسوة بالاعضاء الاربعة والترشيح مجددا للانتخابات المقبلة، اكدنا لهم اهمية تغليب المصلحة العامة فوق الاعتبارات الاخرى,  فحينما يتعلق الامر برياضة الوطن تتلاشى امامها الاسقاطات الذاتية اوالدوافع الشخصية ... كانت رغبتنا كبيرة في ايجاد مخرج يحفظ للاخوة ماء الوجه ويجنب الكرة العراقية التعليق الذي سيحرم اللاعبين من الاستحقاقات الخارجية كما سيبعد عشاق اللعبة من متعة المشاهدة والتشجيع .  

الجميع كان مترقب يبحث عن حل فالقضية لاتتعلق بجهة او طرف او فئة ... انها تتعلق بمصالح الرياضة العراقية التي هي اكبر من الاشخاص، وهي تشكل مفترق طرق، بين رفض المفاوضين الحلول الوطنيه والتمسك بالرأي الى اخر المطاف حتى لو كان الثمن عقوبات وحرمان ، وبين ضغط الرأي العام والمطالبة بتصحيح الاوضاع واعادة الاتحاد الى الحاضنة الطبيعية ..

لا احد يزايد علينا بالمواقف الوطنية، فحين اوضحنا ان الدولة هي صاحبة الولاية سواء من ناحية الوجود المعنوي للاتحاد او من ناحية تدفق الدعم المالي، اعترض علينا من اعترض، لتأتي سطور البيان الاخيرالذي خطف رأي  الهيئة العامة  مليئه بكلمات المديح والثناء لدور الحكومة وبشكل وضع اكثر من علامة استفهام امام من يدعي ان هذه الحكومة تضرب القانون عرض الحائط !! 

اليوم ونحن نقف على اعتاب قرار مصيري يستند الى الشرعية الممنوحة لنا من اسرة الرياضة العراقية، لا بد ان نصارح جمهورنا الكريم والهيئات العامة بطبيعة المرحلة المقبلة التي تتطلب مساندة الجميع وصولا للهدف الذي خططنا واعددنا العدة له مستندين الى القوانين العراقية والدولية والاعراف والمبادئ الاولمبية .. هناك من يراهن بورقة الفيفا ويسعى الى مصادرة القرار الوطني وتدويل الازمة عبر الشكوى، وهناك من يراهن على العمق الداخلي والمنطق الذي يحكم العالم وهو يناقش قضايا وامور الدول ..البوادر التي لاحت  تبشر بانتصار الخيار الثاني طال الزمن او قصر ... بقي ان نقول للزملاء في الاتحاد .. مازال في اللحظات الاخيرة فرصة لمراجعة الذات واعلان القرار الصائب اما التشبث بحلول الخارج فهو لن يكون الا سرابا, لانه في المحصلة لن يتأثر (هذا الخارج)  بمن لا يؤثر داخل بلده .. والله من وراء القصد .  

العودة الى الصفحة الرئيسية 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com